يقام في مدينة تولوز، جنوب فرنسا، حاليًا ولمدة ثلاثة أيام، مزاد علني لبيع 1000 قطعة من طائرات «كونكورد» الأسرع من الصوت. وجرى تفكيك هذه القطع من عدد من طائرات شركة الخطوط الفرنسية (إير فرانس) التي كانت تملكها مع الخطوط البريطانية (بريتيش إير وايز). وشهد المزاد منذ يومه الأول إقبالاً من مسافرين سابقين على متن هذه الطائرات ومن هواة وجامعي تحف يعشقون كل ما يتعلق بعالم الطيران.
يشتمل المزاد على مجموعة من الأجهزة التي كانت في قمرات القيادة، وكثير من الصواني وأدوات المائدة وقطعًا من هياكل الطائرات ومقاعدها ومغاسلها وحنفياتها وأطباق وجباتها، منها طبق مرسوم من تصميم الفنانة أندريه بوتمان. وتراوحت الأسعار المحددة ما بين 15 يورو و10 آلاف يورو لمؤشر القيادة. لكن الأنظار تركزت على مجسم خشبي مُصغّر لطائرة «كونكورد» موقع بإمضاء أندريه توركا، أول طيار فرنسي قاد رحلة تجريبية للطائرة الأسطورية مدتها 27 دقيقة، وذلك في الثاني من مارس (آذار) 1969. ويكتسب هذا المجسم قيمة خاصة، نظرًا لأن الطيار فارق الحياة أوائل العام الحالي.
وتم إيقاف رحلات «كونكورد» بشكل جزئي في فرنسا، ثم نهائيًا، بعد أن تحطمت إحدى طائراتها بعد دقائق من إقلاعها من مطار «شارل ديغول» شمال شرقي باريس، في صيف 2000، وكانت تقوم برحلة إلى نيويورك. وأسفر الحادث عن مقتل 113 شخصًا، بينهم 4 قضوا على الأرض حين سقطت الطائرة فوق فندق في ضاحية «غونيز» القريبة من المطار. ومن المعروف أن هذا النوع من الطائرات السريعة كان يقوم بخمس رحلات أسبوعية بين باريس ونيويورك، مختصرًا وقت الرحلة إلى النصف، أي 4 ساعات. حيث بلغت السرعة القصوى لها أكثر من 2000 كيلومتر في الساعة.
وكان مزاد شبيه سابق جرى عام 2007 قد لقي إقبالاً كبيرًا من الجمهور. وكانت تولوز مكانًا له أيضًا باعتبارها المدينة التي تحتضن مصانع «سود أفياسيون» منتجة الطائرة الشهيرة بمنقارها المنساب الذي يسمح بأفضل رؤية للطيار. وبيعت في ذلك المزاد مجموعة من الصور التي كانت الصحافة قد نشرتها لشخصيات شهيرة قامت برحلات على متن «الكونكورد». بينها واحدة للرئيس الأسبق شيراك يظهر فيها غافيًا في مقعده.
ومن الوقائع الغريبة التي رافقت تاريخ «الكونكورد» سرقة طائرة منها يعود تاريخ صنعها إلى عام 1971، من مرأب الشركة في تولوز. وبقي الأمر مجهولاً لعدة سنوات حتى تم العثور، بمحض الصدفة، على الطائرة المسروقة في حديقة منزل بالمدينة. ولم تعلن الحكومة الفرنسية، يومها، عن السرقة نظرًا لشكوك حول قيام المخابرات السوفياتية بالعملية، وما يمكن أن يتركه إعلان الخبر من انطباع سيئ حول دولة لا تتمكن من حماية أشهر طائراتها المدنية.
يذكر أن الخطوط البريطانية تعتزم إعادة «الكونكورد» إلى الخدمة بحدود عام 2019، بعد إجراء تحديثات على تصميمها ومحركها بما يناسب تطورات صناعة الطيران في العالم.
عشاق «الكونكورد» يتخاطفون مقاعدها وأطباقها
مزاد علني على ألف قطعة من الطائرة الأسطورية التي أحيلت إلى التقاعد
عشاق «الكونكورد» يتخاطفون مقاعدها وأطباقها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة