مكاوي لـ «الشرق الأوسط» : الحوثيون يريدون العبث بالمنطقة تنفيذًا لأوامر إيرانية

مستشار الرئيس اليمني أكد أنهم يواجهون كل فرص السلام بخطوات تصعيدية

مكاوي لـ «الشرق الأوسط» : الحوثيون يريدون العبث بالمنطقة تنفيذًا لأوامر إيرانية
TT

مكاوي لـ «الشرق الأوسط» : الحوثيون يريدون العبث بالمنطقة تنفيذًا لأوامر إيرانية

مكاوي لـ «الشرق الأوسط» : الحوثيون يريدون العبث بالمنطقة تنفيذًا لأوامر إيرانية

أكد ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني، عدم جدية الانقلابيين في الالتزام بالهدنة وتحقيق السلام في اليمن، مبينا أن ذلك يتجلى من خلال الخطوات التصعيدية التي يقومون بها، وآخرها نيتهم الإعلان عن تشكيل ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني خلال اليومين المقبلين. واعتبر مكاوي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أمس، «التصعيد في الاتجاه المعاكس هو ديدن الانقلابيين، وهي ليست المرة الأولى التي يحاولون فيها تقويض كل فرص السلام في اليمن»، وقال: «دائمًا يقابلون كل خطوة إيجابية تعلنها الحكومة والتحالف ويتبناها المجتمع الدولي من خلال إعلان خطوات تصعيدية أخرى لأنهم لا يريدون السلام، وخلال الفترة الماضية عندما طرح المبعوث الأممي رؤيته خلال مشاورات الكويت كان هناك تصعيد عبر إعلان ما سمي المجلس السياسي، وانتقلوا الآن لموضوع الضغط باتجاه تشكيل الحكومة». وتابع: «هذه خطوات تصعيدية لمن لا يريد السلام، نحن نقول بشكل واضح: هذه القوى لا ترغب في تحقيق السلام بل تريد العبث بهذه الأرض وبأمن واستقرار إخوتنا وجيراننا في السعودية والخليج العربي، وهي خطة شاملة كتبت في إيران على حساب الدم العربي، وهؤلاء ما هم إلا عملاء ومرتزقة للملالي الإيرانية».
وبحسب مكاوي: «يفترض أن يعي المجتمع الدولي بشكل واضح أن هذه الجماعات لا ترغب في السلام»، وأردف أن «الدليل على ذلك ما حصل في مياه البحر الأحمر بتوتير الملاحة البحرية والاعتداءات على السفينة الإغاثية الإماراتية، واستهدفت البوارج الأميركية بهدف إشعال فتنة تحدث توترا مستداما، هؤلاء جماعة إرهابية ويجب على المجتمع الدولي اعتبارهم جزءا من الإرهاب مثل (داعش) و(القاعدة) و(حزب الله)، لأنهم يخلقون حالة اللااستقرار والتوتر في المياه الإقليمية التي كانت دائمًا مستقرة وآمنة وهي ممر مائي للمصالح الدولية عمومًا».
ويقول مكاوي: «من خلال تجاربنا السابقة في الفترة الماضية لم نلمس أي نوع من الالتزام من هذه العصابات بالهدن». واستطرد: «باعتقادي أن هذه الهدنة رغم موافقتنا عليها حكومة وموافقة التحالف في هذا الاتجاه، وجميعنا نرمي إلى تحقيق السلام في اليمن ومنطقتنا العربية، فإن التجربة كما أشرت واضحة لدينا بأن هذه الجماعة الضالة لن تلتزم بها، وإن بعضهم أعلن التزامهم، لكننا نقول إن القرار ليس بيدهم بل إيراني محض، وإيران لا تريد لمنطقتنا العربية أن تستقر والشواهد على ذلك كثيرة منها تهريب السلاح، والصواريخ ذات الصناعة الإيرانية وغيرها».
ورغم ذلك، شدد ياسين مكاوي على أن «الشرعية تحاول أن تدفع عن الشعب اليمني هذه الحرب الظالمة التي ارتكبها الحوثيون مع حليفهم الشيطاني صالح»، وقال: «سنتمسك بكل هدنة وجادون في هذا الأمر، إلا أننا لن نقبل أن تتوسع هذه الميليشيات وتزيد العبث من خلال هذه الهدن التي تعلن، نريد أن نحقق غاية شعبنا بالاستقرار والسلام لكننا سنقف في مواجهة أي خلل يحدث للانقضاض على هذه الهدنة، والهدنة ستخفف، إذا نفذت والتزم الطرف الآخر بها، كثيرا من المآسي التي ارتكبت بحق شعبنا من قبل هذه العصابة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.