جمعيات الطلبة في جامعات بريطانيا.. بعضها جاد ونافع والآخر ساخر

مكملات التجربة الأكاديمية وخيارات متعددة لتناسب اهتمامات الجميع

اتحاد طلبة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية يحتضن مئات الجمعيات كحال اتحادات الجامعات البريطانية الأخرى (تصوير: جيمس حنا)
اتحاد طلبة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية يحتضن مئات الجمعيات كحال اتحادات الجامعات البريطانية الأخرى (تصوير: جيمس حنا)
TT

جمعيات الطلبة في جامعات بريطانيا.. بعضها جاد ونافع والآخر ساخر

اتحاد طلبة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية يحتضن مئات الجمعيات كحال اتحادات الجامعات البريطانية الأخرى (تصوير: جيمس حنا)
اتحاد طلبة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية يحتضن مئات الجمعيات كحال اتحادات الجامعات البريطانية الأخرى (تصوير: جيمس حنا)

تعد جمعيات الطلبة وأنديتهم في الجامعات البريطانية من أهم تجارب التعليم الجامعي، فهي تنمي المواهب ويلتقي فيها الطلبة الذين تجمعهم توجهات وهوايات وتطلعات مشتركة، كما أنها مفيدة في السيرة الذاتية بعد التخرج ضمن جهود البحث عن وظائف. وفي الماضي كان عدد الجمعيات التي يؤسسها الطلبة محدودًا، ولكنها الآن تنتشر بالمئات في مختلف الجامعات وتنشأ بين الجمعيات المشابهة في الجامعات المختلفة علاقات صداقة وتلاقٍ حول الأهداف المشتركة.
في جامعة كمبردج مثلاً، هناك أكثر من 400 جمعية طلبة مسجلة تغطي كل الاهتمامات والنشاطات والهويات. ويمكن لطالب الجامعة الجديد أن يراجع هذه الجمعيات وينضم إلى ما يشاء منها وفقًا للوقت المتاح له وما يريد أن يقوم به من نشاطات. والأنشطة كثيرة ومتعددة، منها الأكاديمي ومنها الرياضي أو الفني أو الثقافي.
فهناك جمعيات وأندية لكرة القدم والجمباز وإدارة الأعمال والباليه والزوارق ومساعدة اللاجئين والمساواة بين الدول والهندسة الكيماوية والشطرنج والصيد والنيشان وكريكت السيدات والكروكيه والدراجات والرقص.
ويوجد أيضًا في جامعة كمبردج الجمعية الإسلامية وجمعية فلسطين، بالإضافة إلى جمعية الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي. وتنقسم بعض جمعيات الطلبة حول الجنسية، مثل الجمعية الألبانية أو الهولندية أو الألمانية. ويجتمع الطلبة العرب في جمعية واحدة اسمها جمعية الشرق الأوسط.
وهناك جمعيات تقتصر على الطالبات وتعني بالرياضة وبعض الهوايات. ومن الجمعيات النسائية جمعية النساء في عالم الأعمال والنساء في البنوك والنساء في مجال المحاماة. كما توجد جمعية للرقص الشرقي.
وتنتشر الجمعيات والنوادي الموسيقية من كل نوع من الأوركسترا إلى الأوبرا إلى موسيقى الجاز. كما تتنوع أيضًا الجمعيات العلمية والأدبية من الفيزياء والكيمياء إلى نانوتكنولوجي وعلم النفس وأدب شكسبير. وهناك بعض النشاطات غير العادية مثل نادي استكشاف ما تحت مياه البحار وجمعية الطب الطبيعي وجمعية الحياة دون ثاني أكسيد كربون.
في جامعة إيست أنغليا، يوجد النادي العربي الذي يضم في عضويته مختلف الجنسيات الذين يودون التعرف على معالم الثقافة العربية. وتنظم الجمعية أمسيات شيشة ووجبات عشاء لبنانية كما تعرض بعض الأفلام العربية. وتشرف على الجمعية لجنة تتجاوب مع الأعضاء وتشرح لهم أبعاد الثقافة العربية. وهي تتكون في معظمها من طلبة عرب.
وهناك نادي الثقافة العربية في جامعة أكسفورد، بالإضافة إلى الجمعية الإسلامية. وتستطيع أي مجموعة من الطلبة التقدم لتسجيل جمعية جديدة لدى إدارة الجامعة، حيث توجد مشرفة خاصة على قواعد تسجيل النوادي والجمعيات الجديدة. وتضم معظم الجامعات البريطانية جمعيات إسلامية ونوادي عربية. ويجتمع الطلبة المسلمون في هذه الجمعيات لمطالبة الجامعات بتوفير بعض لوازم حياتهم الجامعية، ومن بينها أماكن للصلاة. وتقيم هذه الجمعيات أسابيع لرفع الوعي بين الطلبة حول الإسلام مع دعوة بعض المتحدثين الذين يتناولون موضوعات إسلامية. وتقيم الجمعية الإسلامية في جامعة برايتون حفلاً خيريًا سنويًا ومزادًا، بالإضافة إلى كثير من المناسبات التي يشارك الطلبة في تنظيمها. وتساهم الجمعيات الإسلامية في مساعدة الطلبة المسلمين في حل مشكلاتهم اليومية، كما تنظم أيضًا حفلات إفطار رمضانية للطلبة المسلمين وغيرهم ممن لهم اهتمام بالتعرف على جوانب الحياة الإسلامية.
** أغـرب الجـمعيات
* فيما توفر جمعيات وأندية الطلبة مهارات مفيدة في معظم الأحوال، تسهم في تطوير شخصيات الطلاب وتنمية مهاراتهم مثل فنون الخطابة أو التمثيل، فإن هناك بعض الأنشطة التي تبدو غريبة وغير عادية، ومع ذلك فهي متوفرة في جمعيات بعض الجامعات البريطانية.
وهذه نخبة من أغرب جمعيات الطلبة القائمة بالفعل في الجامعات البريطانية:
* جمعية السفاحين، جامعة درهام: وهي جمعية تعلم الأعضاء النشطين فيها كيفية القتل بكفاءة باستخدام أسلحة غير فعالة تشبه لعب الأطفال. ويخطط هؤلاء لعمليات القتل الوهمية التي يقومون بتنفيذها وتمثيلها. ويقول موقع الجمعية الإلكتروني إن بعض الأعضاء فيها يتحولون إلى «آلات قتل عالية الكفاءة ينفذون العمليات ببرود وحرفة»، بينما يعاني أعضاء آخرون من «انهيار الأعصاب، حيث يعيشون حالة انفصام شخصية ولا ينامون الليل خوفًا ويحضنون أسلحتهم الفتاكة طوال الليل».
* جمعية شيلا وكلبها المدلل، جامعة كمبردج: وهي تختلف عن نشاط الجمعيات الأخرى في أن الأعضاء فيها يجتمعون لشرب الكاكاو وتناول الحلوى وتبادل قصص الأطفال. ويبدو أن هؤلاء لم يخرجوا عن طور الطفولة بعد. ويصطحب كل عضو في هذه الجمعية لعبته المفضلة إلى الاجتماعات وبعضهم يلبس ملابس أطفال. وتتخذ الجمعية من شخصية كرتونية معروفة اسمًا لها ويحتفظ الأعضاء في مقر الجمعية بعلب الحلوى من كل الأشكال والأنواع بما يناسب فترة الطفولة التي يعيشونها.
* جمعية الهروب من السجن، جامعة واريك: وهي فكرة تبدو ساذجة، ولكنها في الواقع توفر خدمة خيرية، حيث تجمع التبرعات للفائز الذي يمنحها لجمعيته الخيرية المفضلة. والفكرة هي الابتعاد قدر الإمكان عن السجن، وهو مقر الجامعة، بشرط ألا ينفق الطالب الهارب أي أموال في المواصلات. ولا بد أن يستعين الطالب بخياله وقدراته على التواصل مع الآخرين من أجل توفير انتقاله من موقع لآخر. والفائز هو من يصل إلى أبعد نقطة جغرافية ممكنة من الجامعة. وفي الماضي كان الفائزون هم طلبة استطاعوا الهروب من الجامعة والوصول إلى مواقع خارج بريطانيا، مثل بولندا والمغرب وحتى نيويورك.
* جمعية ديزني، جامعة إكستر: من الواضح من اسم الجمعية أنها تتبع كل ما يتعلق بعالم ديزني من أفلام وشخصيات وروايات ورحلات. وتغطي الجمعية كل الاهتمامات المتعلقة بعالم ديزني من الكلاسيكيات القديمة في مجلات الكارتون وإلى الأفلام الشهيرة التي حازت إعجاب الجماهير. ويبدو أن أعضاء الجمعية هم هؤلاء الذين يريدون الاستمتاع بعالم ديزني لفترة أطول في حياتهم الجامعية.
* جمعية تقدير الكاري، جامعة باث: وهي جمعية تتكون من أعضاء يعشقون وجبة الكاري الهندية ويبحثون عنها في كل المطاعم التي تقدمها لاختيار الأفضل بينها. وتوفر بعض المطاعم وجبات الكاري بأسعار مخفضة لأعضاء الجمعية على أمل الفوز والشهرة. وبلغ من شهرة هذه الجمعية أنها الأكبر على مستوى جامعة باث. وهي توفر للأعضاء فرص التعارف والخروج إلى المطاعم وتناول الطعام معًا. وهي جمعية ترى أن الانضمام إليها شيء طبيعي وتسأل على موقعها الإلكتروني: «من منا لا يحب الكاري؟».
* جمعية ماريو، جامعة إيسكس: إذا كان البعض يفضل ديزني أو وجبة الكاري، فإن البعض الآخر يفضل لعبة ماريو الإلكترونية التي تكونت حولها هذه الجمعية لتنظيم مسابقات إلكترونية بين الأعضاء لاختيار أفضل اللاعبين. وتقوم الجمعية بكثير من النشاطات الأخرى، مثل تنظيم الحفلات التي يرتدي فيها الأعضاء ملابس تنكرية، مثل شخصيات لعبة ماريو.
* جمعية هاري بوتر، جامعة نوتنغهام: وهي جمعية تهتم بنشاطات متعلقة بالشخصية السينمائية والروائية هاري بوتر. وينتمي إلى الجمعية فريق يلعب لعبة «كويديتش» التي ظهرت في أحد أفلام بوتر، وكان فيها الطلاب يطيرون على مقشات ويستخدمون السحر. طلبة الجمعية يلعبون اللعبة على الأرض بلا طيران ولا سحر. ويقول أعضاء الجمعية إن اللعبة حقيقية، ويلعبها الآن أكثر من 300 فريق حول العالم. وبعد المباريات يجتمع اللاعبون في مناسبات اجتماعية لتبادل الروايات حول هاري بوتر وأحداث أفلامه.
* جمعية العشرين دقيقة، جامعة نيوكاسل: وتقول نشرة النادي إنه متاح لإدخال بعض الإثارة والحيوية في حياة أعضائه اليومية. ويتلقى الأعضاء بين الحين والآخر رسالة نصية على الجوال تخبرهم بضرورة وجودهم في موقع معين في غضون 20 دقيقة من أجل حدث هام، ولكنه غير معروف. وتنظم الجمعية أيضًا رحلات وعطلات غامضة لا يعرف المشاركون فيها إلى أين يذهبون حتى وصولهم إلى المطارات. وينتقي المشرفون على النادي مدينة أوروبية مثل برشلونة أو أمستردام لرحلات النادي السنوية.
* نادي كرة قدم الطاولة، جامعة إدنبرة: وهو نادٍ يعني بلعبة كرة القدم التي يتبارى فيها لاعبان على طاولة خاصة يتم فيها تحريك اللاعبين بمماسك على جانبي الطاولة. ويأخذ أعضاء النادي التنافس على الفوز في هذه اللعبة مأخذ الجد ويدفعون اشتراكًا قدره ثلاثة جنيهات إسترلينية لعضوية النادي. ويشارك في النادي أعضاء من كل مستويات المهارة مع مسابقة شهرية لكل الأعضاء، لإظهار براعتهم في اللعبة والفوز بجوائز رمزية. كما تجري دورات تدريبية أسبوعية على اللعبة من أجل تحسين المهارات.
* جمعية الفايكينغ، جامعة بليموث: وهي جمعية تاريخية توفر للأعضاء فيها شرحًا عمليًا عن حياة الفايكينغ، وهي قبائل اسكندنافية احتلت شمال إنجلترا في حقب تاريخية قديمة. ويرتدي أعضاء الجمعية ملابس الفايكينغ التي يصنعونها بأنفسهم. كما يتبارون بأسلحة حديدية تعود إلى عصر الفايكينغ. وتقام الاحتفالات والاستعراضات السنوية بالإضافة إلى المعسكرات الصيفية التي يقيم فيها الفايكينغ الجدد ومشاهدة أفلام تاريخية. وتقيم الجمعية دورات تدريب للأعضاء الجدد للقيام بأدوار محددة في الاستعراضات والحفلات.
إن الجمعيات الطلابية واحدة من أهم روافد تنمية المهارات والقدرات الخاصة للخريجين، وإحدى أبرز سمات التعليم الجامعي البريطاني التي تبقى مع الطلاب لبقية حياتهم العملية بعد التخرج.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.