تستعد وزارة السياحة والآثار الفلسطينية للكشف عن واحدة من أكبر اللوحات الفسيفسائية المحفوظة على مستوى العالم، في قصر هشام التاريخي في مدينة أريحا القديمة في الضفة الغربية. ومن المفترض أن تكشف الوزارة بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) يوم الخميس المقبل عن اللوحة الضخمة التي مساحتها 827 مترًا مربعًا، وكانت مدفونة في الرمال لعدة سنوات. من جانبه، قال إياد حمدان مدير عام الوزارة في أريحا، إن «اللوحة المدفونة حاليًا بالرمال والمواد العازلة تعتبر من اللوحات الفسيفسائية الأثرية التي تعود إلى الفترة الأموية». وأوضح حمدان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه يجري العمل حاليًا، على إقامة سقف لهذه اللوحة، إضافة إلى ممرات داخلية خاصة للزوار قبل الافتتاح المرتقب، بغرض الحفاظ على اللوحة القيمة. واللوحة المكتشفة منذ سنوات ومغطاة بالرمال والمواد العازلة لحمايتها من التأثيرات المناخية ستضاعف من أهمية قصر هشام، بحسب ما يعتقد المسؤولون الفلسطينيون، بما ينعكس على السياحة الداخلية. وتعد مدينة أريحا إحدى المدن الجاذبة للسياح من خارج وداخل فلسطين. كما يقدر عدد السياح الذين يزورون المدينة سنويًا من الداخل والخارج بنحو مليون زائر، يحرص كثيرون منهم على زيارة قصر هشام.
ويعرف القصر باسم خربة المفجر، وينسب للخليفة هشام بن عبد الملك، بناء على بعض الكتابات المنقوشة، لكن هناك دلائل على أن خليفته الوليد الثاني هو من قام ببناء هذا القصر الضخم ما بين عام 743 و744م، وقد استخدم القصر منتجعًا شتويًا، وتم تهدمه بفعل زلزال ضرب المنطقة في عام 749م.
ويتكون القصر من المدخل الجنوبي أو البوابة الجنوبية ومن الساحة الرئيسية ونافورة ضخمه وغرف ضيوف وخدمات للقصر والبهو ومبنى الحمام البارد (السرداب) والحمام الكبير ومسجد وغرف للحرس وغيرها. وهو عبارة عن طابقين مع أبراج مستديرة عند الزوايا.
وبحسب بيان للوزارة فإنه «تقع أرضية الفسيفساء في الحمام الكبير وتتكون من 38 سجادة ملونة ومتنوعة الشكل واللون بأشكال هندسية ونباتية في إبداع فني قل نظيره. وفي النهاية الشمالية لأرضية فسيفساء الحمام الكبير تصل إلى ما يسمى الديوان، الذي يوجد به أشهر وأجمل اللوحات الفسيفسائية في العالم قاطبة، وهي شجرة الحياة، وهي رسمة رائعة لشجرة مرسوم تحتها من الجهة اليسرى غزالان يعيشان بسلام، وإلى الجهة اليمنى تجد رسمة لأسد يفترس غزالاً».
وهذه اللوحة تجسد الحياة بخيرها وشرها وترمز إلى السلام والحرب، وهي المكان الذي كان يستقبل الخليفة فيه كبار ضيوفه.
الكشف عن لوحة فسيفساء ضخمة في قصر هشام بأريحا
كانت مدفونة في الرمال لسنوات.. ومساحتها 827 مترًا مربعًا
الكشف عن لوحة فسيفساء ضخمة في قصر هشام بأريحا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة