بدء اجتماع باريس لبحث مستقبل الموصل.. والقوات العراقية تواصل تقدمها

الرئيس الفرنسي يحذر من هروب الإرهابيين إلى الرقة في سوريا

بدء اجتماع باريس لبحث مستقبل الموصل.. والقوات العراقية تواصل تقدمها
TT

بدء اجتماع باريس لبحث مستقبل الموصل.. والقوات العراقية تواصل تقدمها

بدء اجتماع باريس لبحث مستقبل الموصل.. والقوات العراقية تواصل تقدمها

ذكرت مصادر عراقية أن القوات المشاركة في العملية العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد)، من سيطرة تنظيم "داعش"، نجحت في تحرير تسع قرى جديدة شمال وجنوب المدينة.
وقال مقداد فارس السبعاوي قائد حشد عشيرة السبعاويين في جنوب الموصل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "تشكيلات من الجيش العراقي في الفرقة 15 والحشد العشائري لعشيرة السبعاويين شنت هجوما صباح اليوم، وتمكنت من استعادة قرى سيداوة والمكوك والخباطة والمناوير والصلاحية والخالدية وخنيصات بعد أن انسحب منها أغلب عناصر داعش منذ ليلة أمس".
في غضون ذلك، قالت مصادر أخرى إن القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية تمكنت من تحرير قريتي باريما والنوران شمال الموصل، وذلك ضمن محور النوران. وتواصل القوات تقدمها باتجاه قرية خورسباد.
وأوضحت المصادر أن "جهاز مكافحة الإرهاب شن هجوما من محور الخازر واقتحم ناحية برطلة شرق الموصل ويشتبك حاليا مع عناصر داعش في الناحية".
من جانبه، أفاد موقع وزارة الدفاع العراقية اليوم، بإحراز قطعات الجيش تقدمًا كبيرًا، حيث سيطرت على قرى الحود والزاكه والزاوية جنوب مدينة الموصل بالقرب من ناحية القيارة، وكبدت عناصر التنظيم المتطرف خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.
ووجهت المدفعية العراقية ضربات نارية، وفق ما أفادت مصادر أمنية، أدت إلى مقتل 18 عنصرًا من "داعش"، بينهم القائد العسكري لمنطقة بطنايا ضمن المحور الشمالي لعمليات نينوى. وتمكنت قطعات عمليات تحرير نينوى من تحرير قرية الخالدية وعين مرمية وطوقت قرية الصلاحية.
من جهة أخرى، وصلت الشرطة الاتحادية إلى تقاطع الشورى ضمن القاطع الجنوبي للموصل، وفرضت سيطرتها عليه، وحاليا ترفع العبوات الناسفة، حيث أُزيلت 30عبوة ناسفة، ودُمرت 4 عجلات مفخخة كما دُمّرت 40 عبوة ناسفة تحت السيطرة من قبل الجهد الهندسي وقتل 37 من "داعش".
ويتوقع أن يشهد اليوم الرابع اقتحام الموصل من 3 محاور في بعشيقة والخازر والقيارة في وقت متزامن، وقد بدأ التحرك ميدانيا بالفعل صباح اليوم.
وكانت القوات العراقية واصلت أمس، تقدمها داخل الحمدانية، لا سيما في "قرقوش"، أكبر المدن المسيحية في العراق والواقعة في سهل نينوى شرق الموصل.
ورغم التأكيدات المتكررة لرئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بأن ميليشيات الحشد لن تدخل الموصل وتحذيرات منظمات إنسانية من تكرار ارتكاب هذه الميليشيات لانتهاكات أسوة بما حصل في مناطق أخرى دخلتها، إلّا أنّ هذه الميليشيات أقرّت أمس، في اليوم الثالث من تحرير الموصل، بالمشاركة في المعركة.
وجاء في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الحشد الشعبي سيكون ظهيرًا للقوات الأمنية من المحاور الغربية تحديدًا في تلعفر، مضيفًا أنّ الحشد سيساند القوات العراقية المتجهة نحو مركز الموصل.
وستؤدي السيطرة على تلعفر إلى قطع طريق الهروب فعليًا أمام مقاتلي تنظيم "داعش" الذين يريدون دخول سوريا المجاورة.
وقد أعلن العبادي اليوم، أن القوات العراقية تتقدم "بأسرع مما هو متوقع" في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم "داعش". قائلًا عبر الفيديو من بغداد بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة بشأن المستقبل السياسي لثاني مدن العراق، إن القوات العراقية "تتقدم بأسرع مما كنا نتوقع ومما خططنا له" في اتجاه الموصل.
ويشارك في الاجتماع الذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عشرون بلدًا ومنظمة، منها الولايات المتحدة وتركيا وايران ودول الخليج ودول اوروبية. وسيترأس المناقشات وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت ونظيره العراقي ابراهيم الجعفري.
ويعقد الاجتماع قبل أيام من لقاء في باريس أيضًا سيضم أبرز وزراء الدفاع في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش"، لمناقشة ظروف معركة الموصل.
وشنت القوات العراقية ليل الاحد /الاثنين، هجوما لاستعادة الموصل التي يحتلها تنظيم "داعش" منذ يونيو (حزيران) 2014.
وحذر الرئيس الفرنسي من فرار المتطرفين من الموصل إلى الرقة، معقل التنظيم في سوريا، خلال الهجوم العراقي المدعوم من التحالف الدولي. وقال "علينا أن نتحرك على أفضل وجه على صعيد ملاحقة الارهابيين الذين بدأوا مغادرة الموصل للوصول إلى الرقة"، مضيفًا "لا يمكن أن نقبل باختفاء الذين كانوا في الموصل". وتابع "يجب بذل كل الجهود لتأمين حماية المدنيين المعرضين للخطر اليوم في مناطق القتال والذين يستخدمهم تنظيم داعش دروعا بشرية. يجب أن نتصرف بإذن صريح من الحكومة العراقية وفي اطار الاحترام التام لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي".
كما أعلن الرئيس الفرنسي أنّ "معركة الموصل حاسمة لأنها تضرب تنظيم داعش في معقله".
من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي أنّ "حربنا في الموصل هي حرب عراقية من أجل العراقيين، من أجل الدفاع عن الاراضي العراقية".



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.