استيقظ العالم، أمس، على وقع نبأ استهداف ميليشيات الحوثي وصالح لمنطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي دمرته قوات الدفاع الجوي السعودية، واستهدفت منصة إطلاقه، وفقا لبيان صدر عن تحالف دعم الشرعية في اليمن مساء أول من أمس.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة من الدول والمنظمات الإسلامية والعربية، للعمل المشين الذي أقدمت عليه قوات الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح.
ففي الرياض، قال وزير الخارجية السعودي، إن «جماعة الحوثي وصالح المدعومة من إيران لم تراع إلاً ولا ذمة باستهدافها البلد الحرام، مهبط الإسلام وقبلة المسلمين حول العالم»، وذلك عبر تغريدة في حسابه بموقع «تويتر».
ومن واشنطن، أدانت الخارجية الأميركية الهجوم وشددت على مواصلة العمل بين واشنطن والرياض لردع ومواجهة أي تهديدات خارجية للسلامة الإقليمية.
وقال مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «ندين هذا الهجوم الصاروخي، وهذا النوع من الهجمات غير مقبول»، وأضاف: «نواصل العمل مع السعودية لردع ومواجهة أي تهديد خارجي لسلامتها الإقليمية».
وحول تورط ميليشيات الحوثيين في إطلاق هذه الصواريخ وهي الميليشيات التي تدعمها إيران في الصراع داخل اليمن، قال المسؤول بالخارجية الأميركية: «نحن ما زلنا نرى أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، ونحث جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس، والموافقة علنا دون مشروطية على وقف الأعمال العدائية، وما من شأنه أن يحسن احتمالات إبرام اتفاق سياسي شامل ينهي الحرب بنجاح».
وقال مصدر آخر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «يساورنا قلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن ضربة صاروخية استهدفت الأراضي السعودية يوم الخميس، مضيفا أن كل دولة لها الحق في تأمين حدودها وسيادتها، وأي مخالفة لذلك غير مقبولة وتشكل انتهاكا للقانون الدولي».
واستنكرت هيئة كبار العلماء في السعودية الاستهداف، ووصفته بأنه «جريمة عظيمة»، وقالت الهيئة على حسابها في «تويتر»: «التعرض للحرمين: جريمة عظيمة، وبرهان جديد على هدف الصفويين من زرع جماعة الحوثي في اليمن».
ونددت مملكة البحرين بشدة بإطلاق الميليشيات الانقلابية في اليمن الصاروخ الباليستي باتجاه منطقة مكة المكرمة، مؤكدة أن استهداف هذه البقعة المباركة يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض وعملاً إجراميًا دنيئًا تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية.
وفي الدوحة، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف الميلشيات الحوثية منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي، وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها أمس إن «إطلاق صاروخ باتجاه مكة المكرمة، يعد اعتداءً سافرا على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازًا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم».
وعدت هذا الاعتداء «دليلاً واضحًا على استمرار تجاوزات الميليشيات الحوثية، ورفضها الالتزام بقرارات المجتمع الدولي، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، ويعيق جميع الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية».
من ناحيتها، أدانت دولة الكويت وأعربت عن استنكارها الشديد إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخا باليستيا باتجاه منطقة مكة المكرمة، وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية، أمس، أن «استهداف قبلة المسلمين يعد استفزازا لمشاعرهم وتجاهلا لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافا بالمقدسات الإسلامية».
وأبدى الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إدانة المجلس واستنكاره الشديدين لاستهداف الميليشيات الحوثية وأعوانهم منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي.
وقال: «إن دول مجلس التعاون تعد هذا الاعتداء الغاشم، الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف مسلم حول العالم، استفزازًا لمشاعر المسلمين، واستخفافا بالمقدسات الإسلامية وحرمتها، ودليلاً بارزًا على إمعان الميليشيات الحوثية وأعوانهم في تجاوزاتها، ورفضها الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، والجهود الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية».
وأدانت الإمارات بأشد العبارات اليوم محاولة استهداف الميليشيات الحوثية منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي، مشيرة إلى أن ذلك يعد تصعيدا خطيرا وغير مسبوق ويعد إفلاسا أخلاقيا لتلك الميليشيات، ويؤكد أن لا حدود دينية أو أخلاقية تردعهم عن إجرامهم واستفزازهم لمشاعر المسلمين حول العالم.
وتساءل وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، عبر حسابه في «تويتر»: «النظام الإيراني يدعم جماعة إرهابية تطلق صواريخها على مكة المكرمة... هل هذا النظام إسلامي كما يدعي؟».
وفي مصر، أدان الأزهر إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخا باليستيًّا تجاه منطقة مكة المكرمة، مؤكدا أنه «إجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان». وقال في بيان أصدره أمس: «تابع الأزهر بقلق شديد ما أعلنته المملكة العربية السعودية من إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخًا باليستيًّا تجاه منطقة مكة المكرمة ونجحت قوات الدفاع الجوي السعودي في اعتراضه وتدميره على بعد 65 كيلو من مدينة مكة المكرمة دون وقوع أي أضرار».
وأكد الأزهر، والمسلمون من خلفه، رفضه وإدانته الشديدة هذا التجاوز الخطير الذي استهدف قلب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم وأول بيت وضعه الله للناس، مشددًا على أن هذا الإجرام الخبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان بالله وكتبه ورسله. الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أدان بأشد العبارات استهداف جماعة الحوثى مدينة مكة المكرمة، مشيرا إلى أن هذا العمل المشين يمثل انتهاكا غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة، خصوصا أنه موجه إلى مهبط الوحي وقبلة المسلمين كافة، إضافة إلى كونه تهديدا صريحا لأرواح المدنيين الأبرياء في هذه المدينة.
إلى ذلك، أكدت الخارجية المصرية التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية تجاه هذا الاعتداء السافر، وموقفها الثابت الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، وللجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل لتسوية سلمية شاملة للأزمة اليمنية، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني وسائر القرارات الدولية ذات الصلة. واعتبر أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، استهداف ميليشا الحوثي مكة المكرمة بصاروخ باليستي أطلقه الانقلابيون من منطقة صعدة في اليمن وتم اعتراضه وإسقاطه من قبل قوات التحالف العربي، عملا إجراميا شنيعا بكل معاني الكلمة.
وقال الجروان إن هذا العمل الإجرامي باستهداف بيت الله الحرام يوضح نية هذه العصابات في استهداف أقدس المقدسات لدى العرب والمسلمين لاستفزاز مشاعرهم نتيجة للدعم المقدم لهذه العصابات.
كما ندد الأردن بأشد العبارات عملية الاستهداف، وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الدكتور محمد المومني، في بيان أمس، أن «مثل هذه الأعمال المشينة لا تخدم القضية اليمنية ولا القضايا الإسلامية والعربية، واستفزاز لمشاعر المسلمين في العالم أجمع باستهداف قبلتهم ومقصد حجهم».
وبدورها، استنكرت رابطة العالم الإسلامي من مقرها في مكة المكرمة، المحاولة الإجرامية التي عمدت إليها الميليشيات الحوثية بإطلاق صاروخ باليستي تجاه منطقة مكة المكرمة، الذي تم اعتراضه وتدميره من قبل قوات الدفاع الجوي السعودي على بعد 65 كيلومترا من العاصمة المقدسة دون أي أضرار.
وفي مدينة لاهور، استنكرت جمعية مجلس علماء باكستان بشدة قيام الميليشيات الانقلابية في اليمن بإطلاق صاروخ باليسيتي تجاه منطقة مكة المكرمة، وعدته تطورًا خطيرًا ضد حرمة المقدسات الإسلامية.
وفي تركيا، أثار الاستهداف غضبا واسعا، واعتبر مسؤولون الاعتداء اعتداء على الأمة الإسلامية جميعا ومحاولة لإشعال نيران الفتنة الطائفية البغيضة.
وأكد ياسين أقطاي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن مكة المكرمة وبيت الله الحرام شرف المسلمين وروحهم وقبلتهم وأن أي اعتداء عليهما هو اعتداء على كل مسلم، مشددا على أن تركيا لا يمكن على الإطلاق أن تتقبل مثل هذا الفعل المجرم.
وحذر أقطاي من أن هناك أطرافا تتدخل في اليمن بهدف إشعال الفتنة الطائفية وإزكاء نيرانها ويجب على الجميع الانتباه إلى ذلك وتفويت الفرصة على كل من يحاول ذلك والتصدي لمثل هذه المخططات الشريرة.
واستنكر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التركية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، الإقدام على استهداف المقدسات الإسلامية في الأراضي المقدسة، مشدددا على أن أي استهداف لهذه المقدسات ولبيت الله الحرام ليس استهدافا للسعودية وحدها وإنما هو استهداف لجميع المسلمين.
وأشار إلى أن تركيا تدعم جهود السعودية من أجل ترسيخ الشرعية في اليمن وتدعم جهود التحالف العربي في هذا الاتجاه، محذرا من محاولات الاستفزاز، لا سيما فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية لأن مثل هذه الاستفزازات ستؤدي إلى توسيع دائرة النزاعات والمشكلات التي تعانيها المنطقة وستضيف مزيدا من التعقيد إلى الوضع في اليمن.
وندد مساعد رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية، الدكتور حسن كامل يلماز، بحادثة إطلاق صاروخ باتجاه مكة المكرمة أيا كان مصدره لما لمكة المكرمة من مكانة عظيمة في نفوس المسلمين جميعا، لا فرق بين سني وشيعي، وبها بيت الله الحرام الذي تهفو إليه قلوب المسلمين جميعا، والاعتداء عليه وعلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة اعتداء على المسلمين جميعا.
وأضاف: «لذلك ندعو من يقومون بمثل هذه الأعمال المثيرة للفتن أن يتجنبوها، حتى لا يتسببوا في غضب المسلمين في أنحاء العالم، الله سبحانه وتعالى يحمي بيته وكعبته الشريفة، لا خوف، فهذا البيت في أمان، لكن مثل هذا الأمر يغضب المسلمين ويستفز مشاعرهم ويسيء إليهم وسيفشل من يقدم عليه بلا جدال».
ونوه بدور السعودية في صيانة ورعاية المقدسات الإسلامية والقيام على موسم الحج، الشعيرة الكبرى لدى المسلمين، وهي تقوم بجهد يلمسه الجميع في تطوير أماكن العبادة وتسهيل أداء المناسك للمسلمين من أنحاء العالم، وجميع المسلمين يدعمونها فيما تقوم به من جهد، وهذا ليس محلا للتنازع أو التشاحن الطائفي الضيق.
وفي لندن، أدانت جمعية علماء بريطانيا بشدة استهداف ميليشيات الحوثي وأعوانهم «مكة المكرمة»، الليلة الماضية بصاروخ، وقال الشيخ حافظ رباني، رئيس الجمعية، في اتصال هاتفي أجراه مع «الشرق الأوسط»، إن ما حدث من استهداف لمكة المكرمة جريمة كبرى مثل الجريمة التي حدثت في عهد أبرهة قبل الإسلام، وعد رباني الاعتداء السافر انتهاكا من قبل عملاء النظام الإيراني في اليمن لحرمة بيت الله الحرام وأشرف وأقدس بقعة على وجه الأرض.
وقال في تصريح باسم علماء بريطانيا: «إن هذا العمل الإجرامي استفزاز لمشاعر أكثر من مليار مسلم في مختلف دول العالم». وأضاف: «نرى كل عام الجهود الكبرى التي تقدمها السعودية وقادتها وأهلها لخدمة الحجيج وضيوف بيت الله الحرم، فيكون رد الجميل بالاعتداء السافر على مكة المكرمة وأهلها».
من جهتها، استنكرت الحكومة اليمنية العملية، وعدت ذلك اعتداء سافرا ومستفزا يتجاوز في نوعيته ومستواه كل الجرائم والأعمال الإرهابية وينتهك جميع الحرمات والقيم والمواثيق والعهود الإنسانية والأخلاقية.
إلى ذلك، قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إنه يستنكر «محاولة الميليشيات الانقلابية استهداف أقدس بقاع الأرض، ودعا وزير الإعلام المجتمع الدولي إلى تصنيف الحوثيين حركة إرهابية، في ضوء كل التصرفات التي قامت بها في اليمن، من انقلاب ومن قتل وتجويع وتشريد واعتقالات وتقييد للحريات وتجنيد للأطفال، وكذا في ضوء اعتداءاتها على دول الجوار».
كما أعربت الخارجية السودانية في بيان أمس، أن مثل هذه الأعمال المشينة لا تخدم القضية اليمنية، وتمثل استفزازًا للمشاعر العربية والإسلامية وللإنسانية قاطبة. وجددت السودان رفضها القاطع لهذا التصعيد غير المبرر، ووقوفها بصلابة إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة؛ دفاعًا عن حرمة الأراضي المقدسة، كما تجدد دعوتها للامتثال للشرعية وإعادة الأمن للجمهورية اليمنية.
بينما اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أمس، العمل الذي أقدمت عليه ميليشيات الحوثي بمحاولة قصف مكة المكرمة بصاروخ باليستي «عملا مشينا وجبانا وخارجا عن كل خلق إسلامي، ويندى له الجبين».
وقال أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم «لا يمكن لأي مسلم عاقل أن يتصور بأن يصل الأمر بالحوثيين إلى هذا الحد من التطاول والعدوان على مشاعر المسلمين ومهوى أفئدتهم وقبلتهم، بمحاولة النيل من أقدس بقاع الأرض التي كرمها الله بنزول الوحي والقرآن الكريم، وبحرمها الشريف والحرم النبوي، وهو إجرام بشع كالعدوان الذي يتعرض له المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في عاصمة دولتنا في القدس على يد الاحتلال ومستوطنيه»، وطالب «بقطع اليد التي اتخذت القرار ونفّذت هذا العدوان الآثم».
من جهتها، استنكرت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بشدة إقدام الميليشيات الحوثية في اليمن على إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مكة المكرمة، أقدس بقاع الأرض وقبلة المسلمين؛ مما يكشف الوجه الحقيقي لهذه العصابة الإرهابية وولاءاتها الخارجية.
إثر استهدافهم «مكة».. طهران وانقلابيو اليمن أمام موجة غضب عالمية وإسلامية عارمة
الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط» : التعدي على سيادة السعودية انتهاك للقانون الدولي * دعوات لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
إثر استهدافهم «مكة».. طهران وانقلابيو اليمن أمام موجة غضب عالمية وإسلامية عارمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة