في حين يشغل المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، الرأي العام، بمشروع إعطاء شرعية للمستوطنات العشوائية، تنشغل الحكومة الإسرائيلية وبلديتها في القدس الغربية، بالعمل، بصمت، على تمرير سلسلة قرارات لمشروعات ضخمة لتهويد الجزء الشرقي من القدس الذي احتل في سنة 1967.
فقد كُشف أمس، أن وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، أقر مشروعا لإنشاء قطار خفيف يربط القدس بالمستوطنات المجاورة ومستوطنة معاليه أدوميم. وحسب خطة كاتس، سيجري إضافة أربع محطات جديدة للقطار. فمثلا، سيواصل القطار من التلة الفرنسية إلى معاليه أدوميم، فيما سيجري إيصال خط إلى مستوطنة «آدم»، وخط آخر إلى معبر قلنديا، عبر مستوطنة «عطاروت»، وخط رابع إلى «غبعات زئيف». وفي وقت لاحق، سيجري إيصال القطار إلى مستوطنة «مبسيرت تسيون». وقال كاتس إنه ينوي توفير المواصلات العامة لهذه المستوطنات، من أجل أن يسهل على المستوطنين التواصل، ما بين القدس والمستوطنات المجاورة.
وتبين أن الوزير نفسه يعمل على توسيع خط القطار من تل أبيب إلى القدس، مع إضافة محطة بالقرب من الحائط الغربي (المبكى)، في البلدة القديمة. وفي سبيل إيصال الخط إلى هناك، سيجري إنشاء نفق يتجاوز البلدة القديمة، مرورا بحائط البراق. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن هذا المشروع سيمتد عبر أنفاق بعمق 80 مترا تحت الأرض. وسيمكن السياح والطلاب والمواطنين من الوصول، مباشرة، من وسط إسرائيل إلى حائط البراق. ومن المقرر أن تنتهي الأعمال على خط هذا القطار نهاية العام المقبل 2017.
وفي مشروع آخر يدعى «وجه القدس»، جرى وضع حجر الأساس لحي ضخم جديد ضمن مخطط القدس الكبرى، ستبلغ تكلفة المرحلة الأولى منه 1.4 مليار شيقل (350 مليون دولار أميركي). وقد حضر الحفل وزير المواصلات، كاتس، ووزير شؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية، زئيف الكاين، ورئيس البلدية العبرية في القدس، نير بركات. وسيبنى المشروع المذكور، على مساحة 211 دونما، في مدخل غرب القدس، قريبا من مجمع البنيات الحكومية الإسرائيلية، وسيحتوي على مراكز تجارية، ومراكز سياحية، وفنادق، ومراكز ترفيه، ومركز مؤتمرات، بتكلفة إجمالية قدرها 10 مليارات شيقل (2.5 مليار دولار أميركي)، وسيبنى فيه 24 برجًا ضخما وشاهقا، 14 منها تتكون من 24 طابقا، وتسعة منها من 9 طوابق، بينما يخطط أن يجري توفير نحو 40 ألف مكان عمل جديد، من خلال هذا المركز الاقتصادي المتنوع. وسيحتوي الحي الجديد، على أكبر مركز مواصلات في البلاد، من ضمنه محطة قطار سريع، ومحطتين للقطار الخفيف، فيما سيتضمن أكبر مركز مؤتمرات في البلاد، من خلال ترميم «مركز مباني الأمة»، وقد وصفه مراقبون بأنه المشروع الأكبر والأكثر أهمية وحيوية لمستقبل القدس في النظرة الإسرائيلية.
وتجري هذه المشاريع، جنبا إلى جنب مع سياسة تضييق الخناق على أهل القدس الفلسطينيين، في إطار مخطط التيئيس والتهجيج للتخلص من أكبر عدد منهم. إذ تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هدم بيوتهم. وحسب تقرير لتنظيم «بتسيلم» الإسرائيلي، فإن عدد البيوت التي هدمت خلال هذه السنة، بلغ 44 بيتا، بحجة عدم وجود ترخيص. كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أول من أمس، قبورا إسلامية عدة في مقبرة باب الرحمة، بالقرب من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك. وذكر شهود عيان أن سلطة الآثار الإسرائيلية تشرف على هدم هذه القبور في إطار نشاط محو المعالم العربية والإسلامية في المدينة. وجرى الكشف عن شريط دعائي عرضته سلطة الآثار، خلال مؤتمر دولي أقيم في الجامعة العبرية، في الأسبوع الماضي، يعطي الشرعية لقوى اليمين المتطرف في المستوطنات، التي تدعي أن قبة الصخرة في باحة الأقصى، تقوم على الأرض التي كان يقوم عليها الهيكل اليهودي قبل أن يهدمه الرومان. والشريط من إعداد عالمي الآثار الإسرائيليين، إيساف أرهام ورؤوبين بيرتس. وهو يستند إلى كتابة منقوشة على قطعة بلاط على صدر جدار مسجد قرية نوبا في قضاء الخليل، ذكر فيها اسم بيت المقدس، فاعتبروا ذلك «برهانا علميا على أن مسجد قبة الصخرة يقوم على أنقاض الهيكل اليهودي».
وزعم الباحثان أنهما عثرا على آثار أخرى تدل على أن المسلمين نسخوا تقاليد كانت متبعة في المعبد الذي سبق بناء مسجد عمر (أي مسجد قبة الصخرة)، «حيث كان يدخله الناس حفاة ليقيموا الصلوات وهم طاهرون». ومع أن المؤتمر عقد تزامنا مع قراري اليونيسكو، اللذين يدينان المساس الإسرائيلي بالمقدسات العربية في القدس، وبينها مسجد عمر والمسجد الأقصى المبارك، إلا أن عالمي الآثار ينفيان وجود علاقة للتوقيت. ويدعيان أن بحثهما علمي بحت. غير أن الشريط الذي أرفقاه مع هذا الاكتشاف يستخدم بوضوح مجسما للهيكل اليهودي الذي يريد المتطرفون بناءه في مكان مسجد قبة الصخرة.
المعروف أن إسرائيل تقيم متحفا خاصا في القدس، يجمع الأثريات التي تدعم ادعاءاتها حول علاقة اليهود الدينية بباحة المسجد الأقصى. وقد جمعت مبالغ طائلة من يهود الولايات المتحدة لتمويل هذا المتحف، الذي يضم مجموعة من الخزف، وعظام الحيوانات، وبذور الزيتون، التي تنسب إلى أيام الهيكل الأول.
إسرائيل تقر سلسلة مشروعات جديدة لتعميق سياسة التهويد
تخطط لإقامة شبكة واسعة من وسائل المواصلات لربط المستوطنات بالقدس
إسرائيل تقر سلسلة مشروعات جديدة لتعميق سياسة التهويد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة