لا تخلو حياة الأميركيين اليومية من تفاصيل السباق الانتخابي للرئاسة، بمن فيهم الأطفال الذين لا تسمح لهم سنواتهم القليلة المشاركة في الاقتراع. ولعل مشاهد الاحتفال بعيد «هالووين» الشهير في الولايات المتحدة خير دليل على ذلك، إذ اختار عدد من الصغار والكبار التنكر بأقنعة المتنافسين على الرئاسة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.
مساء أول من أمس (الاثنين)، احتفل الأميركيون بـ«الهالووين» الذي يتنكر فيه الأطفال بأزياء وقناعات مخيفة، ويطرقون أبواب الجيران لتخييرهم بين التخويف أو تقديم قطع الحلوى. وتصدرت التنكرات قناعات المرشحين، وبدا أنهما انتشرا بالعشرات في المدن الأميركية. وفي تجمع في ميدان تايمز بنيويورك، زادت أقنعة ترامب على أقنعة كلينتون، ويبدو أن أصحابها يريدون أن يعلنوا أن ترامب «مخيف»، لأنه سيؤذي أميركا، ويؤذي سمعتها في العالم.
وكانت الإجراءات الأمنية مشددة للغاية في ميدان تايمز، بسبب التهديدات الإرهابية. وعلّقت صحيفة «نيويورك بوست» على الانتشار الأمني بالقول: «كيف تفرق الشرطة بين الإرهابي المقنع والإرهابي الحقيقي؟»، مضيفة تعليق أحد المتجمعين في الميدان يضع قناع ترامب، مفاده بأنه غير راض عن أداء المرشحين ولن يصوت لهما، إلا أنه يرى أن ترامب «مثير للسخرية».
في المقابل، استغل بعض الناشطين المناسبة لرفع شعارات سياسية، أبرزها مسيرة نساء يؤيدن كلينتون، ويرفعن لافتات تقول: «أصوات النساء مهمة»، و«نساء سيئات (إشارة إلى وصف ترامب لبعضهن) مع كلينتون».
أما في هوليوود، عاصمة السينما، فأقيم حفل كبير بمناسبة «هالووين» ظهر فيه فنانون بأقنعة للتعبير عن توجهاتهم السياسية، إذ وضعت المغنية كاتي بيري قناع كلينتون، ووضع زميلها أورلاندو بلوم قناع ترامب.
بدوره، تركت الصحف الأميركية الرائدة بصمتها كذلك، إذ نشرت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» صور أزياء تنكرية سياسية، تشمل كلينتون مرتدية ملابس السجن البرتقالية، في إشارة إلى قول ترامب بأنه سيقدم كلينتون إلى المحكمة بتهمة إخفاء آلاف من وثائق وزارة الخارجية الأميركية عندما كانت وزيرتها.
وليست هذه المرة الأولى التي تتصدر فيها أقنعة سياسيين احتفالات «هالووين»، ففي السنوات الماضية تجول الناس بأقنعة للرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وأسامة بن لادن، وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما.
إلا أن أقنعة بن لادن كانت محط جدل، بسبب مخاوف من تسببها في إثارة مشاعر «إسلاموفوبيا» والتذكير بحادثة أليمة، فيما اعتبر البعض أن أقنعة أوباما عنصرية. رغم التركيز هذه المرة على السياسيين، ورغم سخونة الحملة الانتخابية، قال استطلاع كانت أجرته جامعة أوهايو عن أهمية «هالووين» في الثقافة الأميركية، إن 73 في المائة من الأميركيين يرونه مناسبة لإسعاد الأطفال، و«يجب ألا تحلل معانيه السياسية، والتاريخية، والفلسفية، والدينية».
كما أن نسبة كبيرة من السود انتقدت المناسبة، بسبب خطورة خروج الأطفال للشوارع بعد غروب الشمس، خصوصا في المناطق التي يسكنون فيها، حيث تنتشر الجرائم وتجارة المخدرات.
في أميركا.. «هالووين» بألوان الحملات الانتخابية
المشاهير بأقنعة مرشحيهم.. والشعارات السياسية تجتاح «تايمز سكوير»
في أميركا.. «هالووين» بألوان الحملات الانتخابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة