استأنف الوزير السعودي ثامر السبهان، مهامه كوزير للدولة لشؤون الخليج العربي، بجولة في العاصمة اللبنانية بيروت، بدأت عصر أمس (الخميس)، وتستمر ليومين، ويلتقي خلالها مختلف القيادات السياسية وجميع قادة الأحزاب والسياسيين، لبحث سبل العمل المشترك لمستقبل العلاقات بين البلدين.
واستهل السبهان الزيارة بلقاء رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، حيث جرى استعراض مجمل التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية, إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحضور القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة السعودية في لبنان المستشار وليد بخاري.
والتقى، رئيس لبنان الأسبق أمين الجميل، ورئيس لبنان السابق ميشال سليمان كلا على حدة. وجرى خلال اللقاءين استعراض مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة. كما استقبله المرشح للرئاسة العماد ميشال عون في دارته بالرابية.
وفي بيت الوسط، استقبل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، الوزير السعودي السبهان. وجرى عرض لآخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال نجيب ميقاتي خلال لقائه السبهان في دارته ببيروت، "كان حديثنا عن الأوضاع العامة في المنطقة والشؤون اللبنانية بشكل خاص، مضيفا "وجدت لدى السبهان حرص السعودية، ملكا وقيادة، على الاستمرار في رعاية لبنان كما كانت دائما ومواكبة التطورات الحاصلة".
وأضاف ميقاتي عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، أن "السعودية لم تكن يوما بعيدة عن لبنان واللبنانيين، ففي آشد الظروف التي مر بها لبنان وأصعبها كانت خير أخ كبير"، لافتا إلى أن "السبهان أكد على أن بلاده يهمها الاستقرار في لبنان، وأن تكون داعمة لما يجمع عليه اللبنانيون".
واستقبل فؤاد السنيورة بمكتبه في بلس، السبهان، حيث جرى البحث في المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة، وفي العلاقات الثنائية بين البلدين.
وزار السبهان، معراب، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بحضور النائب فادي كرم ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي، وذلك في إطار جولته على القيادات اللبنانية. وأفاد بيان للمكتب الاعلامي لجعجع أن "الملف الرئاسي شكل المحور الأساسي للقاء الذي استغرق ساعة من الوقت".
والتقى السبهان مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وأكد دريان أن "العلاقات التاريخية بين البلدين ممتازة، وأن زيارة الوزير السعودي ولقاءاته مع القيادات دليل على محبة ودعم من الرياض لشعب بيروت، مشددا على أن "الشعب اللبناني بكل فئاته يكن للسعودية ملكا وحكومة وشعبا كل المحبة، وسيبقى الشعب اللبناني وفيا لمملكة الخير على وقفاتها إلى جانب لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره السياسي".
وكان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، قد أكد أن بلاده "لن تتدخل في اختيار رئيس يتفق عليه اللبنانيون، بل ستدعمه، وستتعامل مع من يعمل مع مصلحة لبنان وشعبها"، مضيفا في تصريح لقناة "الحدث" أن "الرياض تسعى دائماً لبناء علاقات جيدة مع الدول العربية".
وتابع السبهان "نحن ندعم من يتفق عليه اللبنانيون بما هو في مصلحة لبنان العربي القوي المستقل بعيدا عن التجاذبات في المنطقة"، كما أن "العلاقات التاريخية بين البلدين لا يمكن تجاوزها، ولا يمكن أن تؤثر عليها أي أجندات طارئة".
ويعقد مجلس النواب اللبناني ظهر الإثنين المقبل، جلسة مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ومن المتوقع أن ينجح المجلس في انتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد أن شغر المنصب نحو عامين ونصف.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أنه من المقرر أن يلتقي الوزير السعودي أيضا خلال الزيارة، رؤساء الطوائف، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
يذكر أن ثامر السبهان كان قد شغل منصب الملحق العسكري السعودي في لبنان، وتولى بعده منصب السفير السعودي في بغداد، قبل أن يعين مؤخرا وزير دولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية السعودية.