كلينتون تستأنف حملتها بثقة على أمل «دخول التاريخ»

تستغل «الأسماء الكبيرة» في جولاتها الانتخابية.. وأموالها لم تنفد بعد

ملصق في عاصمة البوسنة سراييفو يظهر دعم اهل البوسنة لكلينتون ولزوجها لجهودهما في إيقاف الحرب في بلدهم في التسعينات من القرن الماضي (أ.ب)
ملصق في عاصمة البوسنة سراييفو يظهر دعم اهل البوسنة لكلينتون ولزوجها لجهودهما في إيقاف الحرب في بلدهم في التسعينات من القرن الماضي (أ.ب)
TT

كلينتون تستأنف حملتها بثقة على أمل «دخول التاريخ»

ملصق في عاصمة البوسنة سراييفو يظهر دعم اهل البوسنة لكلينتون ولزوجها لجهودهما في إيقاف الحرب في بلدهم في التسعينات من القرن الماضي (أ.ب)
ملصق في عاصمة البوسنة سراييفو يظهر دعم اهل البوسنة لكلينتون ولزوجها لجهودهما في إيقاف الحرب في بلدهم في التسعينات من القرن الماضي (أ.ب)

بعد أن شاركت في عشاء خيري في نيويورك، كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب مدعوا إليه أيضا، وصلت كلينتون عصر الجمعة إلى ولاية أوهايو في شمال البلاد التي تعتبر من الولايات الأساسية التي تؤثر في مسار الانتخابات. ونتائج كلينتون في هذه الولاية متقاربة جدا مع نتائج ترامب، حسب آخر الاستطلاعات، مع العلم أن كل المرشحين الجمهوريين الذين وصلوا إلى البيت الأبيض فازوا أيضا بهذه الولاية.
واستأنفت المرشحة الديمقراطية حملتها بثقة أكبر في أنها ستدخل التاريخ في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، عندما ستصبح أول امرأة تدخل البيت الأبيض.
وتشهد الولاية في العادة تنافسا شديدا بين المرشحين الذي يسعون للفوز بأصوات 18 من كبار الناخبين من أصل أصوات 270 ناخبا كبيرا للوصول إلى البيت الأبيض. أوهايو تعتبر إحدى الولايات الرئيسية في انتخابات 8 نوفمبر.
لهذا؛ فقد توجهت وزيرة الخارجية السابقة المرشحة الديمقراطية إلى الولاية، وقالت خلال تجمع في كليفلاند إن «دونالد ترامب رفض تأكيد أنه سيحترم نتائج هذه الانتخابات»، معتبرة أنه «بذلك، يهدد ديمقراطيتنا».
قالت كلينتون إن منافسها الجمهوري دونالد ترامب يشكل «تهديدا» للديمقراطية الأميركية، مؤكدة بتفاؤل قبل 18 يوما على الانتخابات أنها قادرة على توحيد الأميركيين.
وتطرقت كلينتون إلى المناظرة الثالثة والأخيرة بينها وبين ترامب في لاس فيغاس منتصف الأسبوع، وقالت على نحو ساخر «أمضيت أربع ساعات ونصف ساعة على المنصة مع دونالد ترامب، فبرهنت مجددا بأن لدي القدرة الكاملة على التحمل لأكون رئيسة!».
وأظهر أحدث استطلاع أجرته جامعة سوفولك، أن المرشحين الرئاسيين باتا متعادلين في هذه الولاية الأميركية الصناعية، حيث كان ترامب باستمرار في الطليعة خلال الأشهر الماضية.
وقالت كلينتون «معا يجب أن ندعم الديمقراطية الأميركية». وأضافت: «هناك شيء رائع يحصل في هذه اللحظة، الناس يتجمعون (...) لرفض الكراهية والانقسامات». وأكدت أنها تريد أن تكون رئيسة «لكل الأميركيين»
وقبل أسبوعين ونصف أسبوع من موعد الانتخابات تؤكد كل المؤشرات أن كلينتون ستكون الفائزة، مع أنها لا تعتبر من الذين يحظون بشعبية في البلاد.
وتمكنت كلينتون من كسب المناظرة الثالثة مع ترامب، في حين أن هذا الأخير فاجأ حتى معسكره الجمهوري، عندما أعلن بأنه لن يعترف بالضرورة بنتائج الانتخابات؛ الأمر الذي لم يحصل أبدا في تاريخ الولايات المتحدة.
وتشير معدلات استطلاعات الرأي على المستوى الوطنين إلى أن كلينتون باتت تحظى بتقدم مريح يصل إلى ست نقاط، أي 45.2 في المائة من نوايا التصويت مقابل 39.2 في المائة لدونالد ترامب و6.4 في المائة للمرشح غاري جونسون.
كما أنها تتقدم في عشر ولايات من أصل الولايات الـ13 الأساسية، خصوصا في فلوريدا وبنسيلفانيا وميتشيغان وكارولاينا الشمالية، وهي ولايات لا يمكن لترامب أن يصل إلى البيت الأبيض ما لم يفز فيها.
وأعطت صحيفة «نيويورك تايمز» كلينتون 93 في المائة من فرص الفوز في حين لم تعط ترامب سوى 7 في المائة، كما أعطى موقع «فايف ثورتي إيت» المتخصص كلينتون 83.7 في المائة من فرص الفوز مقابل 16.2 في المائة لترامب. في حين أن هذه النتائج كانت قبل ثلاثة أسابيع فقط 54.6 في المائة لكلينتون مقابل 45.4 في المائة لترامب.
وبات معسكر كلينتون يعلق الآمال على فوز كبير في الثامن من نوفمبر، لا يقتصر فقط على الرئاسة، بل على استعادة الأكثرية في مجلس الشيوخ.
ونزل كل كبار الحزب الديمقراطي إلى الساحة دعما لكلينتون. وفي هذا الإطار، من المقرر أن يبدأ الرئيس السابق بيل كلينتون (الجمعة) رحلة في الحافلة تستغرق يومين في ولاية فلوريدا.
كما زار الرئيس باراك أوباما (الخميس) هذه الولاية، حيث اتهم ترامب بـ«نسف» الديمقراطية عندما أعلن بأنه قد لا يعترف بنتائج الانتخابات في حال خسرها. وتوجهت ميشيل أوباما إلى ولاية أريزونا (جنوب غرب) المعروفة بميولها الجمهورية عادة، إلا أن كلينتون باتت في الطليعة في هذه الولاية.
أما نائب الرئيس الحالي جو بايدن فتوجه إلى ولاية نيوهامشر في شمال شرقي البلاد، في حين توجه المرشح لنيابة الرئاسة تيم كاين إلى ولاية كارولاينا الشمالية، على أن ينتقل لاحقا إلى بنسيلفانيا حيث ستنضم إليه كلينتون.
ومنذ مطلع أغسطس (آب) الماضي شارك ترامب في تجمعات انتخابية أكثر بثلاث مرات من منافسته. وتزور كلينتون الاثنين ولاية نيوهامشر (شمال شرق) مع السيناتورة إليزابيث وارن.
وكشفت الوثائق المالية عن أن هيلاري كلينتون، ما زال لديها عشرات الملايين من الدولارات لتنفقها في الأسابيع الأخيرة للانتخابات أكثر من منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وأشارت الوثائق إلى أن حملة كلينتون كان لديها 59 مليون دولار في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في حين لم يكن لدى ترامب سوى 7.‏34 مليون دولار.
وجمعت حملة كلينتون ما يقرب من 74 مليون دولار في سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما جمع ترامب 55 مليون دولار، وفق وثائق لجنة الانتخابات الاتحادية. وتشمل هذه الأرقام الأموال التي ذهبت مباشرة إلى الحملتين لا تلك التي جمعها ترامب أو كلينتون لمرشحي حزبيهما الآخرين أو لمجموعات خارجية تساعد في الحملتين. وقالت حملة كلينتون إنها تخطط لاستخدام تفوقها المالي للتنافس في الولايات التي تدعم عادة الجمهوريين، ولكن حيث يمكن أن يكسب الديمقراطيون أرضا فيها هذا العام. وقال روبي موك، مدير حملة كلينتون «بفضل أكثر من 6.‏2 مليون أميركي تبرعوا لهذه الحملة، نحن نعمل الآن على توسيع خريطة تواجدنا في ولايات مثل أريزونا».
لكن ليس كل ما يلمع ذهبا. فقد أفرجت وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة عن 112 رسالة من حساب البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون تم استردادها أثناء تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي في استخدامها لخادم بريد إلكتروني خاص. ويأتي الإفراج عن الرسائل قبل أسابيع على الانتخابات. المرشح الجمهوري دونالد ترامب هاجم كلينتون خلال المناظرة بشأن رسائل البريد الإلكتروني وقال: إنها يجب أن تسجن لاستخدام خادم بريد إلكتروني خاص.
وتم حجب رسالة بريد إلكتروني واحدة في المجموعة التي تم الإفراج عنها يوم الجمعة؛ على اعتبار أنها تحتوي على معلومات سرية، لكنها لم تكن مصنفة على أنها سرية وقت إرسالها. وسيجري الإفراج عن مجموعتين نهائيتين من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بكلينتون قبل أسبوع من الانتخابات.
واطلع مكتب التحقيقات الاتحادي على الوثائق، وعددها 14900 وثيقة، في إطار التحقيق في طريقة تعامل كلينتون من المعلومات السرية، وقد برأ ساحتها من ارتكاب مخالفات جنائية في يوليو (تموز) الماضي. وأعاد المحققون رسائل البريد الإلكتروني إلى وزارة الخارجية، التي أمرت بالإفراج عنها استجابة لطلب لعرضها على الرأي العام. ولكن يتعين على الوزارة أن تقوم أولا بتقييم رسائل البريد الإلكتروني وتفصل غير المتعلقة بالعمل، وما إذا كان ينبغي حجب أي معلومات أو تنقيحها لأسباب أمنية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».