قائد عمليات نينوى: اقتحام الموصل قبل نهاية الشهر الحالي

«مكافحة الإرهاب» تستعد لدخول أول أحيائها.. وفرنسا تمدد أعمالها

قائد عمليات نينوى: اقتحام الموصل قبل نهاية الشهر الحالي
TT

قائد عمليات نينوى: اقتحام الموصل قبل نهاية الشهر الحالي

قائد عمليات نينوى: اقتحام الموصل قبل نهاية الشهر الحالي

قال قائد عمليات نينوى، أمس، إن القوات العراقية أضحت على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من الجانب الشرقي للموصل، مبديا تفاؤلا بإمكانية دخول ثاني أكبر مدن العراق في الأيام المقبلة.
وأوضح اللواء الركن نجم الجبوري في اتصال مع «راديو سوا» أمس، أن القطعات التي أحرزت تقدما ميدانيا كبيرا ستواصل ضغطها على التنظيم، مرجحا بلوغ أعتاب المدينة أو دخول بعض أحيائها قبل نهاية الشهر الحالي.
ومن المقرر أن تنطلق عملية لاستعادة منطقة الشورة بالكامل من سيطرة التنظيم، حسب الجبوري، الذي أشار إلى تحرير أكثر من 1500 شخص كانوا محتجزين لدى التنظيم ونقلهم إلى منطقة القيارة.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع استعادة القوات العراقية معمل غاز تلكيف شمال شرقي الموصل، بعد إحكامها الطوق على مسلحي «داعش» المنتشرين في مركز القضاء. وأشار بيان لوزارة الدفاع العراقية إلى أهمية هذا المحور الذي يبعد ستة كيلومترات عن حي العربي، أول أحياء مدينة الموصل من المحور الشمالي.
أما في المحور الشرقي من مدينة الموصل، فقد أحكمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب سيطرتها على قرى جديدة، أبرزها طوبزاوة، حسب تصريحات قائد الجهاز في عمليات الموصل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي.
وأشارت الأنباء الواردة إلى أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية تستعد لاقتحام منطقة «كوكجلي» أول أحياء مدينة الموصل، بعد أن تمكنت، أمس، من تحرير مناطق ملاصقة لمركز المدينة من المحور الشرقي.
فقد تمكنت هذه القوات من تحرير ثلاث مناطق استراتيجية هي (خزنة ومعسكر جنين وقلاع)، صباح أمس قبل أن تصل إلى أطراف المدينة.
وبهذا التقدم أطبقت القوات الأمنية الحصار على الموصل من محورين، حيث وصلت القطعات العسكرية إلى (القوسيات)، وهو أول أحياء الموصل في المحور الشمالي.
أما في المحور الجنوبي فتستعد قوات الجيش العراقي لاقتحام (حمام العليل). حيث نقلت وكالة أنباء محلية عن قيادات ميدانية، قولها إن «تحرير المنطقة سيتم خلال ساعات». فيما تشير أنباء غير مؤكدة من داخل الموصل إلى أن عناصر «داعش» المنهارين بدأوا بتجميع أكوام من مادة الكبريت استعدادا لحرقها مع اقتراب القوات العراقية من مركز المدينة.
وأفاد مصدر في قوات البيشمركة الكردية، أمس، بأن قوات البيشمركة تواصل تقدمها في محور بعشيقة (12 كلم شمال شرقي الموصل)، ضمن العمليات العسكرية الجارية لاستعادة مدينة الموصل.
وقال المصدر، إن «قوات البيشمركة تمكنت من إحكام سيطرتها على قرية ديريك، كما طوقت قرى عدة في محور بعشيقة استعدادًا لاقتحامها خلال الساعات المقبلة». وتابع أن «مسلحي (داعش) أنزلوا أعلام التنظيم في قرية الفاضلية المحاصرة من قبل البيشمركة، في مؤشر على انسحاب المسلحين من القرية ذات المساحة الكبيرة، إلى مناطق أخرى». على صعيد متصل، نصب مسلحو «داعش» في مناطق سهل نينوى «معرقلات شوكية حديدية»؛ لمنع تقدم القوات المهاجمة عبر إعطاب إطارات الآليات العسكرية، حسبما ذكرت مصادر عدة في إقليم كردستان.
ويستخدم التنظيم طائرات من دون طيار صغيرة الحجم محملة بقنابل لاستهداف قوات البيشمركة أثناء القتال. كما تشمل تلك الخطط سيارات مفخخة وانتحاريين وحرق النفط الأسود، لحجب الرؤية. في المقابل، يؤكد قادة من البيشمركة أنهم مطلعون على خطط التنظيم المتطرف للدفاع عن مواقعه، بالاعتماد على السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وحرق النفط الأسود لحجب الرؤية عن مقاتلات التحالف الدولي، ومنع تقدم القوات العراقية والبيشمركة.
من جهة أخرى، وفي إطار عملية تحرير الموصل، أعلنت فرنسا أمس، أنها ستمدد حتى منتصف ديسمبر (كانون الأول)، عمليات المفرزة البحرية الفرنسية، ومن بينها حاملة الطائرات شارل ديغول التي تقدم الدعم لعملية استعادة مدينة الموصل العراقية من أيدي تنظيم داعش.
وقال بيان صادر عن الإليزيه، إن القرار اتخذ خلال اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي عقد في قصر الرئاسة في وقت سابق أمس لمراجعة «المسائل العسكرية والإنسانية والسياسية والأمنية المتعلقة باستعادة الموصل». وأضاف: «قرر الرئيس تمديد أنشطة المفرزة الجوية البحرية التي تشارك في العملية حتى منتصف ديسمبر». وكان من المقرر أن تغادر المفرزة المنطقة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. في الملف الأمني أيضا، أفاد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية العراقية بأن سبعة أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة شمال بغداد أمس.
وقال المصدر في حديث صحافي، إن «عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم (أمس)، بالقرب من محال تجارية في منطقة الصليخ، شمال بغداد؛ ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة». مضيفا أن «قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي، فيما فرضت طوقًا أمنيًا على منطقة الحادث ومنعت الاقتراب منها».
ويشهد العراق منذ عام 2013 أعمال عنف مستمرة، فيما أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، (اليونامي) بداية الشهر الحالي عن مقتل وإصابة 2162 شخصا بحوادث متفرقة شهدتها البلاد، وأفادت بأن العاصمة بغداد كانت الأكثر تضررًا من أعمال العنف.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.