على الدوري الإنجليزي أن يتعلم من غوارديولا لا أن يكيل له السباب

خطأ الحارس برافو تحول إلى حالة من التندر والشماتة في مدرب مانشستر سيتي

برافو حارس سيتي ارتكب خطأ فادحًا بالتقاط الكرة بيديه خارج منطقة الجزاء ليُطرد من مباراة برشلونة (رويترز) - غوارديولا لا يعبأ بانتقادات الإنجليز (أ.ف.ب)
برافو حارس سيتي ارتكب خطأ فادحًا بالتقاط الكرة بيديه خارج منطقة الجزاء ليُطرد من مباراة برشلونة (رويترز) - غوارديولا لا يعبأ بانتقادات الإنجليز (أ.ف.ب)
TT

على الدوري الإنجليزي أن يتعلم من غوارديولا لا أن يكيل له السباب

برافو حارس سيتي ارتكب خطأ فادحًا بالتقاط الكرة بيديه خارج منطقة الجزاء ليُطرد من مباراة برشلونة (رويترز) - غوارديولا لا يعبأ بانتقادات الإنجليز (أ.ف.ب)
برافو حارس سيتي ارتكب خطأ فادحًا بالتقاط الكرة بيديه خارج منطقة الجزاء ليُطرد من مباراة برشلونة (رويترز) - غوارديولا لا يعبأ بانتقادات الإنجليز (أ.ف.ب)

كان على مدرب فريق مانشستر سيتي الدفاع عن كلاوديو برافو وعن رغبته في أن يلعب حارس مرماه مثل أي مدافع في الخلف، رغم غرابة هذا المفهوم على الكرة الإنجليزية.
ما هو أكثر ما تفضله في الدوري الإنجليزي الممتاز، غوارديولا؟ هل الجهد والقوة في التنافس؟ أم هي العاطفة القوية؟ أم القوة العاطفية؟ ربما هي قوة القوة، أو ربما العاطفة القوية، وربما الاثنان معًا. على أي حال أنت لست مطالبًا بالإجابة الآن؟
كيف أنك لم تتحرك ولم يصبك شغف كرة القدم الإنجليزية القوية العتيقة؟ تلك الكرة التي لا تشاهد فيها مباراة سهلة، بل مباريات أكثر تنافسية وإثارة من الضعف والهراء الذي تشاهده في الدوري الإسباني والألماني. انظر إلى عيوننا، وقل لنا إننا نمتلك أفضل دوري في العالم.
كانت تلك هي نغمة الأسئلة بعد لقاء مانشستر سيتي على ملعبه أمام إيفرتون الأسبوع الماضي، التي انتهت بتعادل ممتع 1 - 1 في توقيت لقاء برشلونة الذي اكتسح فيه ديبورتيفو لاكورونا بأربعة أهداف نظيفة، ليقدم دليلاً دامغًا على أن الدوري الإسباني أيضًا مليء بالبلطجية والأوغاد الذين يتدحرجون هنا وهناك، ولا يبالون لو أن أحدهم ركل معدة الآخر. تخيل أن تذهب إلى ملعب كامب نو لتخسر بأربعة أهداف نظيفة، يا لها من خسارة!
لكن غوارديولا الذي لقَّن الأندية الإنجليزية كثيرًا من الدروس والعبر المؤلمة أثناء توليه قيادة فرق مثل برشلونة وبايرن ميونيخ، رفض الاعتراف بما تقتنع به، وقال: «لم يوجد أي منكم في الدوري الإسباني أو الألماني ليعرف مدى قوته.. عليكم احترام الدوريات الأخرى واحترام طريقة لعبهم».
تكمن مشكلة غوارديولا في أنه يحاول استرضاء الضعفاء الذين يتطلعون إلى رجل أجنبي راقٍ دمث ليخبرنا أن الدوري الإنجليزي مرعب، وأن مبارياته لا تخلو من الملل كما كان الحال في مباراة الاثنين «الأحمر» الماضي التي جمعت ليفربول ومانشستر يونايتد.
بمقدور غوارديولا ألا يظهر في المناسبات العامة، فإنجليزيته الركيكة غالبا صعبة الفهم، وكبرياؤه الأكاديمية تجعل الاقتراب منه أمرا صعبا. أين مزاحه؟ لماذا لا تعطينا إمكانياته الفنية أي مساحة للتعليقات المازحة؟ إذا كان أذكى طفل في المدرسة لا يرقص أمام الكاميرا، وإذا كانت كلماته لا تهدئ إحساس عدم الأمان بداخلنا، ويأبى أن يكيل المديح على دوري الكرة الغني في بلادنا، فعلينا أن نعود به للصف الدراسي الأدنى، أو ربما لصفين دراسيين. لا نريد خبراء في إنجلترا بعد الآن، بالتأكيد لا نحب الخبراء الأجانب هنا.
من السهل ملاحظة اتجاه مقاوم لوجود غوارديولا في إنجلترا، وهو ما تمثل في ذلك الإيحاء المضحك بأن فريق برشلونة الجبار سوف يمر بلحظات عصيبة أمام سيتي في تلك الليلة الممطرة العاصفة بدوري الأبطال، وهو ما تجلى في رد الفعل المتوقع في بطاقة الطرد المضحكة بشهادة الجميع التي نالها حارس مانشستر سيتي كلاوديو برافو مساء الأربعاء الماضي.
كان خطأ فادحًا، فقد منحته صحيفة إسبانية نجمة واحدة لبرافو (أدني تقييم أداء)، وبات ينظر له كمصدر للفوضى منذ الانتقال إلى فريق سيتي قادما من برشلونة الصيف الماضي، مشيرة إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه في ظهوره الأول في مباراة فريقه أمام يونايتد وتسديداته الضعيفة في ظل الضغط على فريقه بمباراة توتنهام حيث تعرض فريقه للهزيمة. وكانت المفارقة في استبعاد الحارس جو هارت «القشاش» (كثير الخروج من مرماه) الذي كثير ما كان يخرج لمواجهة مهاجم برشلونة لويس سواريز، لصالح الحارس التشيلي الذي يبالغ في الخروج من مرماه للتعامل مع الكرة خارج منطقة الجزاء.
وتحت عنوان «المهرج برافو»، احتلت صورة الحارس التشيلي الصفحة الأخيرة من صحيفة «صن» صباح الخميس الماضي، والمعنى كان واضحا بما يكفي، فقد كان أداء الحارس بهلوانيًا بحق، وخلا من أي دليل على الكفاءة. لكن كيف لمستوى برافو المتدهور أن يتفق مع الجدل الدائر حاليا حول غوارديولا، فما هو إلا مؤشر لحالة «الشماتة» والسعادة التي سنراها في حال فشل المدرب الكتالوني في مهمته في إنجلترا، ليس فقط لأنه ضايق الجماهير بإسقاط الحارس جو هارت من حساباته بتلك القسوة، لكن أيضًا لأنه قدم مفهومًا غريبًا هنا بأن أعاد تعريف مصطلح حراسة المرمى (اللاعب رقم 1) الذي يلعب في الخلف ليجعله يتقدم كلاعب خلف المدافعين وصانع ألعاب إضافي. حسنًا، قد ينجح هذا الأسلوب في إسبانيا، لكن حاول أن تمرر الكرة في الهواء مثلاً إلى صدر ديفيد سيلفا، وستجد أن مرفق أندي كارول مغروسا في عنقه. فكثيرا ما نرى صد حراس المرمى للكرات ومحاولات إمساكهم لها تنتهي بالكرة غالبا في صفوف الجماهير البعيدة كما نراها في إعلانات الشامبو. ولأن غوارديولا أدرك خطورة أسلوبه، فقد اضطر للدفاع عن حارسه برافو، وهكذا يرى الكتالوني الكرة.
لا نستطيع القول إن خطأ واحدا سوف يجعله يتخلى عن مبدئه، فبدلاً من توجيه اللوم له، علينا أن نتعلم منه. فلعابنا يسيل للكرة التي يقدمها برشلونة، ونتعجب أيضًا من الطريقة التي يتحرك بها الألماني مارك أندري ترشيتغن، ونحلم أن نرى الفرق الإنجليزية تلعب بالمستوى ذاته. لكن إن لم نتقبل غوارديولا، فلن يكون من حقنا أن نشكو من عدم قدرة الكرة الإنجليزية على الإجادة في بطولة الـ«يورو» التي تقام كل عامين.
إن فهمنا أن برافو ما هو إلا حادثة في انتظار أن تحدث، فعلينا التفكير في سيرته بنادي برشلونة. فسبق أن نال برافو ثناء أندوني زباريتا، المدير الرياضي لنادي برشلونة، وفاز برافو حينها بلقب الدوري «لاليغا» مع فريقه كحارس أساسي في الموسمين اللذين قضاهما هناك. كانت 84 في المائة من تمريرات برافو ناجحة، مقارنة بنحو 53 في المائة لجو هارت، وساعد هارت في استحواذ الخصم على الكرة 352 مرة، في حين ساعد برافو 142 مرة فقط.
وعلى الساحة الدولية، ساعد برافو في فوز منتخب تشيلي بلقبي بطولة كوبا أميركا، وبالنسبة لجو هارت في المنتخب الإنجليزي، فكل ما فعله هو أنه أخرج لسانه للاعب الإيطالي أندريا بيرلو، وسب جامع الكرات خلف مرماه، وكان مسليا للجمهور في مباراة آيسلندا في منافسات يورو 2016.
لا يزال برافو في أيامه الأولى بالفريق، وهو ليس أول حارس أجنبي يتلقى معاملة قاسية في إنجلترا، من أناس يُفترض أنهم يعرفون أن ديفيد جيمس «الكارثي» لقب ساخر.
فديفيد دي خيا، الذي يحق له أن يقول إنه أفضل حارس مرمى في العالم، مر بفترات عصيبة في عامه الأول مع فريق يونايتد، مما يعزز الانطباع بأن جميع الوافدين هم «ماسيمو تايبي» إلى أن يثبت العكس. فلنختبره مع الكرات العالية التي لا يحبها والتي لا يستطيع الإمساك بها. اقذفوا بالكرة بعيدا في الهواء، لنرى ماذا سيفعل.
وهنا يظهر غوارديولا ليجعنا نشعر بالضآلة والتفاهة أمام فسلفته وأفكاره. فهو يتخلص من فارس إنجليزي، ويرفض أن يرى شريطًا مصورًا لجون رودي، ليحضر رجلا من تشيلي. فدعونا لا نلقي بالا، دعونا لا ننصت، دعونا لا نتعلم، دعونا نظهر جهلنا، ولنغلق على أنفسنا، ثم دعونا نتساءل لماذا لا يرى العالم أن الكرة الإنجليزية باتت جاهلة. هل هناك حارس مرمى يمرر الكرة؟ حسنًا، الدوري الإنجليزي بالفعل بالغ القوة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».