بعد انهيار منظومتهم المالية.. انقلابيو اليمن يعرضون أراضي الدولة بالمزاد

قادتهم يفرضون رقابة على الموظفين خشية تعاونهم مع المقر الرئيسي للبنك المركزي

نسخة من الوثائق المسربة التي تبرز عزم الانقلابيين بيع أراضي وممتلكات الدولة بالمزاد العلني
نسخة من الوثائق المسربة التي تبرز عزم الانقلابيين بيع أراضي وممتلكات الدولة بالمزاد العلني
TT

بعد انهيار منظومتهم المالية.. انقلابيو اليمن يعرضون أراضي الدولة بالمزاد

نسخة من الوثائق المسربة التي تبرز عزم الانقلابيين بيع أراضي وممتلكات الدولة بالمزاد العلني
نسخة من الوثائق المسربة التي تبرز عزم الانقلابيين بيع أراضي وممتلكات الدولة بالمزاد العلني

في خطوة تدل على انهيار المنظومة المالية للانقلابيين في اليمن خصوصًا بعد نقل مقر البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن، بدأت عناصر حوثية عرض أراضي وممتلكات الدولة للبيع بالمزاد العلني، وذلك سعيًا منهم لتوفير سيولة نقدية لأتباعهم وتفادي ثورة شعبية تدق أبواب عروشهم.
وبحسب وثائق مسربة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، يذكر القائم بأعمال الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، في خطاب موجه لما سمي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، أنه «نظرًا للظرف الاقتصادي الصعب، نرغب في الاستفادة القصوى من الأراضي والعقارات التابعة للدولة والمنتشرة في ربوع الوطن الحبيب ورفد الخزينة العامة للدولة بالموارد المالية التي نأمل أن يكون لها مساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي». وأضاف: «عليه ستتخذ الهيئة عددًا من الخطوات من أهمها، طرح عدد من أراضي الدولة المخصصة والواقعة ضمن المخططات العامة والتفصيلية للبيع بالمزاد العلني للمشاريع الاستثمارية، إلى جانب تخطيط مناطق جديدة وتجهيزها وبيعها بالمزاد العلني للأفراد والمؤسسات».
وفي تعليقه على ذلك، قال مصدر في البنك المركزي اليمني من عدن لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الشرعية في البلاد تعمل على دفع مرتبات موظفي الدولة في جميع محافظات الجمهورية لا سيما المناطق المحررة التي تعمل فيها فروع البنك المركزي بشكل طبيعي. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أن الانقلابيين لا يزالون يرفضون التعاون مع إدارة البنك المركزي وتسليم قاعدة البيانات الخاصة بموظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم وهو ما يعود بالضرر على المواطنين بالدرجة الأولى سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
لكن رغم ذلك، أوضح مسؤول في البنك المركزي أن موظفي فروع البنك المركزي في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين يحاولون التعاون مع المقر الرئيسي للبنك في عدن، وتزويده ببعض ما يتوفر لديهم من بيانات رغبة منهم في خدمة الناس، إلا أن قيادات الانقلابيين يفرضون رقابة شديدة على تحركات الموظفين، ويتعرض كل من يثبت تعاونه مع الشرعية للسجن والتعذيب.
في السياق ذاته، حذر القيادي الحوثي المنشق علي البخيتي المواطنين ورجال الأعمال من مغبة شراء أراضي الدولة من الانقلابيين، مشيرًا إلى أن كل عمليات البيع التي ستتم غير قانونية وتخالف الأنظمة والقوانين المرعية، ناهيك عن أن من يقوم بها سلطة انقلابية لا شرعية لها. وفسر البخيتي خطوة إقدام الانقلابيين على بيع أراضي وممتلكات الدولة بالمزاد العلني بكونها دليلا على وشك السقوط واعترافا ضمنيا بالهزيمة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.