موسكو تبحث مع تل أبيب رفع مستوى التنسيق في سوريا

تخوف إسرائيل من إدخال صواريخ روسية متطورة

موسكو تبحث مع تل أبيب رفع مستوى التنسيق في سوريا
TT

موسكو تبحث مع تل أبيب رفع مستوى التنسيق في سوريا

موسكو تبحث مع تل أبيب رفع مستوى التنسيق في سوريا

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، عن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرر التجاوب مع طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إجراء تعديلات على مستوى التنسيق العسكري بين الطرفين حول سوريا. وسيرسل رئيس وزرائه، دميتري ميدفيديف، لزيارة لإسرائيل والبحث في الموضوع.
وقالت هذه المصادر، إن مدييدف سيصل إلى تل أبيب في العاشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ومع أن العنوان الرسمي للزيارة سيكون «الاحتفاء بمرور خمسة وعشرين عاما على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين»، فإن مصادر سياسية اعتبرت هذا العنوان مجرد غطاء. وأكدت أن «موسكو أبدت تفهما كبيرا لشكاوى إسرائيل وقررت تعميق التنسيق معها».
وأصدرت سفارة روسيا لدى إسرائيل بيانا قالت فيه، إن محادثات ستنطلق، الشهر المقبل، لإقامة منطقة تجارة حرة بين إسرائيل والمجموعة الاقتصادية الآورو – آسيوية، التي تضم معظم جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا، وأن ميدييدف ونتنياهو سيفتحان هذه المحادثات.
وكانت إسرائيل قد أعربت عن قلقها من إدخال صواريخ روسية متطورة إلى الأراضي السورية، واعتبرته تطورا دراميا من شأنه أن يؤدي إلى إسقاط طائرات إسرائيلية فوق سوريا. وقالت في حينه إنه «إذا لم تستخدم روسيا هذه الصواريخ ضد إسرائيل، فإن أحدا لا يضمن ألا يقع بعضها بأيدي (حزب الله) أو قوات الأسد. وفي الحالتين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطور حربي خطير». وقد بادر نتنياهو إلى الحديث مع بوتين في الموضوع، موضحا قلقه الشديد. وطلب رسميا أن يتم تعديل الاتفاق الموقع بينهما للتنسيق العسكري في أجواء سوريا بحيث يبدد مخاوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. ووعد الرئيس الروسي بالتجاوب مع طلب نتنياهو في أسرع وقت. وفي يوم أمس تبين أن ميدفيديف هو الذي سيقود هذه المحادثات، بمشاركة نائب رئيس أركان جيشه.
المعروف أن إسرائيل تطلق طائراتها باستمرار إلى الأجواء السورية؛ بغرض التجسس والمراقبة، بدعوى منع نقل أسلحة سوريا وإيرانية إلى ما يسمى «حزب الله» في لبنان. وقد نفذت عمليات قصف واغتيالات كثيرة خلال العقد الأخير بهذه الطريقة، من دون أن تعترضها المضادات الأرضية أو الجوية السورية. وعندما دخلت القوات الروسية إلى سوريا، سارع البلدان إلى توقيع اتفاق تنسيق يضمن ألا تعترض إسرائيل على النشاط الروسي، ولا تعترض روسيا على النشاط الإسرائيلي في سوريا. وقد صمد الاتفاق عبر امتحانات عدة. وعندما حصل خلل في التنسيق سارعا إلى تسويته بالتفاهم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.