في موسم يسود فيه الأسلوب «السبور» والمزج بين الذكوري والأنثوي، تبرز قطعة مفعمة بالأنوثة لا علاقة لها بعالم الرجال على الإطلاق وكل ما فيه يصرخ بالترف والأناقة.
وحتى إذا لم تكوني من متابعات عروض الموضة أو قارئات مجلاتها المتخصصة، فأنت بالتأكيد عرفت أن المقصود هنا هو التنورة، التي استعادت رونقها وقوتها منذ بضعة مواسم، ومن الواضح أنها ستبقى معنا لسنوات أخرى مقبلة. فزيارة إلى أي من المحلات، من «زارا» إلى «أيتش أند إم» أو «توب شوب» وغيرها، تؤكد هذه الحقيقة، إضافة إلى عروض الأزياء الأخيرة الموجهة لربيع وصيف 2017، التي شهدتها عواصم الموضة العالمية من نيويورك، إلى باريس مرورًا بلندن وميلانو. فالمؤكد أنها في هذا الموسم تمثل ما مثله الجينز الضيق في التسعينات أو الفستان القصير في الستينات.
هذا لا يعني أن الفستان فقد بريقه تمامًا، فهو لا يزال حاضرًا، خصوصًا في المناسبات الكبيرة، نظرًا لسهولته وضمان تأثيره، فضلاً عن أنه لا يتطلب سوى بعض الجواهر والإكسسوارات لكي ينتقل بنا من النهار إلى المساء. كل ما في الأمر أنه بدأ يرتبط بالكسل في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى تراجعه بعض الشيء لصالح التنورة بكل أشكالها، المستديرة والمستقيمة أو المنسدلة ببليسيهات تحت الركبة أو المنسابة إلى الكاحل. شكلها المستدير يستحضر دائمًا كريستيان ديور، الذي أبدعها بشكلها العصري في الخمسينات من القرن الماضي، وكل ما قام به المصممون المعاصرون من أمثال راف سيمونز وكارولينا هيريرا وغيرهما، أنهم خففوا من استدارتها حتى تناسب امرأة شابة. بالنسبة للتنورة ذات البليسيهات المتماوجة، فإنها ترتبط بأليساندرو ميشال، مصمم دار «غوتشي» الذي طرحها بأسلوب فتح العيون عليها وجعل معظم المحلات الكبيرة تُسارع باستنساخها تلبية لرغبات امرأة شابة، لا تمتلك إمكانيات كافية لاقتنائها من الدار الإيطالية.
الجميل في التنورة، أن صعوبة تنسيقها للحصول على مظهر راقٍ ولافت، يوازي جمالها في حال كانت بتصميم مبتكر ومناسب وتم التعامل معها بذكاء. فأقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تفتح مجالاً أكبر للتعبير عن الذوق، كونها تحتاج إلى أسلوب خاص لتنسيقها وبعض الجرأة في مزج الفخامة بالبساطة والحداثة.
* كيف تتعاملين معها
- غالبًا ما يكون تنسيقها مع كنزة من الصوف أو قميص من القطن أو الحرير، وسواءً كان هذا أو ذاك، فإنها تبدو مختلفة في كل مرة.
- الجميل فيها أنها لم تعد تقتصر على مناسبات النهار، بل دخلت مناسبات السهرة والمساء من أوسع الأبواب، بالمعنيين المجازي والحرفي. المجازي لأنها تكون في كثير من الأحيان مستديرة وبحجم كبير. كارولينا هيريرا اقترحتها بهذا التصميم مع قميص أبيض، رغم بساطته كان أبعد ما يكون عن العادي. والسر أنها حقنت الإطلالة ككل بجرعة قوية من الثقة تعطي الانطباع بأن لابستها تتمتع بأسلوب خاص واعتداد بالنفس.
- إذا كانت مستديرة وبنقشات كثيرة، يفضل تنسيقها مع قطعة بسيطة، مثل كنزة خفيفة أو «تي - شيرت» أو قميص بلون واحد. في هذه الحالة، لا تخافي من ألوانها ونقشاتها، فكلما كانت بألوان متوهجة ونقشات متضاربة كان تنسيقها مع «تي - شيرت» بلون أو قميص أو كنزة بلون واحد، زواجًا ناجحًا.
- تصميمها المستدير ليس وحده الذي يضفي عليها الفخامة ويُدخلها مناسبات المساء والسهرة، فالأقمشة أيضًا تلعب دورها، مثل البروكار وما شابهه من أقمشة مقصبة، إما بالذهب أو الفضة أو مطرزة بسخاء. اللاميه، أيضًا استعمله المصممون بوفرة، لكنهم اقترحوه ببليسيهات تجعله يتماوج كلما انعكس عليه الضوء.
- الجانب العملي فيها أنها تحملك من النهار إلى المساء بسهولة ومن دون شعور بالإحراج بأن مظهرك مبالغ فيه في المكتب، أو يفتقد الأناقة الرفيعة في المساء. فبمجرد تغيير الحذاء وإضافة عقد تتغير شخصيتها تمامًا.
- في النهار وأماكن العمل، يمكن تنسيقها مع حذاء رياضي لإضفاء شبابية عليها، وخلق تناقض متناغم بين الكلاسيكي والـ«سبور».
- التنورة ذات البليسيهات كما قدمتها دار «غوتشي» في الموسم الماضي، واستنسختها معظم المحلات الكبيرة، لن تختفي بسرعة. فقد رأيناها في كثير من العروض، الموجهة للخريف والشتاء الحاليين من «ديور»، و«غي لاروش» إلى «لويفي» وطبعًا «غوتشي» وغيرها. الفرق أن أقمشتها وخاماتها توسعت لتشمل الجلد والصوف، وأطوالها تباينت بين الطويل الذي يلامس الكاحل والقصير الذي يغطي الركبة.
التنورة.. الأنوثة التي تتحدى موسما غلب عليه الأسلوب الرجالي
https://aawsat.com/home/article/769961/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%AB%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%89-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85%D8%A7-%D8%BA%D9%84%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A
التنورة.. الأنوثة التي تتحدى موسما غلب عليه الأسلوب الرجالي
تنتعش منذ فترة لما تتيحه من خيارات وتجدد
التنورة.. الأنوثة التي تتحدى موسما غلب عليه الأسلوب الرجالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة