40 مليون دولار من السعودية لعلاج جرحى القاعة الكبرى وإغاثة الحديدة

امتدادًا لمبادرات مركز الملك سلمان الإنسانية في اليمن

40 مليون دولار من السعودية لعلاج جرحى القاعة الكبرى وإغاثة الحديدة
TT

40 مليون دولار من السعودية لعلاج جرحى القاعة الكبرى وإغاثة الحديدة

40 مليون دولار من السعودية لعلاج جرحى القاعة الكبرى وإغاثة الحديدة

بدأ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أعمال حصر المصابين في حادثة «القاعة الكبرى» في صنعاء السبت الماضي، والشروع في نقلهم للعلاج إلى خارج اليمن؛ إذ تم دعم المركز بـ150 مليون ريال (40 مليون دولار)، لتقديم مساعدات عاجلة وتغطية مصاريف النقل والعلاج؛ وذلك بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، امتدادًا لأعمال المركز والمبادرات الإنسانية التي تقدمها السعودية.
وعلمت «الشرق الأوسط»، أنه تم دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بنحو 40 مليون دولار، لتغطية مصاريف ونقل علاج الجرحى والمصابين، إضافة إلى تقديم مساعدات إغاثية عاجلة لمحافظة الحديدة، كما تم دعم المركز بنحو 50 مليون ريال (13.3 مليون دولار)، للملف اليمني.
ونسّق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، واللجنة العليا للإغاثة اليمنية ووزارة الصحة والإسكان اليمنية ومنظمات الأمم المتحدة؛ لحصر المصابين ومنحهم التقارير الطبية اللازمة للشروع في نقل من يحتاجون إلى العلاج في الخارج بواسطة طائرات الإخلاء الطبي.
ولا يزال المركز مستمرا في تنفيذ البرامج المتنوعة في القطاع الصحي للأشقاء في اليمن؛ إذ وقّع خلال الفترة الماضية، برنامجًا تنفيذيًا لتقديم خدمات المياه والإصحاح البيئي في خمس محافظات يمنية مع الهيئة الطبية الدولية، كما وقّع أيضًا مع الهلال الأحمر عقد تجديد مشروع تأمين كوادر طبية مع الهلال الأحمر السوداني لعلاج المصابين اليمنيين، إضافة إلى تقديم الدعم للمستشفيات والمراكز الصحية في الداخل اليمني وعلاج المصابين في داخل اليمن وخارجه.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجّه أول من أمس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف، والحكومة اليمنية الشرعية، والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء التي وقعت السبت الماضي، الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن، ويأتي هذا التوجيه امتدادًا لأعمال المركز والمبادرات الإنسانية التي تقدمها السعودية للشعب اليمني.
يذكر أن المستشار القانوني منصور المنصور، المتحدث الإعلامي للفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، أعلن عن بدء إجراءات التحقيق في حادثة الانفجار الذي استهدف تجمعًا في صالة كبرى مجلس عزاء بصنعاء، حيث تم توجيه المعنيين للبدء في مرحلة إجراءات التحقيق وعرض النتائج في أسرع وقت ممكن أمام الرأي العام العالمي، بغض النظر عن الجهة التي تتحمّل المسؤولية في هذا الحدث، مؤكدًا أنه من الصعوبة تحديد فترة زمنية لإعلان نتائج التحقيق، وأن الفريق المشترك يضم في تشكيلته مجموعة من الخبراء الدوليين المطلعين على القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف والنزاعات المسلحة ومدربين ومعتمدين كخبراء في هذا المجال من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجامعة العربية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.