بدأت مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة تنفيذ المرحلة النهائية من نقل محتويات المكتبات الوقفية المودعة فيها إلى المقر المؤقت لمجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الرقمية الذي يرأس مجلس إدارته الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
وتعد مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، من أكبر المكتبات التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد؛ إذ تضم 1878 مصحفًا مخطوطًا و30 ألف كتاب نادر.
وأوضح المدير العام لمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة الدكتور محمد الشنقيطي، أن خطة أُعدت بناء على توجيه الأمير فيصل بن سلمان، لنقل محتويات المكتبة التي ستتم إزالة مبناها لصالح توسعة المسجد النبوي الشريف بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز، وتشمل مراحل عدة بدأت منذ الثالث من شهر رجب العام الماضي بنقل المخطوطات التابعة لعشرين مكتبة وقفية، ثم تبعها في شهر شوال الماضي تنفيذ المرحلة الثانية بنقل الكتب النادرة التي يتجاوز تاريخ طباعتها المائة عام، وصاحبت هاتين المرحلتين عملية ترقيم المحتويات بنظام «RFID» وتعقيم المخطوطات والكتب بالأوزون عبر المعامل المتحركة التابعة «لوحدة التعقيم المتنقلة في مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية»، كما اشتملت عمليات النقل على الجرد والإيداع في المستودع الرقمي لتوثيق جميع محتويات المكتبات الوقفية من جميع المقتنيات، مشيرا إلى أن العمل مستمر منذ 6 أشهر عبر الشركات المنفذة بإشراف دارة الملك عبد العزيز.
ولفت إلى أن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة التي تأسست عام 1393هـ في ساحة المسجد النبوي من الجهة الغربية، تضم 1878 مصحفًا مخطوطًا و84 مجموعة ربعة قرآنية، تعكس مدى اهتمام العلماء المسلمين بكتاب الله الكريم وعنايتهم به حفظًا ودراسة وكتابة وتفسيرًا وترجمة وخطًا وزخرفة، مما يعد ثروة ثمينة لدراسة الخطوط وتطورها عبر العصور الإسلامية.
وأشار إلى أن المكتبة تحتوي على أقدم مصحف مخطوط يعود تاريخه إلى عام 488هـ، بخط علي بن محمد البطليوسي، وكُتب على رق الغزال، ويتلوه مصحف كتب عام 549هـ بخط أبي سعد محمد إسماعيل بن محمد، وأهدي عام 1253هـ، إضافة إلى مصحف متميز مخطوط بخط غلام محيي الدين سنة 1240هـ، يبلغ وزنه 154 كيلوغرامًا، وهي معروضة حاليًا في معرض القرآن الكريم بجوار المسجد النبوي الشريف.
وتطرق إلى أن عدد المخطوطات في المكتبة يبلغ 17 ألف مخطوطة أصلية، توليها المكتبة عناية خاصة من حيث الاقتناء والتنظيم والصيانة والتجليد، فيما يضم قسم الكتب النادرة ضمن مجموعاته الخاصة عددًا من الكتب النادرة يبلغ مجموعها نحو 30 ألف كتاب في قاعة مستقلة. كما تحتوي المكتبة أيضًا على قسم المطبوعات الحديثة التي يبلغ عدد الكتب فيها نحو 60 ألف كتاب مفهرس ومنظم ومصنف تغطي معظم جوانب المعرفة.
وأشار إلى أن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة تشمل أيضًا كثيرا من المكتبات الموقوفة؛ منها مكتبة الشيخ عارف حكمت التي أنشأها في المدينة المنورة سنة 1270هـ/ 1853م، والتي تعد ثروة أدبية للمدينة المنورة في العصر الحديث، لغناها بالمخطوطات القيمة والنادرة في شتى العلوم والفنون، وهي تزخر بكثير من التراث الإسلامي المكتوب باللغات العربية والفارسية والعثمانية، إضافة إلى أن كثيرًا من المخطوطات زيّنت من حيث الخط والتذهيب، وهي تحتوي على أكثر من 4 آلاف مخطوط أصلي، و3838 رسالة مخطوطة، إضافة إلى 7875 مطبوعة نادرة وحديثة.
وأفاد بأن المكتبة المحمودية تعد ثاني مكتبة بالمدينة المنورة من حيث المحتويات والتنظيم والشهرة، وتحتوي على نحو 3 آلاف مخطوط من المخطوطات الثمينة النادرة، ومطبوعات حجرية نادرة وحديثة يبلغ عددها 3765 مطبوعة، وتتميز بكثرة مخطوطاتها في بعض الفنون، مثل التفسير والحديث والفقه الحنفي والحنبلي والتاريخ، وبالمجاميع الخطية التي تضم رسائل في فنون متنوعة لمؤلفين مختلفين تصل في بعض المجاميع إلى 40 رسالة، وتتراوح تواريخ نسخ المخطوطات بهذه المكتبة بين القرنين الرابع الهجري والثالث عشر الهجري.
وأضاف أن من بين المكتبات الموقوفة، مكتبة المدينة المنورة العامة، التي أسست سنة 1380هـ/ 1960م، ولها مبنى خاص في المسجد النبوي، وتشتهر بكثرة مخطوطات النحو بها، مقارنة ببقية الفنون الأخرى التي حواها فهرس المكتبة، وتحتوي على كتب نادرة وحديثة من إصدارات القرن الرابع عشر الهجري، وعدد من الكتب ذات المجالات المتعددة، وتعدد النُسخ من الكتاب الواحد، وعند انتقالها إلى مكتبة الملك عبد العزيز فصلت عن المكتبات الموقوفة الأخرى، وتضم الآن 178 مخطوطًا، و7766 كتابًا مطبوعا، منها النادر والحديث.
وأشار الدكتور الشنقيطي إلى أن مكتبات المدارس، المعروفة بـ«مكتبة المدرسة الإحسانية»، تعود لمؤسسها مصطفى بن محمد عبد رب الرسول بن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم سنة 1275هـ/ 1858م، وتحتوي على 114 مخطوطا، و262 مطبوعًة، واشتملت مجموعتها على مخطوطات في التفسير والحديث والسيرة والمواعظ والعقيدة والفقه وأصوله، مع التركيز على الفقه الحنفي والنحو والصرف والأدب والتاريخ، وتتراوح تواريخ نسخها بين القرنين التاسع والثالث عشر الهجريين. في حين أن مكتبة مدرسة بشير أغا بنيت، كما جاء في صك الوقفية، سنة 1151هـ، ثم نقلت ضمن رباط بشير أغا، وتضم مجموعة المكتبة 1179 مخطوطا، و840 مطبوعة، وقد امتدت فترة نسخ تلك المخطوطات بين القرنين الثامن والثالث عشر الهجريين. أما مكتبة مدرسة كيلي ناظري، فأسسها مصطفى أغا كيلي ناظري سنة 1254هـ/ 1838م، وتتكون مجموعاتها من 192 مخطوطًا، و114 مطبوعًا، حيث امتدت فترة نسخ تلك المخطوطات بين القرنين التاسع والثالث عشر الهجريين. فيما تحتوي مجموعة مكتبة الساقزلي التي أنشئت سنة 1125هـ/ 1713م على 531 مخطوطًا و477 مطبوعًا، ويأتي في مقدمة مخطوطات هذه المكتبة القرآن الكريم، إضافة إلى غيرها من المكتبات.
1878 مصحفًا مخطوطًا و30 ألف كتاب نادر في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة
بدء المرحلة النهائية من نقل محتويات المكتبات الوقفية لصالح توسعة المسجد النبوي الشريف
1878 مصحفًا مخطوطًا و30 ألف كتاب نادر في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة