شهادات من داخل الموصل: لا بوادر على انسحاب «داعش»

شهادات من داخل الموصل: لا بوادر على انسحاب «داعش»
TT

شهادات من داخل الموصل: لا بوادر على انسحاب «داعش»

شهادات من داخل الموصل: لا بوادر على انسحاب «داعش»

أفاد سكان داخل مدينة الموصل بأن تنظيم داعش قام بإغلاق أحد الجسور المهمة في المدينة بالكتل الخرسانية، تحسبًا لشن هجوم للقوات العراقية من هذا الجسر وكذلك لمنع الأهالي من مغادرة المدينة. وقال أحد سكان المدينة، خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، إن عناصر التنظيم أغلقوا الجسر الرابع في الموصل بالكتل الخرسانية لمنع الأهالي من الخروج من المدينة مع تزايد الحشود العسكرية حولها، وانتشر مسلحو التنظيم في شوارع المدينة محذرين الأهالي عبر مكبرات الصوت من محاولة الفرار من المدينة والتوجه للقطعات العسكرية العراقية.
وأضاف أن «انتشار عناصر التنظيم الإرهابي في شوارع المدينة يؤكد لنا أن (داعش) لا يخطط للانسحاب من الموصل، بل أصبح يعمل على تحصين أسوار المدينة، من خلال وضع الكتل الكونكريتية وحفر الأنفاق، وزيادة حقول الألغام حولها، الأمر الذي أقلق الأهالي حيث ستشهد مناطق المدينة حتمًا عمليات عسكرية صعبة ومحفوفة بمخاطر إبادة للسكان وتدمير المدينة التاريخية».
وأشار المواطن الموصلي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خشية من التنظيم المتطرف، إلى أن «أهالي المدينة بعد وصول نداءات من القيادات العسكرية العراقية بضرورة لزوم المنازل وعدم الخروج منها أثناء المعارك، أصبح همهم جمع كميات من الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب وتخزينه في البيوت وضجت أسواق المدينة بالمتبضعين وخلت المحال التجارية من المواد في غضون يومين فقط وارتفعت أسعار المواد الغذائية والدواء والوقود عشرة أضعاف».
إلى ذلك، قال سكان ومسؤولو أمن عراقيون إن تنظيم داعش سحق مخطط تمرد في مدينة الموصل قاده أحد قادة التنظيم الذي كان يعتزم تغيير ولائه والمساعدة في تسليم عاصمة دولته المزعومة إلى قوات الحكومة.
وأعدم التنظيم 58 شخصا يشتبه في أنهم شاركوا في المخطط بعد الكشف عنه الأسبوع الماضي. وقال السكان الذين تحدثوا لوكالة «رويترز» من بعض الأماكن القليلة التي لا تزال تعمل بها خدمات الاتصالات، إن المتآمرين قتلوا غرقا ودفنت جثثهم في مقبرة جماعية في أرض بائرة على مشارف المدينة.
وحسب وكالة «رويترز»، فإن من بين الذين أعدموا مساعد محلي لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قاد المشاركين في المخطط، وفقا لروايات متطابقة من خمسة سكان ومن هشام الهاشمي وهو خبير في شؤون «داعش» يقدم المشورة للحكومة في بغداد ومن العقيد أحمد الطائي من قيادة عمليات محافظة نينوى. وقررت الوكالة عدم نشر اسم القائد المحلي حفاظا على أسرته.
وكان هدف المتآمرين تقويض دفاعات «داعش» في الموصل في المعركة المقبلة، ويقول الهاشمي إن المنشقين ألقي القبض عليهم بعد الإمساك بأحدهم ومعه رسالة على هاتفه تتحدث عن نقل أسلحة. واعترف أثناء الاستجواب بأن الأسلحة كان مخبأة في ثلاثة مواقع لاستخدامها في التمرد دعما للجيش العراقي عندما يقترب من الموصل. وذكر أن التنظيم داهم ثلاثة منازل استخدمت لإخفاء الأسلحة في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وفي بغداد، قال المتحدث باسم وحدة مكافحة الإرهاب العراقية، صباح النعماني: «هؤلاء كانوا أفرادا من (داعش) انقلبوا ضد التنظيم في الموصل... هذا مؤشر واضح إلى أن هذه المنظمة الإرهابية بدأت تفقد الدعم ليس فقط من قبل السكان بل حتى من قبل أفرادها».
ولم يتمكن متحدث باسم التحالف العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي ينفذ ضربات جوية ضد أهداف للتنظيم في سوريا والعراق من تأكيد أو نفي الروايات عن المخطط المُحبَط.
وقال النعماني إن وحدته نجحت على مدى الشهرين المنصرمين في فتح قنوات اتصال مع «متعاونين» بدأوا يقدمون معلومات ساعدت في توجيه ضربات جوية لمراكز قيادة المتشددين ومواقعهم في الموصل. وذكر السكان أن قائمة بأسماء أصحاب المخطط الثمانية والخمسين الذين أعدموا سلمت إلى مستشفى لإخطار أسرهم لكن التنظيم لم يُرجع جثثهم. وقال أحد السكان وهو قريب لواحد ممن نفذ فيهم حكم الإعدام: «بعض من أقارب المعدومين أرسلوا نساء كبار السن للاستفسار عن الجثث. (داعش) وبّخوهم وقالوا لهم لا توجد جثث ولا قبور. هؤلاء خونة مرتدون ومحرم دفنهم في مقابر المسلمين».
وقال العقيد الطائي: «بعد الانقلاب الفاشل قام (داعش) بسحب الهويات الخاصة التي أصدرتها للقادة المحليين لمنعهم من الهرب من الموصل مع عوائلهم».
وذكر أحد السكان أن «داعش» عين مسؤولا جديدا هو محسن عبد الكريم أوغلو، وهو قيادي في وحدة القناصة ومعروف عنه الصرامة الشديدة لمساعدة حاكم الموصل، أحمد خلف الجبوري، في الحفاظ على السيطرة. ووضع متشددو التنظيم شراكا خداعية في أرجاء الموصل وحفروا خنادق وجندوا أطفالا للعمل جواسيس في إطار استعداداتهم للهجوم المرتقب.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».