حقائب بخفة الريش ونقشاته

الترف العصري يعني السفر.. من دون مغامرة بالذوق

حين كان السفر ترفًا يقتصر على النخبة كانت حقائب «لويس فويتون» تعكس معنى هذا الترف - حقيبة «تيغرا لايت» من «تومي» - حقيبة «سينكلير بلير» من شركة «تومي» - حقيبة سفر من «لويس فويتون» يمكن لصاحبها أن يكتب عليها الأحرف الأولى من اسمه أو أي تفاصيل إضافية
حين كان السفر ترفًا يقتصر على النخبة كانت حقائب «لويس فويتون» تعكس معنى هذا الترف - حقيبة «تيغرا لايت» من «تومي» - حقيبة «سينكلير بلير» من شركة «تومي» - حقيبة سفر من «لويس فويتون» يمكن لصاحبها أن يكتب عليها الأحرف الأولى من اسمه أو أي تفاصيل إضافية
TT

حقائب بخفة الريش ونقشاته

حين كان السفر ترفًا يقتصر على النخبة كانت حقائب «لويس فويتون» تعكس معنى هذا الترف - حقيبة «تيغرا لايت» من «تومي» - حقيبة «سينكلير بلير» من شركة «تومي» - حقيبة سفر من «لويس فويتون» يمكن لصاحبها أن يكتب عليها الأحرف الأولى من اسمه أو أي تفاصيل إضافية
حين كان السفر ترفًا يقتصر على النخبة كانت حقائب «لويس فويتون» تعكس معنى هذا الترف - حقيبة «تيغرا لايت» من «تومي» - حقيبة «سينكلير بلير» من شركة «تومي» - حقيبة سفر من «لويس فويتون» يمكن لصاحبها أن يكتب عليها الأحرف الأولى من اسمه أو أي تفاصيل إضافية

لو سألت أي شخص، رجلا كان أم امرأة، عن معنى الترف في الوقت الحالي، لجاءتك ردود تتنوع حسب الشخصية والبيئة والثقافة، لكن غالبا ما تصب في خانة الوقت والسفر. ترف الوقت للراحة والجلوس مع النفس أو الأحبة أو السفر إلى أماكن بعيدة ينسون فيها روتين الأيام العادية ومتطلبات العمل وضغوطاته.
فالترف بمعناه الجديد لم يعد مجرد شراء آخر صيحات الموضة أو أغلى حقيبة يد فحسب، بل أصبح يشمل العوم مع الدلافين، أو حجز جزيرة بمناظر خلابة ونائية لا يصلها كل من هب ودب، وبالتالي لا تزال تتمتع بوحشيتها وعذريتها.
هؤلاء يريدون عيش وخوض تجربة لا مثيل لها تبقى معهم للأبد، بعضهم ينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها بطاقة سلام للأصدقاء وبعضهم للتباهي، بينما يتوخى البعض الآخر السرية التامة خوفا على خصوصيتهم من أن تُخترق. وبالفعل تشير الأرقام إلى أن صناعة السفر بدأت تنافس صناعة الموضة في تصدرها الأولويات، حيث قفزت بنسبة 48 في المائة في الخمس سنوات الأخيرة. ففي عام 2014 مثلا قام عشاق السفر المرفه بنحو 46 مليون رحلة عالمية، تُرجمت في 172 مليار يورو، حسب تقرير نشرته «ذي وورلد ترافل مونيتر»، الأمر الذي يشير إلى أن الترف توسع ولم يعد يقتصر على حقائب يد من أغلى الجلود أو ساعات فاخرة ولا على أزياء لا مثيل لها فحسب.
الجميل في هذا الترف، أنه ديمقراطي، وجزء من الحياة، بحيث لم يعد يقتصر على الطبقات النخبوية أو المُقتدرة. فوسائل النقل أرخص ومتوفرة للجميع مقارنة بما كانت عليه منذ قرن تقريبا، بفضل تطور الطيران وانتشاره. الأهم هنا أنه بعد فترة من الانتشار، بدأ يستعيد نخبوية أيام زمان، فمثلا، في عام 2015 شجع تنامي الثروة في الصين 120 مليون صيني للسفر إلى الخارج. وغني عن القول إن هؤلاء أسهموا في تحريك سوق المنتجات المترفة بنسبة 229 مليار دولار، نظرا لتعطشهم لكل ما هو جديد، الأمر الذي شد انتباه صناع الموضة، وشجعهم على التوجه إلى هذه السوق بلغة يفهمونها ويقدرونها.
فقد انتبهوا إلى أن قطاع السفر لا ينافسهم بقدر ما يُنعشهم ويُحرك بضائعهم، لهذا استغلوه بطرح إكسسوارات تعكس المكانة والذوق وفي الوقت ذاته تأخذ بعين الاعتبار أنها يجب أن تعزز أحاسيس المتعة والجمال عوض التعب والألم. نعم الألم، إذا تذكرنا حقائب سفر أيام زمان التي كانت على شكل صناديق ضخمة يحمل فيها المسافر المرفه كل ما يحتاجه لعدة أشهر.
ففي ذلك الوقت، كانت الوسيلة الوحيدة للتنقل تتم عبر البواخر التي تستغرق وقتا طويلا لكي تصل إلى وجهتها، وبالتالي كان يحتاج أن يحمل كل ما من شأنه أن يمنحه الطمأنينة والراحة التي تعود عليهما في بلده الأم. لكن شتان بين حقائب زمان وبينها اليوم. فرغم أن هذه الصناديق أصبحت من التحف ويمكن أن تباع في المزادات بأسعار خيالية، فإنها تبقى ضمن الديكورات والذكريات أكثر منها للاستعمال الفعلي.
فنحن نستعمل حاليا طائرات لا تستغرق سوى بضع ساعات لتحملنا من قارة إلى أخرى، وكل ما نحتاجه ولا نحمله معنا قد يتوفر في المكان الذي نتوجه إليه، لهذا فنحن لا نحتاج إلى صناديق بقدر ما نحتاج إلى حقائب خفيفة تعكس هذه السهولة. صناع الإكسسوارات والمتخصصين في حقائب السفر، مثل «لويس فويتون» الفرنسية و«تومي» الأميركية وغيرهما، كانوا على أتم الاستعداد لدخول التحدي، ما دام الهدف هو كسب ود زبون باحث عن الرفاهية، أو الحفاظ على ولائه. من هذا المنطلق كثفوا كل الجهود للبحث عن مواد وخامات جديدة وتقنيات متطورة تجعل حقيبة السفر متعة للعين والاستعمال على حد سواء. والمقصود هنا أن تكون أنيقة بألوانها وأشكالها، وعملية بخفة وزنها وعجلاتها التي تجعل سحبها بسهولة حقيبة يد إن لم تكن أسهل.
وإذا كانت حقائب «لويس فويتون» تخاطب فئة معينة من الناس، أغلبهم توارثوا حبها من أجدادهم وآبائهم نظرا لتاريخها الطويل، إضافة إلى شرائح جديدة تعشق لونها الكلاسيكي ونقشاتها المعروفة، التي تعكس قدراتهم الشرائية، فإن حقائب شركة «تومي» الأميركية، ورغم أنها تأسست في عام 1975 فقط، تخاطب شرائح رجال الأعمال في الغالب، بفضل خفة وزنها وموادها التي تشبه تلك التي تستعملها «ناسا» أحيانا لضمان دوامها.
واعترافا منها بأهمية السفر في حياة الناس عموما، والطبقات المرفهة خصوصا، عينت في يوليو (تموز) من عام 2015 النيويوركي مايكل بيتري مديرا إبداعيا فيها، حتى يتفرغ لها تماما، ويُبدع لها أشكالا جديدة.
وبالفعل طرح لخريف وشتاء 2016 حقائب استوحاها من الشرق الأقصى، وتحديدا من اليابان، بألوانها الطبيعية ونقشات تجسد أشجارها الباسقة وفن الأوريغامي أو بعض الكائنات الحية التي تعكس ثقافة اليابان وبعض معتقداته، بما في ذلك الخط الياباني بحروفه الفنية التي خطها بأسلوب تجريدي. لكن قوتها لا تكمن في الشكل فحسب، بل أيضا في التقنيات المستعملة والتي تجعلها صلبة وخفيفة الوزن في الوقت ذاته، وهذا أولا وأخيرا ما يريده المسافر العارف.
«لويس فويتون» بدورها لا تريد أن تعيش على ذكريات الماضي، ودخلت المنافسة باستعانتها مؤخرا بالمصمم الصناعي مارك نيوسن، كونه عاشقا للسفر من جهة، ولأنه مبدع خاض كل مجالات التصميم من أقلام الحبر إلى الطائرات. الجميل فيها أنه صممها من منظور رجل يحب السفر وليس من منظور تجاري أو فني فحسب. فقد حرص أن تأتي بمواد صلبة لمقاومة الصدمات والمعاملة الخشنة في المطارات، وبطبقات متعددة لترتيب كل ما يحتاجه خلال سفره.
استغرق تصميم هذه الحقيبة نحو 18 شهرا، حيث تخلص فيها من كل الزوائد الداخلية والتفاصيل التي لا حاجة إليها، حتى يزيد من قدرتها على استيعاب الأغراض ويخفف من وزنها، وهذا هو عز الطلب. لكن هذه الحقيبة ليست التطور الوحيد التي شهدته الدار في هذا المجال، ففي كل موسم تبتكر فكرة جديدة للحفاظ على ولاء زبائنها وحصتها من السوق، من نقش الأحرف الأولى من اسم الزبون على الحقائب إلى إضافة تفاصيل تعكس أسلوبه وحياته وتجعله يشعر بأن الحقيبة مصممة من أجله هو ولا أحد غيره، لأن هذا هو الترف برأيه وهو أيضا الترف الذي تتوق الدار إلى تحقيقه.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.