لندن تستضيف «مهرجان الشوكولاته» بالحلوى والسكر

فساتين وتصاميم أثبتت جدارة الطهاة

من تصاميم مهرجان الشوكولاتة في لندن (تصوير : جيمس حنا)
من تصاميم مهرجان الشوكولاتة في لندن (تصوير : جيمس حنا)
TT

لندن تستضيف «مهرجان الشوكولاته» بالحلوى والسكر

من تصاميم مهرجان الشوكولاتة في لندن (تصوير : جيمس حنا)
من تصاميم مهرجان الشوكولاتة في لندن (تصوير : جيمس حنا)

استضافت لندن «مهرجان الشوكولاته» السنوي في قاعات معرض أوليمبيا، وضم مهرجان هذا العام تصاميم رائعة تنافس على تصميمها وتنفيذها نخبة من طهاة الحلوى المتخصصين في مجال «الباتيسري»، وجرى عرض للأزياء، وتميزت العارضات بفساتين كلها مصنوعة من الشوكولاته. وعلى مدى 3 أيام، نظمت عروض الأزياء فترة بعض الظهر من كل يوم، وشاركت أسماء كبرى في هذا الحدث الذي ينتظره محبو الحلوى السوداء، مثل أوتيل شوكولا، وألمع الطهاة، من بينهم الشيف آدم روسن، طاهي الحلوى السابق في باشاماما. وقد قام هذا الطاهي بإدخال الشوكولاته في جميع أطباقه، بما فيها لحم البقر واللحم مع صلصة الباربكيو والقرنبيط المقرمش، وهذا ما أراد إيصاله المشتركون في المعرض، من أن الشوكولاته يمكن أن تتأقلم مع جميع النكهات، بما فيها اللحم والكمأة.
واستطاع محبو الشوكولاته والحلوى، بشكل عام، تذوق الشاي الإنجليزي على طريقة بول إي يانغ، المسؤول عن الشاي بعد الظهر في فندق إنتركونتيننتال في بارك لاين، حيث قدم حلويات مبتكرة، بما فيها «سكونز» مصنوعة من السكر الأسمر والكراميل مع الملح الخشن، فالمعروف عن الشوكولاته أنها تتحدى ما هو متعارف عليه في طريقة تناولها من خلال تناغمها مع الملح؛ النكهة النقيضة لها.
وتمكن الحضور أيضًا من شراء أصناف غريبة من الشوكولاته لا يمكن أن تتوفر إلا في المعرض، مثل الكمأة مع الشوكولاته والفادج والبراوني.
ولم تقتصر الشوكولاته في المعرض على تلك التي تصنع في بريطانيا، بل شاركت عدة دول أيضًا في المعرض، وقدمت أصنافها الخاصة من تلك الحلوى التي تعتبر من أحب أنواع الحلوى على قلوب ومعدة أنصار السكر.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.