الفصائل المعارضة ترفض الخروج من حلب.. ووفاة أول طفل نتيجة الحصار

الأمم المتحدة تُبلغ سكان الجهة الشرقية بأنّها غير معنية بالهدنة الروسية

الفصائل المعارضة ترفض الخروج من حلب.. ووفاة أول طفل نتيجة الحصار
TT

الفصائل المعارضة ترفض الخروج من حلب.. ووفاة أول طفل نتيجة الحصار

الفصائل المعارضة ترفض الخروج من حلب.. ووفاة أول طفل نتيجة الحصار

اتخذت فصائل المعارضة السورية التي تقاتل في مدينة حلب في الشمال السوري قرارًا نهائيًا برفض ما سمي بـ«المبادرة» الروسية، التي تقضي بإخراج المقاتلين من الأحياء الشرقية خلال هدنة الـ8 ساعات المرتقبة اليوم الخميس، والتي أعلنت روسيا أمس أنها ستحددها لتصبح 11 ساعة.
وكشفت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أنّه وبعكس كل ما يُشاع عن وساطات لتسليم المنطقة الشرقية، فقد اتخذ عدد من الفصائل قرارًا بشن هجوم كبير على الأحياء الغربية للتخفيف من الحصار المفروض على نحو 300 ألف شخص منذ 3 أشهر.
وقال ملهم عكيدي، نائب القائد العام لتجمع «فاستقم كما أُمرت»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الثوار قرروا البقاء في المدينة والصمود»، لافتًا إلى «إجماع الفصائل على الدفاع عن حلب والقتال حتى النفس الأخير». وإذ أكد عكيدي أن «لا ثقة للمدنيين بأن من يقتلهم سيؤمن لهم ممرًا آمنًا للخروج»، اعتبر أن مهلة الـ8 ساعات لا تكفي للقيام بأي عمل إنساني لإغاثة الأهالي والتخفيف عنهم، مشيرًا إلى أن «المبادرة الروسية ككل أشبه بفقاعة إعلامية تحاول موسكو من خلالها تجميل صورتها بعد كل المجازر التي ارتكبتها في المدينة».
بدوره، اعتبر المقدم محمد جمعة بكور (أبو بكر) قائد «جيش المجاهدين»، أن «خروج الثوار من مدينة حلب، تبعًا للمقترح الروسي، أمر غير ممكن»، مؤكدًا أن «الثوار الموجودين في الأحياء في مدينة حلب، هم موجودون للدفاع عن الأعراض وأرض حلب».
إنسانيًا، سُجلت أول من أمس حالة وفاة في صفوف المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية لحلب نتيجة نقص الغذاء والدواء، بعد شهر على حملة هي الأشرس والأعنف على المدينة. وأفادت شبكة «شام» بأن الطفل مصطفى خليل إيبو، البالغ من العمر أربعة أشهر، توفي أمس، في حالة هي الأولى من نوعها، نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية جراء الحصار المفروض من قِبَل قوات نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
وبدا لافتًا، ما قاله الدكتور حمزة الخطيب، مدير مشفى «القدس» الواقع في أحياء حلب الشرقية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الأمم المتحدة أبلغتهم بأنّها غير معنية بالهدنة الروسية، وليست مستعدة لإدخال المساعدات وإخلاء الجرحى بغياب أي ضمانات من الأطراف التي تقوم بقصف المدينة. وتساءل الخطيب: «كيف يقبل أي إنسان عاقل بأن ينصاع لوعود الروس ويقبل بالخروج من المدينة عبر ممرات آمنة يحددها الطرف نفسه الذي يرتكب المجازر في حلب؟!» وأضاف: «المخاوف التي تتضاعف، هي أن تشتد الحملة العسكرية علينا بعد انتهاء الاستراحة الروسية».
واعتبرت الأمم المتحدة، أمس، أن هدنة الثماني ساعات المقررة اليوم «غير كافية». وطلبت ضمانات أمنية من كل أطراف النزاع في سوريا. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية جينس لارك خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «قبل أن نفعل أي شيء معقول، نحتاج الضمانات من كل الأطراف».
وفي ما بدا أنّه خطوة مدروسة ومنسقة، حاولت المواقع التابعة لما يسمى «حزب الله» والنظام السوري، كما لروسيا في الساعات الـ48 الماضية، إشاعة جو عن استعداد المقاتلين للخروج من الأحياء الشرقية. وأورد «الإعلام الحربي» التابع للحزب، خبرًا مفاده «وصول عدد من الباصات إلى منطقة الملعب البلدي في حلب تمهيدًا لإخراج المسلحين من الأحياء الشرقية»، متحدثا عن «مساع لهيئات المجتمع المدني ترمي إلى إخراج أعداد أو مجموعات من المسلحين» من هذه الأحياء. وهي معلومات نفتها جملة وتفصيلا المعارضة ومصادر ميدانية في الجهة الشرقية من مدينة حلب.
واعتبر سمير نشار، عضو الائتلاف السوري المعارض، أن الهدنة التي أعلنتها موسكو من طرف واحد هدفها «امتصاص نقمة الرأي العام الدولي، وبالتحديد الأوروبي الذي تحرك بشكل كبير أخيرا»، متسائلاً: «كيف يعتقدون أن نحو 10 آلاف مقاتل أغلبيتهم الساحقة من أبناء حلب سيغادرونها ويتركون أهلهم فيها؟».
وأعرب نشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن تخوفه من فرض سيناريو داريا ومعضمية الشام وحي الوعر على حلب من خلال الدفع باتجاه «التهجير القسري»، إلا أنه اعتبر أن الوضع في المدينة التي يتحدر منها «يختلف تماما مع وجود نحو 300 ألف شخص داخلها لا يمكن لأي منطقة أخرى أن تستوعبهم». وقال: «الأرجح أن الصراع سيستمر، وبالتالي المأساة الإنسانية الكبيرة بانتظار تحول ما بالموقف الأميركي، نظرًا إلى أن واشنطن الطرف الوحيد القادر على التصدي للوضع القائم».
ميدانيًا، عاشت الأحياء الشرقية في مدينة حلب يوما ثانيا من دون أن تتعرض لغارات روسية وسوريا، فيما استمرت الاشتباكات على محاور عدة في المدينة وخصوصا المدينة القديمة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث أيضا عن «فتح فصائل المعارضة نيران قناصيها على مناطق في حي المشارقة الذي تسيطر عليه قوات النظام في المدينة حلب، وسقوط عدة قذائف أطلقتها قوات النظام على مناطق في حي المرجة، وأماكن أخرى في القسم الشرقي من مدينة حلب، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محور 1070 شقة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وسط معلومات عن تقدم للفصائل وسيطرتهم على مبانٍ في المنطقة».
من جهته، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بـ«سيطرة فصائل المعارضة على 12 مبنى في الجهة الشمالية من مشروع 1070 شقة جنوبي حلب، بعد اشتباكات مع القوات النظامية والميليشيات الأجنبية المساندة لها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.