هدوء في حلب.. وجهود دبلوماسية في برلين

روسيا تتهم سلاح الجو البلجيكي بقتل 6 مدنيين بأحد أحيائها

هدوء في حلب.. وجهود دبلوماسية في برلين
TT

هدوء في حلب.. وجهود دبلوماسية في برلين

هدوء في حلب.. وجهود دبلوماسية في برلين

دخلت الاحياء الشرقية في مدينة حلب السورية اليوم (الاربعاء)، يومها الثاني من دون أن تتعرض لغارات روسية وسورية، عشية هدنة انسانية أعلنت عنها موسكو بهدف إجلاء مدنيين ومقاتلين من المنطقة المحاصرة.
وتتزامن المبادرة الروسية التي لا يعرف ما إذا كانت ستلقى صدى في أوساط سكان الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، مع تواصل الجهود الدبلوماسية بشأن سوريا، إذ يعقد قادة ألمانيا وروسيا وفرنسا اجتماعا اليوم في برلين.
في ذلك، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "ليست هناك غارات جوية منذ صباح الثلاثاء حتى الآن".
وجاء إعلان موسكو وقف القصف الجوي الروسي والسوري على مدينة حلب قبل يومين من هدنة إنسانية من ثماني ساعات، جاءت بمبادرة روسية على أن يبدأ تطبيقها عند الساعة الثامنة (5:00 ت غ) من صباح الخميس.
وتهدف الهدنة وفق موسكو، إلى فتح الطريق أمام اجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين بمغادرة الاحياء الشرقية.
من جانبه، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني أو "الخوذ البيضاء" ابراهيم ابو الليث لوكالة الصحافة الفرنسية "الحمدلله ليس هناك طيران حاليًا، ولكن هناك قذائف وراجمات صواريخ". مضيفًا أنّ "السكان لا يزالون خائفين لأنّهم لا يثقون بالنظام وروسيا".
ورغم وقف الغارات، تستمر الاشتباكات على محاور عدة في المدينة وخصوصًا المدينة القديمة، وفق المرصد.
وخلال زيارة إلى باريس أمس، قال نائب رئيس "الخوذ البيضاء" عبد الرحمن المواس "منذ مطلع العام أعلن وقف لاطلاق النار ثلاث مرات ولم يفض إلى شيء. ولا أي نتيجة. لم نعد نؤمن بذلك".
ويعيش 250 الف شخص في شرق حلب في ظروف انسانية صعبة في ظل الغارات والحصار وتعذر ادخال المواد الغذائية والادوية والمساعدات منذ ثلاثة اشهر.
واستغل السكان الثلاثاء توقف الغارات للخروج من منازلهم وشراء المواد الغذائية التي لا تنفك تتضاءل كمياتها في السوق.
من جهتها، شككت الولايات المتحدة في الإعلان الروسي المفاجئ الذي أدرجه الكرملين في اطار "بادرة حسن نية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي "سبق أن شهدنا هذا النوع من الالتزامات والوعود، وشهدنا أنّه لم يتم الايفاء بها". فيما اتهم الغربيون روسيا بارتكاب "جرائم حرب" في المدينة.
دبلوماسيا، تستضيف برلين اليوم، "اجتماع عمل" بشأن سوريا يجمع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند.
وأوردت مصادر في الرئاسة الفرنسية أنّ الهدف من الاجتماع هو "ايصال الرسالة نفسها إلى فلاديمير بوتين بشأن سوريا: وقف دائم لاطلاق النار في حلب وايصال المساعدات الانسانية لوقف المأساة في هذه المدينة".
إلّا أنّ ميركل قالت إنّها لا تتوقع تحقيق "معجزة" خلال اللقاء.
على صعيد آخر، اتهمت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم، سلاح الجو البلجيكي المشارك في التحالف الدولي بقيادة واشنطن بقتل ستة مدنيين واصابة اربعة آخرين بجروح اثر "عملية قصف ادت إلى تدمير منزلين" ليل الاثنين/الثلاثاء في منطقة حساجك في حلب.
لكن وزارة الدفاع البلجيكية نفت الاتهامات الروسية اليوم.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة لورانس مورتييه لوكالة الصحافة الفرنسية "لم نكن في المنطقة. لا علاقة لنا بالهجوم المذكور".
وفي تطور لاحق، استدعت وزارة الخارجية البلجيكية السفير الروسي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البلجيكية ديدييه فاندرهاسلت لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن على اتصال مع السفير الروسي بهدف استدعائه خلال النهار".
من جهتها، علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا ساخرة على فيسبوك أنّها "تنتظر تنديدًا شديد اللهجة من وزارة الخارجية الاميركية للضربات التي تستهدف مدنيين".
وتابعت المتحدثة "اعتقد أنّه لن يكون من الصعب العثور على صور القتلى لاطلاق حملة مناسبة على سي ان ان"؛ في اشارة إلى ردود الفعل القوية التي اثارتها صورة الطفل عمران (5 سنوات) الناجي من القصف على حلب التي تنوقلت في مختلف انحاء العالم.
وفي جنيف، يبحث عسكريون روس وأميركيون وسعوديون وقطريون وأتراك اليوم، في سبل تحديد مواقع الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام وفصلها عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اعتبر أنّ وقف الغارات الجوية على حلب قد يساعد في نجاح محادثات تتمحور حول "الفصل بين المعارضة المعتدلة والارهابيين" في المدينة.
ويعد الفصل بين الجماعات المتطرفة والفصائل المقاتلة من النقاط الاكثر تعقيدًا في المفاوضات الروسية الاميركية بشأن سوريا.
واتهمت موسكو واشنطن بحماية "جبهة فتح الشام"، بينما تتهمها الولايات المتحدة باستهداف الفصائل التي تصنفها بالمعتدلة، مؤكدة ان جبهة فتح الشام بالنسبة اليها مجموعة "ارهابية".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا انتونوفا اليوم "في كل مرة يقول الاميركيون إنّه من المستحيل تحقيق هذا الفصل من دون وقف لاطلاق النار"، مضيفة "الشرط الذي تم طرحه، خصوصًا من زملائنا الاميركيين، تم تحقيقه الآن"؛ في اشارة إلى وقف الغارات الجوية والهدنة الانسانية في حلب.
وتقدر الامم المتحدة بـ900 عدد عناصر جبهة فتح الشام في شرق حلب، في وقت يقدر المرصد السوري العدد ب400 من أصل نحو 15 الفا مقاتل معارض.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.