حشود تركية جديدة.. ووزير الدفاع يزور القوات على الحدود السورية

أنقرة تؤكد ضرورة إغلاق منبج وجعلها «منطقة آمنة»

حشود تركية جديدة.. ووزير الدفاع يزور القوات على الحدود السورية
TT

حشود تركية جديدة.. ووزير الدفاع يزور القوات على الحدود السورية

حشود تركية جديدة.. ووزير الدفاع يزور القوات على الحدود السورية

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن تركيا تجد نفسها مضطرة لأخذ كل التدابير ضد التهديدات الموجهة نحوها من سوريا والعراق، وشدد على ضرورة إغلاق محيط مدينة منبج أمام «داعش»، بشمال سوريا، وجعلها «منطقة آمنة». وبالفعل، دفعت تركيا أمس بتعزيزات عسكرية جديدة إلى ضواحي مدينة كيليس، الواقعة على الحدود مع سوريا، في ما يشير إلى اقتراب موعد عملية محتملة في مدينة الرقّة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش الإرهابي في شمال وسط سوريا، وتضمنت التعزيزات العسكرية التركية عربات عسكرية وناقلات جنود.
كذلك قام وزير الدفاع التركي فكري إيشيك أمس بزيارة تفقدية للقوات المرابطة على الحدود مع سوريا في محافظة هاطاي (الإسكندرونة)، المتاخمة للحدود السورية، حيث توجه إلى مخفر حدودي للقوات البرية عند نقطة الصفر على الحدود السورية بعد وصول تعزيزات عسكرية للمنطقة برفقة قائد القوات البرية صالح زكي جولاق، وضباط في القوات المسلحة.
يذكر أن تركيا كانت قد أرسلت في الآونة الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى مناطق مختلفة على حدودها مع سوريا والعراق، في مسعى لضمان أمنها من الهجمات والتنظيمات الإرهابية والاستعداد لأي طارئ.
مولود جاويش أوغلو، بدوره، كان قد التقى، أول من أمس، في العاصمة القطرية الدوحة، رياض حجاب المنسق العام للهيئة السورية العليا للمفاوضات، وتناول الطرفان خلال اللقاء الذي استمر ما يقرب من ساعة آخر تطورات الوضع السوري. وجدد جاويش أوغلو خلال اللقاء دعم تركيا للمعارضة السورية. أيضًا، بحث رئيس الأركان العامة للجيش التركي الجنرال خلوصي أكار، الثلاثاء، مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، التعاون المشترك بين البلدين، في ما يخص إيجاد حل للأزمة السورية.
والمعروف أن أحياء مدينة حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والتي يقطنها نحو 300 ألف شخص، تعاني حصارًا بريًا من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي، منذ عدة أسابيع، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية. وكان كل من رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار ورئيس هيئة الاستخبارات هاكان فيدان قد زارا موسكو للتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا أزمتي سوريا والعراق.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر تركية عن توصل تركيا وروسيا إلى «اتفاق» بشأن الأزمة السورية، يهدف إلى إفشال الخطة الأميركية الرامية إلى إنشاء حزام لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعده أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمةً إرهابية في الشمال السوري.
إلى ذلك، قصفت القوات التركية 80 هدفا لتنظيم داعش الإرهابي ضمن إطار عملية «درع الفرات» التي انطلقت في 24 أغسطس (آب) الماضي.
وبحسب بيان رئاسة الأركان التركية، فإن عناصر تنظيم داعش «استغلوا سوء الأحوال الجوية الثلاثاء وهاجموا قوات الجيش السوري الحر في منطقة مارع بريف حلب الشمالي، وتمكنوا من الاستيلاء على عدد من القرى الواقعة جنوب بلدة أخترين». وأضافت رئاسة الأركان أن الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات «الجيش السوري الحر» وعناصر التنظيم الإرهابي المتطرف ما زالت مستمرة في تلك المنطقة، وأنها أسفرت عن مقتل 3 عناصر من الجيش الحر وجرح 4 آخرين. كذلك أفادت أن القصف التركي لمواقع «داعش»، زاد الضغط على عناصره وشلّ حركتهم في مناطق الاشتباكات، بينما قامت فرق تفكيك المتفجرات والألغام التركية بمساندة قوات الجيش السوري الحر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».