يلتقي المرشح الجمهوري دونالد ترامب مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون للمرة الثالثة والأخيرة في مناظرة تلفزيونية مساء غد الأربعاء. وتعقد المناظرة في جامعة نيفادا بمدينة لاس فيجاس، ويديرها مذيع شبكة «فوكس» كريس والاس لمدة 90 دقيقة متّصلة.
ويتوقع المحللون والخبراء أن تشهد المناظرة الثالثة نقاشا مثيرا وحاميا على خلفية الاتهامات المتزايدة للمرشح الجمهوري بالتحرش بعدد من النساء، وفي الوقت الذي تواجه فيه المرشحة الديمقراطية موقفا صعبا تزامنا مع تسريب رسائل البريد المتعلقة بها عبر «ويكيليكس» بشكل يومي. وتشتعل المنافسة مع انطلاق العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، والتي تجري بعد ثلاثة أسابيع فقط في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).
ويشير المحللون إلى أن تراجع حظوظ ترامب في استطلاعات الرأي تشير إلى أن المناظرة الثالثة قد تكون الفرصة الأخيرة له لعرقلة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون من تحقيق الفوز في المناظرة، ومن الاقتراب من الفوز بالانتخابات بعد أن خسر بالفعل جولتين من المناظرات. ومن المتوقع أن تركز نقاشات المناظرة الثالثة على دور المحكمة العليا ومشاكل الهجرة غير القانونية.
يواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب موقفا صعبا بعد قنبلة تسريب فيديو يسيء فيه للنساء، متبوعة بكثير من الدعاوى لعدة سيّدات اتهمنه بالتحرش بهن والقيام بتصرفات غير لائقة. وقد أدى ذلك إلى تراجع حظوظ ترامب وانخفاض تأييد الناخبين له، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن 60 في المائة من الناخبين أصبحوا ينظرون لترامب بصورة سلبية. ويقول المحللون إن المرشح الجمهوري واجه ثلاثة أسابيع قاسية منذ المناظرة الأولى أواخر الشهر الماضي، بما يشبه السقوط الحر. وقد تعمّقت مشكلات المرشح الجمهوري دونالد ترامب مع الناخبات بعد تقدّم عشر سيدات بقصص يدّعين فيها أن ترامب أقدم على سلوك غير لائق وتحرش بهن دون موافقتهن. وقد أدى ذلك بعد تسريب الفيديو المسيء للمرأة إلى تنصل عدد كبير من الجمهوريين من مساندة مرشح الحزب، وصدور كثير من الانتقادات لترامب ولأسلوبه المستفز والمسيء للمرأة، بما كشف عن انقسامات وخلافات عميقة داخل الحزب الجمهوري. ويدور قلق كبير ومخاوف حقيقية داخل الحزب الجمهوري من فقدان السباق الرئاسي لصالح الحزب الديمقراطي، وما سيتعبه ذلك من خسارة مرشحين جمهوريين لمقاعدهم في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في ورقة الاقتراع نفسها. وبدأ المحللون يطرحون كثيرًا من التساؤلات، ليس فقط حول احتمالات فوز الديمقراطيين بالبيت الأبيض وبالأغلبية في الكونغرس، لكن أيضا حول مدى الأضرار التي سببها ترامب خلال حملته الانتخابية.
وقد وجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب يوم السبت اتهامات خطيرة حول مصداقية الانتخابات، مشيرا إلى وجود تلاعب ضده، مع حملة إعلامية لترويج ادعاءات كاذبة ضده. ولم يقف عند هذا الحد، بل اتّهم وسائل الإعلام الأميركية بـ«تزوير الانتخابات»، وشن حملة كبيرة عبر حسابه في «تويتر» صباح الأحد، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام تجري جهدا منسقا مع حملة كلينتون لتزوير الانتخابات وإذاعة قصص ملفقة لم تحدث أبدا. واعتمد ترامب على نظريات التآمر، وقال لمناصريه مساء الأحد: «كلها أكاذيب، ولا يوجد شهود، وعلينا أن نكون يقظين لأن الانتخابات سيتم تزويرها». وغرد ترامب مشككا في شرعية ونزاهة الانتخابات الأميركية قائلا إن «الانتخابات يجري بالتأكيد تزويرها من خلال وسائل الإعلام غير الأمينة والمضللة للدفع بهيلاري الشريرة في كثير من مراكز الاقتراع. أنا حزين». ولم يقدّم ترامب أي دليل يدعم ادعاءاته، فيما تشكك كل من الجمهوريين والديمقراطيين حول تلك التصريحات وما إذا كان ترامب سيقبل فعليا خسارته أمام كلينتون. وقد أثارت هذه الاتهامات لوسائل الإعلام مستويات واسعة من العداء والانتقاد، وأثارت مناصري ترامب للهجوم على مراسلي الصحف والقنوات التلفزيونية. وانتقد تشارلي سايكس، المحلل السياسي، اتهامات ترامب للإعلام بتزوير الانتخابات، مشيرا إلى أنها تعد اتهامات غير مسبوقة في التاريخ. وأضاف أن ترامب غير عابئ بما يرتكبه من أضرار طويلة الأمد على العملية الديمقراطية الأميركية. من جهته، حاول مايك بينس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، التخفيف من أضرار تصريحات ترامب. وقال في تصريحات تلفزيونية لشبكة «سي بي إس نيوز» صباح الأحد: «سنحترم نتيجة هذه الانتخابات، ودعوني أكون صريحا: لقد قال دونالد ترامب في المناظرة الأولى إننا سنحترم إرادة الشعب الأميركي في هذه الانتخابات، والتداول السلمي للسلطة هو السمة المميزة للتاريخ الأميركي».
ولم يكتف ترامب بانتقاد العملية الانتخابية، بل عاد لتسليط الضوء على وضع كلينتون الصحي، وطالب بإجراء اختبار للعقاقير والمخدرات له ولمنافسته، مشيرا إلى أنها استخدمت منشطات لتحسين أدائها قبل المناظرة الثانية. ويقول المحللون إن ترامب يحاول استخدام تكتيكا جديدا في مهاجمة المرشحة الجمهورية.
في المقابل، فإن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لديها مشكلة أيضا مع الناخبات النساء، وتجاهد حملتها الانتخابية على مدار الساعة للترويج لكلينتون. وتأمل حملة كلينتون أن تتحول ولايات حمراء (تميل تقليديا للتصويت لصالح الحزب الجمهوري) مثل أريزونا وجورجيا ويوتا، إلى اللون الأزرق والتصويت لصالح مرشح الحزب الديمقراطي. وأثارت تسريبات ويكيليكس لرسائل البريد الإلكتروني لكلينتون ورسائلها المتبادلة مع جون بوديستا، مدير حملتها الانتخابية، كثيرا من القلق والتوتر، حيث تسريت أعداد هائلة من رسائل كلينتون، وأشارت تلك الرسائل إلى حصول كلينتون على تبرعات من حكومات أجنبية. وكشفت ويكيليكس يوم الأحد أن لديها 50 ألفا من رسائل البريد الإلكتروني بين كلينتون وجون بوديستا وأنها نشرت فقط 12 ألفا من تلك الرسائل حتى الآن.
بهذا الصدد، أوضحت سارة فلوريس، نائبة مدير الحملة الانتخابية للمرشحة الجمهورية السابقة كارلي فيورينا: «لقد انتهى بالفعل السباق نحو البيت الأبيض، وما ستشهده المناظرة الثالثة لن يكون سوى مسألة إحداث أضرار جانبية فقط».
وأشارت نتائج استطلاع شبكة «إيه بي سي نيوز» مع جريدة «واشنطن بوست» إلى أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تتفوق على منافسها بفارق أربع نقاط، إذ حظيت كلينتون بتأييد 47 في المائة من الناخبين مقابل 43 في المائة لترامب ثم 5 في المائة لمرشح الحزب الليبرالي غاري جونسون و2 في المائة لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
في الوقت نفسه، أظهر استطلاع شبكة «إن بي سي نيوز» مع جريدة «وول ستريت» فارقا أكبر بين صدارة كلينتون وتراجع ترامب وصل إلى 11 نقطة مئوية، وأشار الاستطلاع إلى أن كلينتون تحظى بدعم 48 في المائة، يليها ترامب بنسبة 37 في المائة، ثم غاري جونسون بنسبة 7 في المائة وجيل ستاين بنسبة 2 في المائة.
ومن المتوقع أن تجري المناظرة الثالثة بالطريقة نفسها التي جرت بها المناظرة الأول في جامعة هوفسترا، والثانية في جامعة واشنطن بمدينة سانت لويس. وقد أثارت المناظرتان كثيرا من الثناء والانتقادات أيضا حول تحيز مديري المناظرات لصالح مرشح دون آخر، أو توجيه أسئلة صعبة أو عدم إتاحة الوقت الكافي للرد.
كلينتون وترامب يتقابلان للمرة الثالثة والأخيرة في مناظرة الأربعاء
المرشح الجمهوري يكافح لعرقلة فوز منافسته.. ويشكك في نزاهة العملية الانتخابية
كلينتون وترامب يتقابلان للمرة الثالثة والأخيرة في مناظرة الأربعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة