أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن قوات «الجيش السوري الحر» المدعومة من تركيا ستتقدم نحو مدينة الباب السورية التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، مضيفا: «إذا كانت قوات التحالف الدولي مستعدة للتحرك معنا سنقوم بما يجب في الرقة معقل (داعش) أيضًا». إلا أن الرئيس التركي اشترط للمشاركة مع التحالف في الرقة ألا يشارك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكرية ميليشيا «وحدات حماية الشعب» قائلا: «لا نريد تنظيمات إرهابية معنا». ومعلوم أن تركيا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصفه تركيا منظمة إرهابية، بسبب سعيه على مدى أكثر من عقدين من الزمان إلى حكم ذاتي في جنوب شرقي البلاد.
كلام إردوغان جاء أمس في خطاب جماهيري، شدد فيه على القول: «نحن مصرون على طرد المتشددين والمقاتلين الأكراد السوريين من المناطق القريبة من حدودنا ونتقدم نحو مدينة الباب، وإذا أراد التحالف الدولي مشاركتنا في الرقة فنحن ملتزمون بذلك سنذهب إلى هناك.. يجب أن نعد منطقة خالية من الإرهاب». هذا، وترغب تركيا في إقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع بعد تطهيرها من «داعش» والميليشيات الكردية لاستيعاب لاجئين سوريين من سكان المناطق الشمالية على محور بطول نحو 98 كيلومترا من مدينة جرابلس إلى بلدة الراعي وبعمق 45 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن على واشنطن الاختيار بين حلفائها التاريخيين أو المنظمات الإرهابية، وإن بلاده ستتحرك عند الضرورة لتأمين حدودها مع العراق، داعيا بغداد إلى التركيز على إنهاء معسكرات «الكردستاني» بدلا من استفزاز أنقرة.
ونقلت وسائل إعلام عن رئيس الوزراء التركي قوله «إن فشل وعود واشنطن وبغداد للتعامل مع (الكردستاني) و(الحشد) يدفع أنقرة للتدخل»، متابعا «لدينا حدود طويلة مع العراق ولن نقف مكتوفي الأيدي».
من ناحية أخرى أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات أمس السبت عزم تركيا مواصلة مطاردتها الميليشيات الكردية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات في الشمال السوري، وقال إن أنقرة ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا لم ينسحب ما سماه «تنظيم الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية» إلى مكان وجوده شرق الفرات، وواصل التنظيم والميليشيات الكرديان هجومهما على الجيش السوري الحر، الذي يشنّ عمليات ضد تنظيم داعش في إطار عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا في المنطقة في 24 أغسطس (آب) الماضي.
في الوقت نفسه، نفى أردال أطا، والي هطاي (الإسكندرونة) بجنوب تركيا، تقارير إعلامية تحدثت حول دخول دبابات تابعة لبلاده من هطاي المحاذية للحدود السورية، وأردف «الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن دخول الدبابات التركية من هطاي إلى سوريا لا تمت إلى الحقيقة بصلة.. هناك أعمال بناء جدار على الشريط الحدودي، لذلك تم تخصيص دبابتين لتأمين سلامة أعمال البناء، ليس هناك حالة عبور للدبابات إلى الطرف السوري على الإطلاق». وللعلم، تقيم تركيا جدارا خراسانيا بطول حدودها مع سوريا الممتدة لمسافة 911 كيلومترا أنجز منه حتى الآن نحو مائتي كيلومتر، ومن المزمع الانتهاء من الجزء الباقي حتى مايو (أيار) المقبل وسيتم تزويده بكاميرات ونقاط مراقبة لمنع تسلل اللاجئين والعناصر الإرهابية من الاتجاهين. وكانت وسئل إعلام محلية قد ذكرت أمس أن دبابات دخلت من هطاي نحو محافظة إدلب لتضييق الخناق على المقاتلين الأكراد من غرب الفرات؛ لمنع تقدمهم نحو مدينة الباب التي تتقدم باتجاه قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا.
في الوقت نفسه، أرسل الجيش التركي أمس تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته الموجودة في ولاية كيليس الجنوبية الحدودية مع سوريا. ووصلت إلى منطقة الحدود 10 ناقلات للجند تحت حراسة فرق تابعة لقيادة الدرك التركية، وسيتم تعزيز وحدات الجيش المتمركزة على الحدود مع سوريا بهذه العناصر.
أما، ميدانيا، فقصفت القوات التركية بالمدفعية الثقيلة 40 موقعا لتنظيم داعش و6 مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري ضمن إطار عملية «درع الفرات». وأفاد بيان للجيش التركي أن المدفعية التركية استهدفت مواقع «داعش» والميليشيات الكردية وقتل 3 من عناصر الجيش الحر وأُصيب 11 آخرون، جراء هجوم نفذه «داعش» بواسطة سيارتين مفخختين في كل من مدينة أعزاز وقرية تركمان بارح. وأضاف البيان أن قوات التحالف الدولي شنت غارات على مواقع التنظيم في قرية ترحين مما أدى لتفجير عربة لـ«داعش».
إردوغان: «درع الفرات» تتقدّم نحو الباب.. ومستعدون لموقعة الرقة بشروط
يلدريم: على واشنطن الاختيار بين حلفائها أو المنظمات الإرهابية
إردوغان: «درع الفرات» تتقدّم نحو الباب.. ومستعدون لموقعة الرقة بشروط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة