حماس تعتقل 4 فلسطينيين متشددين خططوا لتوريطها مع القاهرة

قالت إنها أحبطت هجمات ضد الجيش المصري

حماس تعتقل 4 فلسطينيين متشددين خططوا لتوريطها مع القاهرة
TT

حماس تعتقل 4 فلسطينيين متشددين خططوا لتوريطها مع القاهرة

حماس تعتقل 4 فلسطينيين متشددين خططوا لتوريطها مع القاهرة

قال مسؤولون في حركة حماس، إن القوات الأمنية التابعة للحركة أحبطت مخططا لعناصر متشددة، كانوا ينوون تنفيذ هجمات ضد الجيش المصري المنتشر على طول الحدود بين مصر والقطاع، في محاولة لضرب علاقة الحركة الإسلامية بمصر.
وأكدت مصادر مطلعة في غزة لـ«الشرق الأوسط»، أن حماس اعتقلت 4 أشخاص يستلهمون فكر «داعش»، شكلوا خلية لتنفيذ هجمات ضد الجيش المصري. وبحسب المصادر، فقد جرت عملية الاعتقال، بعد جهود استخباراتية وتحقيقات مع أشخاص اعتقلوا أخيرا أثناء عودتهم من سيناء. وقالت المصادر، إنه جرى ضبط أسلحة كانت معدة لهذه العملية، تشتمل على بنادق رشاشة وكميات كبيرة من الذخيرة. وكان يفترض أن ينفذ المتهمون عمليتهم خلال الأسبوع الحالي.
وأضافت المصادر، أن الخلية لا تنتمي إلى جماعات معروفة في قطاع غزة، ممن يطلقون على أنفسهم اسم «التيار السلفي»، وإنما هم خلية مستقلة، تشكلت بهدف تنفيذ الهجوم.
ويعتقد المحققون في حماس، بأن الخلية كانت تهدف إلى توريط حماس مع مصر، ردا على الحملة التي تقوم بها ضد المتشددين في قطاع غزة، وإحداث وقيعة بين حماس ومصر، وإظهار الحركة وكأنها تساعد على تنفيذ عمليات ضد الجيش المصري، خصوصا أن العملية كانت ستنفذ من داخل القطاع. وقالت المصادر: «كان من شأن العملية لو جرت، إحراج حماس أكثر، وتعزيز تصورات عند المخابرات المصرية، بأن الحركة تساعد على استهداف الجيش المصري ولا تضبط حدودها بالشكل المطلوب، وتسمح للسلفيين بالتحرك من سيناء وإليها».
والعلاقة بين مصر وحماس دقيقة ويشوبها بعض الشكوك، بعد أن طلب المصريون من حماس تسليمهم متشددين يعيشون في قطاع غزة، ومعلومات حول آخرين.
وكان مسؤولو المخابرات المصرية التقوا وفدا من حماس في مارس (آذار) الماضي، وطلبوا منه فك الارتباط بالإخوان، وضبط الحدود، وملاحقة السلفيين، ومنع تنقلهم من سيناء وإليها، والتعاون في أي معلومات أمنية تمس الأمن القومي المصري، والتوقف عن تهريب الأسلحة من سيناء وإليها أيضا. كما طلبوا إجابات محددة حول مصير أشخاص ينتمون إلى «الإخوان المسلمين»، وإلى ما يعرف بتيار «السلفية». وهي الطلبات التي وافقت عليها حماس، مبلغة المصريين أنهم في غزة لا يتلقون أي أوامر أو تعليمات من الإخوان، وليس هناك أي علاقات تنظيمية بهم، وأن الحركة تركز فقط على عملها داخل فلسطين، وأنها تتعهد بضبط الحدود وستمنع أي تنقل للسلفيين من غزة إلى سيناء أو بالعكس، بل ستواجههم إذا اقتضى الأمر، ولن توافق أبدا على أن تكون غزة منطلقا لأي أعمال ضد مصر، ناهيك بأن الحركة لا تسمح بخروج أي سلاح من القطاع، لأنها تبحث عن كل رصاصة يمكن أن تفيد قطاع غزة.
وبعد ذلك شنت حماس هجوما على «السلفية المتشددة» في غزة، لكن كثيرا منهم نجح في التسلل إلى سيناء أو العودة منها إلى غزة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».