الملك سلمان يستجيب لطلب هادي وقف الأعمال القتالية للتحالف وإطلاق النار في اليمن

استمرار الحظر والتفتيش والاستطلاع الجوي والبحري لأي تحركات للحوثيين وقوات صالح

الملك سلمان يستجيب لطلب هادي وقف الأعمال القتالية للتحالف وإطلاق النار في اليمن
TT

الملك سلمان يستجيب لطلب هادي وقف الأعمال القتالية للتحالف وإطلاق النار في اليمن

الملك سلمان يستجيب لطلب هادي وقف الأعمال القتالية للتحالف وإطلاق النار في اليمن

أعلنت قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عن التزامها بوقف إطلاق النار وإيقاف الأعمال القتالية في اليمن، وذلك بعد استجابة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، في رسالته الموجهة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، بتاريخ 19/ 10/ 2016م.
وقال التحالف، إنه تقرر البدء في وقف إطلاق النار اعتبارًا من الساعة 59: 11 مساءً بتوقيت اليمن يوم الأربعاء 18 محرم 1438هـ، الموافق 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2016م، ولمدة ثلاثة أيام، وفقًا لما ورد في رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني «الشقيق»، مبينًا أن قوات التحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها.
وكان الرئيس هادي، أرسل رسالة للملك سلمان، جاء فيها: «الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله.
أبعث لكم يا خادم الحرمين الشريفين بأطيب تحياتي وتقديري، وأود إبلاغ مقامكم الكريم بأنه من خلال التحركات الدولية والإقليمية بين الأمم المتحدة وبيننا ودول التحالف تم التوافق على إعلان وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة وفق شروط، أهمها: التزام الحوثيين وحلفائهم بوقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وعلى رأسها مدينة تعز وفتح الحصار عنها، وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة إلى ظهران الجنوب. ورغبة منا في تنفيذ ذلك، فقد تقرر الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، اعتبارًا من يوم الأربعاء الموافق 19/ 10/ 2016م الساعة الحادية عشرة وتسع وخمسين دقيقة مساءً تتوقف فيها الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف، وفي حال استمرار قيام الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها.
إنني آمل منكم يا خادم الحرمين الشريفين، ومن إخوانكم قادة دول التحالف، التكرم بدعم هذه الخطوة في سبيل سعينا لتحقيق الأمن والاستقرار لبلادنا، مثمنًا لكم دعمكم ونبيل مواقفكم في اليمن قيادة وشعبًا، شاكرين لكم مسبقًا تعاونكم المعهود، ودمتم سندًا وعونًا، وتقبلوا خالص الاحترام».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.