رئيس المركزي «العماني» لـ«الشرق الأوسط»: العملة الخليجية باتت «مسألة وقت»

الزدجالي أكد أنه لا يوجد ما يمنع زيادة أفرع البنوك العمانية في السعودية

حمود بن سنجور الزدجالي رئيس البنك المركزي العماني
حمود بن سنجور الزدجالي رئيس البنك المركزي العماني
TT
20

رئيس المركزي «العماني» لـ«الشرق الأوسط»: العملة الخليجية باتت «مسألة وقت»

حمود بن سنجور الزدجالي رئيس البنك المركزي العماني
حمود بن سنجور الزدجالي رئيس البنك المركزي العماني

أكد رئيس البنك المركزي العماني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن العملة الخليجية الموحدة باتت «مسألة وقت لا أكثر»، مضيفا: «نحن في عمان لسنا من ضمن دول الخليج التي تبحث إيجاد العملة الخليجية الموحدة، لكننا نرى خطوات جادة من الدول المعنية نحو إيجاد هذه العملة».
وفي تصريحه، أوضح حمود بن سنجور الزدجالي أن البنك المركزي العماني لن يمنع بنوكها المحلية الراغبة في فتح مزيد من الفروع في السعودية، أو في بقية دول المجلس، مشيرا خلال تصريحه إلى أن دول الخليج في المجمل ليست «مضطرة» لإصدار السندات الدولية، مؤكدا أن الثقة العالمية في السندات الخليجية تعود إلى قوة ومتانة اقتصاد المنطقة.
وفي هذا الشأن، قال الزدجالي: «دول الخليج تتمتع بسمعة مالية ممتازة، كما أن نسبة الدين العام للناتج المحلي في دول المجلس تعتبر من أقل النسب الموجودة في العالم، كما أن دول الخليج تتميز بجديتها الدائمة في الإيفاء بالتزاماتها المالية، لذلك هنالك سجل ناصع بهذا الأمر».
وأضاف رئيس البنك المركزي العماني: «تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بضخامة الموجودات، متمثلة في النفط وغير ذلك من الموارد الطبيعية الأخرى، لذلك المستثمرون الأجانب لديهم الرغبة والشهية في الاستثمار في الأوراق والسندات التي تصدرها حكومات دول الخليج»، مشيرا إلى أن مستويات أسعار الفائدة على مستوى العالم هي مستويات منخفضة.
وتابع الزدجالي حديثه عن مستويات الفائدة العالمية قائلا: «مثلا لدى بعض الدول هنالك أسعار فائدة بالسالب، كما هو الحال في أوروبا على اليورو، وبعض دول شرق آسيا أيضا تعطي أسعار فائدة بالسالب، وهنالك دول أخرى لديها أسعار الفائدة متدنية جدا، لذلك يعتبر هذا الأمر فرصة بالنسبة للمستثمرين الذين لديهم سيولة جيدة في توظيف هذه السيولة في السندات التي تصدرها دول الخليج».
وأشار رئيس البنك المركزي العماني إلى أن جميع دول الخليج تتمتع بجاذبية جيدة في استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، سواء كانت على شكل الاكتتاب في الإصدارات أو على شكل الاستثمارات المباشرة التي تأتي إلى دول الخليج وتستثمر في مشاريع تكون مجدية اقتصاديا.
وحول ما إذا كانت دول الخليج «مضطرة» لإصدار السندات الدولية، أكد الزدجالي أن دول الخليج في المجمل ليست مضطرة لهذه الخطوة، مضيفا أن «بعض دول الخليج اتجهت لإصدار سندات حكومية بسبب أن أسعار النفط انخفضت انخفاضا كبيرا وغير متوقع وخلال فترة زمنية قصيرة، وربما تبقى الأسعار منخفضة لفترة من الزمن»، مضيفا أنه «على الجانب الآخر يعتبر إصدار السندات الدولية توجها جيدا، حيث إنها تسجل حضورا في السوق الدولية، وتعطي هذه الإصدارات انفتاحا استثماريا مع العالم أجمع».
وحول مشروع العملة الخليجية الموحدة، قال رئيس البنك المركزي العماني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هنالك محاولات جادة من قبل بعض دول الخليج لإيجاد العملة الموحدة، وهنالك إجراءات اتخذت وخطوات تتخذ في تحقيق ذلك الهدف، وتحقيق هذا الأمر بات مسألة وقت»، مضيفا: «نحن في عمان لسنا من ضمن الدول التي تعمل على مشروع العملة الخليجية الموحدة، لكننا نرى أن الدول المعنية جادة في سبيل العمل لإيجاد عملة خليجية موحدة».
وحول وضع السيولة المالية في البنوك العمانية، قال الزدجالي إن «البنوك العمانية تتمتع بملاءة مالية جيدة، ونسبة رؤوس أموالها إلى الأصول في حدود 16 في المائة، ونحن في البنك المركزي ألزمناها بتحقيق نسبة 12 في المائة، ولجنة بازل 3 تتطلب أن تحقق البنوك ما نسبته 10 في المائة من حيث رؤوس الأموال إلى الأصول، في حين أن البنوك العمانية لديها نسبة أكبر تصل إلى 16 في المائة، وهو أمر يؤكد تمتعها بملاءة مالية جيدة».
وأضاف رئيس البنك المركزي العماني في حديثه عن وضع البنوك العمانية أن «نسبة الديون المعدومة في القطاع المصرفي العماني هي نسبة متدنية تبلغ ما نسبته 2 في المائة فقط، كما أن البنوك العمانية لديها نسبة عالية من المؤن تصل إلى 80 في المائة من القروض المتعثرة، هذا غير الضمانات المتوفرة لدى البنوك المحلية».
وشدد الزدجالي على أن البنوك العمانية تتمتع بمستوى سيولة جيدة وتستطيع أن تقرض القطاع الخاص، وقال: «نسبة الإقراض الحالي أقل من النسبة المحددة من البنك المركزي العماني، فالنسبة المحددة هي 87.5 في المائة، بينما البنوك قدمت ما نسبته 80 في المائة، لذلك هنالك مساحة وملاءة مالية جيدة فيما يتعلق بإقراض الخاص».
وأشار رئيس البنك المركزي العماني إلى أن البنوك العمانية تحقق أرباحا جيدة، وتندرج تحت قطاع سليم وقوي نسبيا في الاقتصاد العماني، وقال: إن «البنوك تحاول أن تساعد القطاع الخاص في أخذ دور أكبر في التنمية الاقتصادية في البلاد».
وأوضح الزدجالي أن البنك المركزي العماني لم يضطر لضخ أي سيولة في البنوك المحلية، وقال: «لكننا على أتم الاستعداد فيما لو احتاج أي بنك من البنوك العمانية لضخ مزيد من السيولة، لكن إلى وقتنا هذا ليس هنالك حاجة لأي تدخل».
وحول إمكانية فتح بنوك عمانية لأفرع جديدة في دول الخليج، قال رئيس البنك المركزي في البلاد: «لا نمانع البنوك العمانية من فتح أي فروع جديدة في دول الخليج، وعلى سبيل المثال يوجد في السعودية أفرع لبنك مسقط، وهو يعتبر من البنوك الكبيرة في عمان، وبعض البنوك الخليجية الأخرى أيضا لديها أفرع في السعودية».
وأضاف الزدجالي: «قرار فتح فروع جديدة في دول الخليج هو قرار يعود لمجالس إدارات البنوك ومساهميها، لكننا لا نفضل تكدس البنوك أو زيادة عددها، فمعظم دول الخليج لديها اكتفاء ذاتي، إلا أنه إن وجدت الجدوى الاقتصادية فمن الممكن أن تفتتح البنوك العمانية فروعا جديدة في دول المنطقة».



السعودية... طاولة وزارية تدعو إلى دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية 

الرياض تستضيف اجتماعاً وزارياً دولياً ضمن مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)
الرياض تستضيف اجتماعاً وزارياً دولياً ضمن مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)
TT
20

السعودية... طاولة وزارية تدعو إلى دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية 

الرياض تستضيف اجتماعاً وزارياً دولياً ضمن مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)
الرياض تستضيف اجتماعاً وزارياً دولياً ضمن مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)

ركّز معظم جلسات اليوم الأول من النسخة الثانية لمؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» على ضرورة تبني الذكاء الاصطناعي في تنمية القدرات البشرية ومفاهيم هذه التقنية في المناهج التعليمية الوطنية، مسلّطة الضوء على الدور المحوري للموهبة والكفاءات الوطنية في دعم أهداف «رؤية 2030» وبناء اقتصاد معرفي يواكب متطلبات العصر الرقمي. في حين، دعت طاولة وزارية مستديرة إلى دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي الأساسية في المناهج التعليمية الوطنية.

وانطلقت أعمال المؤتمر في الرياض، الأحد، تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، بمشاركة أكثر من 300 من القادة وصنّاع السياسات والخبراء العالميين من القطاع الأكاديمي والخاص وغير الربحي، وحضور عالمي من 38 دولة، حيث تشهد عقد أكثر من 100 جلسة حوارية، تهدف إلى تبادل الخبرات ومناقشة أبرز الممارسات التي تسهم في تعزيز جاهزية القدرات البشرية لمواكبة التغيرات السريعة في العالم.

جانب من زوار مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (الشرق الأوسط)
جانب من زوار مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (الشرق الأوسط)

القفزات التكنولوجية

وأكّد وزير التعليم السعودي ورئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج تنمية القدرات البشرية، يوسف البنيان، أن العالم يشهد لحظة محورية لا تقتصر على التحديات، بل تتضمن فرصاً استثنائية تجب الاستفادة منها، في ظل تسارع وتيرة التغيرات العالمية، مدفوعة بالقفزات التكنولوجية، وتحديات الاستدامة البيئية، والتحولات الديموغرافية، والاضطرابات الجيوسياسية.

وزير التعليم يوسف البنيان في مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)
وزير التعليم يوسف البنيان في مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)

وأبان أن التحديات الراهنة تتطلب مستوى غير مسبوق من التعاون بين الحكومات، والمؤسسات التعليمية، والقطاع الخاص، والمجتمعات، مشيراً إلى أن العمل المشترك هو السبيل لتحقيق التحولات الكبرى المنشودة.

وأضاف أن تطوير القدرات البشرية يُعد الأساس لاكتساب المهارات والمعرفة والقيم التي تمكّن الأفراد من حياة منتجة وفاعلة، مشيراً إلى أن هذه التنمية لا تقتصر على التهيئة لسوق العمل، بل تمتد لتحقيق التميز المستدام.

البيئة الاستثمارية

وكشف وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح أن الوظائف التي وفّرتها الشركات الأجنبية في السعودية ارتفعت بنسبة 40 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، تزامناً مع تضاعف الاستثمارات الأجنبية المباشرة 4 مرات، ما يعكس الثقة المتزايدة في البيئة الاستثمارية للمملكة.

وزير الاستثمار السعودي في جلسة حوارية ضمن مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)
وزير الاستثمار السعودي في جلسة حوارية ضمن مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (واس)

وأشار إلى أن عدد المقرات الإقليمية للشركات الدولية تجاوز 600 مقر داخل المملكة، وهو ما يعكس ثقة عالمية متزايدة بالسوق السعودي، خصوصاً في ظل وجود فرص واعدة في قطاع التعليم.

ولفت إلى أن عدد رخص المستثمرين في المملكة ارتفع بين 9 إلى 10 أضعاف، وهو ما يُعد مؤشراً واضحاً على جاذبية السعودية للاستثمارات ذات الطابع الكفؤ، وليس تلك الباحثة عن الموارد الطبيعية فقط.

وأكد الفالح أن تطوير المهارات البشرية في القطاعين التعليمي والمهني يُعد من أهم الاستثمارات التي تركز عليها المملكة بشكل مستمر، مشيراً إلى أن هذا التوجه الاستراتيجي يندرج ضمن أولويات «رؤية 2030».

استراتيجية اقتصادية

وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم (الشرق الأوسط)
وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم (الشرق الأوسط)

من جانبه، ذكر وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم أن نجاح الدول يتحقق نتيجة القرارات الصعبة وطويلة الأمد، أبرزها الاستثمار في الإنسان، الذي وصفه بأنه «أذكى قرار يمكن لأي أمة اتخاذه، في أي وقت وتحت أي ظرف».

وأكمل الإبراهيم أن تطوير القدرات البشرية بالمهارات الحديثة لم يعد خياراً، بل هو شرط للتنافسية واستدامة النمو، مشيراً إلى أن التعليم المبني على الروتين لم يعد مناسباً لعصر الأتمتة والذكاء الاصطناعي، حيث تتغير طبيعة الوظائف بسرعة.

تطوير الأعمال

من جهة أخرى، تنوي كلية لندن للأعمال، إحدى أبرز كليات إدارة الأعمال في العالم، افتتاح مكتب جديد لها في العاصمة السعودية الرياض، خلال الأشهر المقبلة، وفق ما أعلن عميد الكلية، البروفيسور سيرغي غورييف، في مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية».

وأكد غورييف أن هذه الخطوة تُعد فصلاً جديداً ومهماً في مسيرة الكلية، وتعكس التزامها العميق تجاه المملكة وشعبها، وتجاه تنمية رأس المال البشري والقيادة، انسجاماً مع مستهدفات «رؤية 2030»، مضيفاً أن الكلية تؤمن بقوة التعليم في تحويل الصناعات والاقتصادات والحياة.

إلى ذلك، اختتمت في الرياض أعمال اجتماع الطاولة المستديرة للوزراء المعنيين بشؤون تنمية القدرات البشرية، الذي استضافته المملكة ضمن النسخة الثانية من المؤتمر، بمشاركة 20 وزيراً من مختلف دول العالم، ونخبة من الخبراء الدوليين في مجالات التعليم والتقنية، إلى جانب ممثلين عن عدد من الجهات المحلية والدولية.

واتفق الوزراء المشاركون على إصدار بيان ختامي مشترك يتضمن أبرز التوصيات التي تم التوصل إليها، والدعوة إلى دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي الأساسية في المناهج التعليمية الوطنية، وتعزيز المبادرات التي تدعم فرص التعلم المستمر في مجالات الذكاء الاصطناعي؛ بما يمكن الأفراد من مواكبة التطورات التقنية المتسارعة، والاستمرار في دعم التعاون الدولي، وتبادل الموارد والخبرات؛ بما يسهم في توسيع نطاق الوصول إلى مهارات وتقنيات الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.