تتواصل الاشتباكات ترافقها غارات جوية في غرب مدينة حلب السورية غداة هجوم أطلقته فصائل معارضة وإسلامية بهدف كسر الحصار عن أحياء المدينة الشرقية، فيما اتهمت واشنطن النظام السوري باستخدام «التجويع سلاحا في الحرب».
ومهدت الفصائل لهجومها أمس الجمعة، على أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، بإطلاق مئات القذائف الصاروخية، مما تسبب بمقتل 21 مدنيًا على الأقل بينهم طفلان، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد صباح اليوم (السبت)، عن تواصل الاشتباكات بين قوات النظام من جهة والفصائل الإسلامية والمعارضة من جهة ثانية عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، وقد تركزت في النقاط التي تقدم فيها المقاتلون.
وكان تحالف فصائل جيش الفتح وبعد ساعات على إطلاقه الهجوم حقق تقدمًا بسيطرته على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد باستثناء بعض الأبنية المحيطة بالأكاديمية العسكرية داخلها وأخرى على تخومها الشرقية والجنوبية.
وأفاد مراسل الصحافة الفرنسية في ضاحية الأسد عن دمار كبير بسبب الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت المنطقة طوال الليل. فيما أكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن للوكالة «استهداف غارات جوية روسية مكثفة مناطق الاشتباكات وبشكل خاص ضاحية الأسد»، مشيرًا إلى أن «قوات النظام أطلقت اليوم هجومًا مضادًا لاستعادة النقاط التي خسرتها».
ويشارك نحو 1500 مقاتل قدموا من محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة ومن ريف حلب، في المعارك التي تدور على مسافة تمتد نحو 15 كيلومترًا في أطراف حلب الغربية.
وقال أبو مصطفى، أحد القياديين العسكريين في صفوف جيش الفتح، لوكالة الصحافة الفرنسية، أثناء وجوده في ضاحية الأسد: «نحن حاليا على تخوم الأكاديمية العسكرية». وأوضح أن «المرحلة المقبلة هي الأكاديمية العسكرية وحي الحمدانية».
ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غربا وحي العامرية شرقا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه.
وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على هذا الحي، ستكسر بذلك حصار الأحياء الشرقية عبر فتحها طريقا جديدًا يمر من الحمدانية وصولاً إلى ريف حلب الغربي.
وأكد أبو مصطفى: «خلال أيام معدودة، سيتم فتح الطريق على إخواننا المحاصرين».
وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة.
ولم تتمكن المنظمات الدولية من إدخال أي مساعدات إغاثية أو غذائية إلى القسم الشرقي منذ شهر يوليو (تموز) الماضي.
وعلى الرغم من الغارات المكثفة على مناطق الاشتباك، لم تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية اليوم، الأحياء الشرقية، باستثناء حي صلاح الدين الذي يشكل خط تماس بين شرق حلب وغربها.
ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، طلبًا تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب.
وكانت روسيا أوقفت منذ عشرة أيام شن غارات على شرق حلب، تمهيدًا لهدنة أعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 20 سبتمبر (أيلول) لثلاثة أيام، وانتهت من دون أن تحقق هدفها بإجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بذلك.
إلا أن مسؤولاً أميركيًا في واشنطن أكد أن «هجمات النظام (السوري) وداعميه على حلب مستمرة على الرغم من التصريحات الروسية»، مشددًا على «أننا نواصل مراقبة تصرفات روسيا وليس أقوالها». واتهم النظام السوري باستخدام «التجويع سلاحا في الحرب»، وهو ما يُعتبر جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف، قائلاً: «النظام (السوري) رفض مطالب الأمم المتحدة بإرسال مساعدات إنسانية إلى حلب، مستخدمًا التجويع سلاحًا في الحرب».
وتشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضررًا منذ اندلاعه عام 2011، إذ من شأن أي تغيير في ميزان القوى فيها أن يقلب مسار الحرب التي تسببت بمقتل 300 ألف شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.
استمرار الاشتباكات في غرب حلب بعد هجوم المعارضة
استمرار الاشتباكات في غرب حلب بعد هجوم المعارضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة