قصة صداقة ترامب وكلينتون القصيرة

بُنيت على مصالح مشتركة لتحسين صورتهما ضمن نخبة نيويورك

صورة نشرتها «واشنطن بوست» لحضور بيل وهيلاري كلينتون زواج دونالد وميلانيا ترامب عام 2005 (واشنطن بوست)
صورة نشرتها «واشنطن بوست» لحضور بيل وهيلاري كلينتون زواج دونالد وميلانيا ترامب عام 2005 (واشنطن بوست)
TT

قصة صداقة ترامب وكلينتون القصيرة

صورة نشرتها «واشنطن بوست» لحضور بيل وهيلاري كلينتون زواج دونالد وميلانيا ترامب عام 2005 (واشنطن بوست)
صورة نشرتها «واشنطن بوست» لحضور بيل وهيلاري كلينتون زواج دونالد وميلانيا ترامب عام 2005 (واشنطن بوست)

انتقل الزوجان كلينتون من واشنطن إلى نيويورك عام 2000، حتى تتمكن هيلاري من السعي وراء دخول مجلس الشيوخ الأميركي، والتحليق وحدها بعد فضيحة مونيكا لوينسكي. وحين وصلا، وجدا كثيرا من التوتر بين صفوف النخبة الثرية، التي كانت منقسمة بشدة بين أتباع بوش، وآل غور. ورغم اتحاد الديمقراطيين والجمهوريين الأثرياء في نيويورك إلى حد كبير دعمًا لهيلاري في ذلك الوقت، فإن المسؤولين التنفيذيين في عالم التجارة والأعمال متشككون من آل غور أكثر مما هم متشككون من آل كلينتون. وكان يشكو الديمقراطيون في تلك الأيام من سرقة الانتخابات منهم، في حين كان الجمهوريون يتذمرون أيضًا من أنها كانت ستسرق منهم كذلك.
وبدأت نيويورك، إلى جانب حصولها على عضوية مجلس شيوخ في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، تغير هيلاري. ويقول تشارلز شومر عضو مجلس الشيوخ من نيويورك: «لقد جعلها ذلك أكثر صلابة. لقد أصبحت أكثر إصرارًا وواقعية، وقد جعلتها الحياة هكذا، لكن كان لنيويورك دور في ذلك أيضًا».
كذلك كان بيل بحاجة إلى تغيير سمعته؛ فبعد الاتهام بالقضية مع لوينسكي، وإصداره عفوا لصالح مارك ريتش، ساءت صورته كثيرًا، وكان عليه التخلي عن خطط استئجار مكاتب فاخرة لـ«مؤسسة كلينتون» في برج «كارنيغي هول» مقابل 800 ألف دولار بعد عام من هجوم المنتقدين. وانتقل عوضًا عن ذلك إلى مكاتب في حي هارلم بسعر 210 آلاف دولار سنويًا. ورفضت أربعة نوادي راقية للغولف في ويستشيستر طلب الرئيس السابق، عاشق ضربات الغولف الإضافية غير المحتسبة، بالانضمام إليها كما قيل. وتعجب دونالد ترامب حينها وقال: «لا يستطيع كلينتون الآن الانضمام إلى نوادي الغولف في ويستشستر. يتوسل رئيس سابق للاشتراك في نادي غولف. إن هذا لأمر مستحيل». وبدأ بيل حملة شاملة لتحسين صورته، وإلقاء الخطب في الجامعات، والاستعانة بأعضاء سابقين في الحكومة، وأشخاص آخرين نائبين عنه، ليتحدثوا عن تاريخه. وبمجرد ارتقاء مكانة بيل في الرأي العام، انتقل بمؤسسته إلى قلب المدينة.
ومع محاولة هيلاري دخول مجلس الشيوخ، أخرج كلينتون حصالته الخاصة بجمع المال؛ فقد بدأ كلاهما في جمع الأموال في المدينة بشكل مستمر منذ عام 1990، لكن زاد الطلب مع إنشاء مؤسستهما عام 2001. وبدأ كل منهما في التقرب من أصحاب الثروة الجديدة في «وول ستريت»، التي كان مصدرها صناديق التحوط، وصناديق التكنولوجيا. ومع صفقات تأليف الكتب، والخطابات المربحة، ودور بيل مستشارا لشركة «يوكايبا» للأسهم الخاصة المملوكة لرونالد بيركل، نجحت الأسرة في تسديد ديونها التي تراكمت بسبب الفواتير القانونية الناتجة عن مجموعة كبيرة من التحقيقات الفيدرالية، بل ونجحا في جني نحو 230 مليون دولار على مدى الخمسة عشر عامًا التالية.
ومع بدء بيل وهيلاري حياة جديدة في نيويورك، كان ترامب يمر بمرحلة تحول هو الآخر من شخص يميل للمخاطرات في مجال الاستثمار العقاري ويواجه شبح الإفلاس، إلى رجل أعمال يبتعد عن المخاطرة؛ ومن مشيّد بذيء إلى نجم لامع في عالم تلفزيون الواقع من خلال برنامج «ذا أبرينتيس». لقد خرج من حي كوينز طفلا ملحًا تملك أسرته المال، لكنها لا تملك أدوات اجتماعية تمكنها من الارتقاء في السلم الاجتماعي.
يقول وين باريت، مؤلف سيرة ترامب التي تحمل عنوان «ترامب: أعظم عرض على الأرض»: «رغم أنه كان عالقًا في شارع (زي)، فقد كان عقله دائمًا في منهاتن». أما غويندا بلير، مؤلفة كتاب «آل ترامب»، فتقول إن ترامب الذي تألق في السبعينات بارتدائه بزة خمرية اللون من ثلاث قطع وحذاء يناسبها، يتذكر «هذا الصبي قوي البنية القادم من الأقاليم إلى المدينة وكأنه شخصية من كتاب (أوهام ضائعة) لبلزاك».
بينما كان ترامب يتفاخر بالمال ويتصرف كأنه أحد الأثرياء، كان آل كلينتون يتظاهران بامتلاك أقل مما يمتلكانه حقًا. وفي حين كان يرغب ترامب في الانتماء، والحصول على مزيد من الشرعية من خلال الاتجاه نحو الزمرة الحاكمة، كان آل كلينتون قد تجاوزوا مرحلة الانتماء بعد مدتين رئاسيتين في البيت الأبيض. ورفض أحد عمالقة الإعلام الشخصيات البارزة الثلاثة باعتبارهم «دخلاء»، قائلا: «لا أحد هنا يعتقد أن آل كلينتون ينتمون إلى نيويورك، ودونالد شخص مغترب قادم من الأقاليم. لطالما كان مدعيًا ومتكلفًا في نيويورك».
لقد أدرك ترامب أن الغولف هو البوابة للتقرب من بيل كلينتون، الذي كان يراه روحًا قريبة إليه في بعض الأوجه، كرجل جذب إليه الكارهين المملوئين بالغيرة. وقال مؤلف يكتب عن العقارات في نيويورك: «إنه يشبه بيل ترامب، ولكن بقاموس». وكان ترامب دؤوبا في محاولة جذب رونالد ونانسي ريغان إلى إمبراطوريته التجارية، وبذل جهدًا لا يقل عن الجهد الذي بذله مع آل كلينتون. وصادف أن يكون لديه ناد خاص به يضم ملعب غولف في ويستشيستر، كان قد اشتراه في عملية مصادرة في نهاية التسعينات. وقد أغلق النادي عام 1999 لتطويره وتجديده بشكل كامل، وأعاد افتتاحه تحت اسم «نادي ترامب الوطني للغولف» عام 2002. وكان يبعد نحو ستة أميال عن منزل كلينتون. وفي يونيو (حزيران) الماضي، كان بيل لا يزال يحتفظ بخزانة ملابس خاصة به في نادي ترامب للغولف.
وطد ترامب علاقته بالرئيس السابق وزوجته، عضو مجلس الشيوخ، من خلال منح مؤسسة «كلينتون» مائة ألف دولار مقدمة من مؤسسته الخاصة. وبحسب كتاب «الكشف عن ترامب» لمايكل كرانيش، ومارك فيشر، تبرع ترامب إلى صندوق الحرب الخاص بهيلاري في مجلس الشيوخ ست مرات خلال الفترة بين عامي 2002 و2009. ليصل إجمالي المبلغ إلى 4.700 دولار، وخلال الفترة بين عامي 1999 و2012، تنقل بين الحزب الجمهوري، والحزب الديمقراطي، وحزب الاستقلال سبع مرات.
وكانت الصداقة بين الجانبين أقرب من المعاملة التجارية وعلاقة غير شخصية. كما وصفها البعض بمجرد علاقة عمل كما قيل في فيلم «الأب الروحي» أو «دي غودفاذر».
كانت حياة ترامب في نيويورك تتمحور حول الترويج لعلامته التجارية، وجني المال لأعمال الأسرة. ولم يكن الأمر يختلف كثيرًا بالنسبة لآل كلينتون، إذ عبّر مسؤولون سابقون في البيت الأبيض عن ذلك بصراحة أكبر حين قالوا: «إنها النسخة الكلاسيكية لكلينتون التي تذهب حيثما يذهب المال». ويقول برنارد كيريك، رئيس شرطة نيويورك السابق، الذي تم دعوته إلى ثالث حفل زفاف لترامب، وقضى مدة في السجن بسبب التهرب من الضرائب وجنح أخرى: «لقد كانوا جميعًا يلعبون اللعبة ذاتها في المدينة نفسها، وفي أذهانهم الأفكار والأهداف نفسها». وأضاف قائلا: «حسّن علاقاتك، وأسس عملك. الأمر يتعلق بالمال، والوصول أولا، وحماية مراهاناتك، واستغلال كل ما هو متاح».
وعندما طُلب من ترامب خلال الصيف الماضي وصف علاقته بآل كلينتون، كان رده محايدا، وقال: «بوصفك رجل أعمال، عليك التقرب من كل السياسيين. لن أقول إنها كانت علاقة قوية حميمة».
من جهتها، تقدم هيلاري حضورها حفل زفاف ترامب من ميلانيا على أنه «كان من باب المرح». ويقول صديق لها: «لقد كان الموعد مناسبًا لها»، فيما عبّر بعض مساعديها عن تفاجئهم بذهابها، إذ إنها أعادت ترتيب مواعيدها لـ«أنها اعتقدت أن ترامب متبرع مهم أكثر مما هو عليه في الحقيقة». وتألق الرئيس السابق، وزوجته عضو مجلس الشيوخ في الصور، وبدأوا يختلطون بالنخبة اللامعة، التي كان منها هيدي كلوم، وباربرا والترز، وأرنولد شواريزينغر، وشون كومز، وأشر، وستيف وين، وديريك جيتير، ودون كينغ، وسايمون كاول، وغيل كينغ، ومات لاور، وكيتي كوريك، التي وقعت في المشكلات بسبب إحضارها كاميرا في حقيبة اليد الخاصة بها. وكان هناك أيضًا بول أنكا، وبيلي جويل، والتون دون، وتوني بينيت.
وأصبح ترامب حينها نجم أحد برامج الواقع، حيث بدأ تصوير الموسم الثالث من «ذا أبرينتيس» على محطة «إن بي سي». ومثلما كان ذوقه في شقته في مبنى «ترامب تاور» يشبه «طراز لويس السادس عشر» كما وصفه تيموثي أوبراين، مؤلف «أمة ترامب»، كان زفافه الثالث يشبه «فرساي». وقال أحد المقربين منه: «لقد كان رجلا يبني غرفة للرقص لزوجته الشابة الجذابة. إنه يحبها على طراز عصر الباروك. تم جلب الرخام من إيطاليا، وكان السقف يبدو مثل سقف قصر، واللون الذهبي في كل مكان، وقام بعملية الطلاء فنانون من فرنسا. وكان لديه أوركسترا كامل». ويؤكد ديفيد باتريك كولومبيا، محرر صفحة الاجتماعيات، أن آل كلينتون كانوا جزءا من التحضيرات، حيث قال: «لقد أحب دونالد وجود آل كلينتون لأن وجودهما كان يؤكد أنه أصبح شخصا ناجحا في الحياة، وكان هذا هو ما يهمه».
ربما كان تصادم دونالد ترامب وآل كلينتون على أكبر منصة أمرًا حتميًا، لكن هل كان ذلك مخططًا؟ سُئل ترامب في المطعم الموجود في «ترامب تاور» خلال الصيف الماضي عن «المرشح المنشوري»، وعن المكالمة الهاتفية التي تلقاها من بيل كلينتون في مايو (أيار) عام 2015، حين كان رجل الأعمال ونجم تلفزيون الواقع يفكر في أمر الترشح. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن أربعة من حلفاء ترامب، وأحد شركاء كلينتون، قولهم، إن كلينتون شجع محاولات ترامب للاضطلاع بدور أكبر في الحزب الجمهوري.
ويزعم روجر ستون، مؤلف كتاب «حرب آل كلينتون على النساء»، وأحد كاتمي أسرار ترامب لفترة طويلة، أن بيل قد حثّ ترامب على خوض السباق، وأخبره أنه يعتقد أنه قد يفوز بترشيح الحزب. وأضاف ستون قائلا: «لهذا السبب يقتنع مؤيدو نظرية المؤامرة بأن الأمر كله مخطط له. لا يستطيع بيل أن يمنع نفسه من إسداء النصائح، إنه يحب اللعبة. إنه يقدم النصيحة دون طلبها». كذلك قال ستون إن ترامب سأل بيل منذ ثلاثة أعوام عما إذا كان من الممكن انتخاب رئيس مستقل، وأجاب بيل بالنفي. ولجعل المؤامرة أكثر غموضا، عندما بدأ صحافيون في التحقق من هذه القصة، انقلبت نسخة القصة، التي رويت في «ترامب تاور»، بقول أفراد من معسكر ترامب إن المكالمة الهاتفية أعقبتها محاولة بيل إقناع ترامب بعدم الترشح لأن الرئيس السابق كان يعلم أن ترامب قادر على هزيمة هيلاري. وكان رد فعل معسكر كلينتون تجاه هذه النسخة من الرواية هو الاندهاش والسخرية، حيث قال أحد المساعدين البارزين السابقين لها: «بيل كلينتون ليس فرانك أندروود. أؤكد لك أنه لم يتصل بترامب وفي جعبته خطة، في وقت كان اتخذ فيه خمس خطوات على رقعة الشطرنج. كانت لديه نظرية وهي أنه عليك منح الكثير للحصول على الكثير. مع ذلك لم يتدخل على هذا النحو، موجهًا الناس نحو خوض الانتخابات أو عدم خوضها. لا ينبغي أن يمتدح ترامب ذاته بالقول إن بيل مهتمًا به بطريقة أو بأخرى. لقد كان ترامب مجرد شخص آخر على قائمة أرقام هاتف بيل».
لا يهم كيف خاض ترامب السباق الرئاسي، المهم أن الطريقة التي أدار بها الأمر أثارت حفيظة بيل. لقد صعّد ترامب هجماته بعد واقعة تسجيله لمحادثة بينه وبين بيلي بوش، دافعًا متهمي بيل إلى المنصة مرة أخرى. وكما يشير أحد حلفاء كلينتون بحزن: «خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة، نسي الجميع الأمر، والآن يظهر مجددًا». كذلك انقض ترامب بعنف على آل كلينتون في تحول جديد مذهل بشأن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في مسألة البريد الإلكتروني، مورطًا أنطوني وينر، زوج هوما عابدين، أقرب مساعدات هيلاري، المنفصل عنها، من خلال الحديث عن علاقته بفتاة من ولاية كارولينا الشمالية، التي تبلغ من العمر 15 عامًا.
من المحتمل أن يكون ترامب قد بدأ يدرك أنه قد لوث اسمه وعلامته التجارية. لقد خرج عن خط سير حملته الانتخابية قرب نهايته من أجل الترويج لفندقه الجديد في واشنطن. ومن الواضح أن الفندق متعسر في العمل، حيث تم خفض سعر الغرف المرتفعة، وخسر الفندق خوسيه أندريه، الطاهي الشهير الذي كان يعمل بالفندق، بعدما رأى أن ترامب «عنصري ويميل إلى التقسيم». وقد ذهبت للتحقق من ذلك الأمر مؤخرًا، وكانت النتيجة موحشة؛ فقد كان هناك أسرة من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية يقفون أسفل لافتة لترامب مشيرين بأصابع الإبهام نحو الأسفل، ووجدت كتابة على الشريط الأصفر الذي يوضع حول مواقع الجريمة تقول: «حياة السود لها ثمن». وجاء في مقطع مصور إعلاني ترويجي ما يلي: «أستطيع أن أخبرك أن أهلي لن يقوموا بأي شيء يمت بصلة لترامب. يشعر الناس بالاشمئزاز مما يفعله».
وتختلف سيندي آدامز، كاتبة العمود في صحيفة «نيويورك بوست» مع هذا الطرح قائلة إنه «سيعود ليكون أشهر وجه على هذا الكوكب. ولن يتأثر اسمه أو علامته التجارية. سيظل ترامب كما هو. وسوف يظل الجميع يرغبون في مقابلته».
وقال ترامب إنه يأمل في أن تظل تشيلسي وإيفانكا، بنتا كلينتون وترامب صديقتين. لكن من جانب كلينتون، استبعد الناس أمر الصداقة، بقولهم إن إيفانكا، مثل والدها وآل كلينتون، هي من كانت تدفع التحالف. وقال المسؤول التنفيذي في المؤسسة: «لا توجد علاقة صداقة بين إيفانكا وتشيلسي. لقد كانت هناك خطة الحزب الجمهوري لإيفانكا. كان الأمر أشبه بالمعاملة التجارية، وقد حصلت كل منهما على ما أرادت».
في سياق متصل، يقول البعض إن الأمر سيكون صعبًا بالنسبة إلى كوشنر، اليهودي الملتزم الذي انخرط في مساعدة ترامب في ظل مشاعر معاداة السامية التي أحاطت بالمرشح. ويقول جو كوناسون، مؤلف كتاب «رجل العالم»، والموظف السابق لدى كوشنر في «ذا أوبزيرفر»: «سوف يتذكر الناس هذا الأمر. ربما تستطيع الهروب بفعلتك في أجزاء من ولاية فلوريدا، لكن الأمر لا يمر مرور الكرام في مدينة نيويورك».
ويشعر أحد أصدقاء ترامب من عالم العقارات بالقلق من عدم إدراك ترامب أن الجماعات، والفئات التي انتقص ترامب من شأنها، وأهانها سوف تعود لتنتقم منه. ويقول هذا الصديق: «لقد أبعد النساء عنه؛ وكذلك الأثرياء، وكل الناس في الشرق الأوسط. لقد أبعد الأشخاص من أميركا اللاتينية. وكل تلك الأماكن تمثل فرصا لشراء الشقق الخاصة منه».
خلال عشاء «آل سميث» السنوي الشهر الماضي في فندق «والدورف أستوريا»، الذي يمثل مناسبة خيرية تنظمها الأبرشية الكاثوليكية بنيويورك، التي تجتمع بها الطبقة الراقية، والشخصيات الإعلامية، وتشهد خطابات مرحة لسياسيين، تم تحية ترامب بحرارة بعد أن قدمه آل سميث الرابع. وقال سميث: «صبي من كوينز ذو قلب وفم كبير هو بلا شك مؤسسة في نيويورك».
مع ذلك عندما بدأ ترامب في الحديث بشكل قاس عن هيلاري في نهاية الحفل، بما لا يتوافق مع السياق العام في الحفل، قوبل بالازدراء مرارًا، حيث رفضته نخبة منهاتن التي يسعى لنيل موافقتها ورضاها منذ مدة طويلة. بعد ذلك، سارع إلى المغادرة مع ميلانيا دون أن يتحدث مع أي أحد. ومع عودة ترامب إلى عزلة الشارع رقم 5 زانادو، كان يمثل مشهد جنون العظمة والخزي في أحد أفلامه المفضلة وهو «المواطن كين»، الذي يتناول سقوط أحد عمالقة نيويورك المتهورين الذي حقق نجاحًا باهرًا، وحاول دخول عالم السياسة، ثم سقط سقوطًا مدويًا بسب ورطة جنسية. لقد كان فيلم «المواطن كين» عن رحلة صعود، كما قال ترامب ذات يوم. وأضاف قائلا: «في نهاية الصعود، ترى ما يحدث، وهو ليس بالضرورة إيجابيًا». على الجانب الآخر، تم مشاهدة هيلاري، بعد خروجه بنحو عشرين دقيقة، وهي لا تزال تضحك وتختلط بالحضور.
* خدمة «نيويورك تايمز»



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.