«مسرح المدينة» في بيروت يحتفل بذكرى تأسيسه العشرين

الافتتاح مع «الملك يموت» ليوجين يونيسكو.. وعمل مختلف كل يوم

الفنانة اللبنانية نضال الأشقر صاحبة مبادرة «مسرح المدينة» ومديرته
الفنانة اللبنانية نضال الأشقر صاحبة مبادرة «مسرح المدينة» ومديرته
TT

«مسرح المدينة» في بيروت يحتفل بذكرى تأسيسه العشرين

الفنانة اللبنانية نضال الأشقر صاحبة مبادرة «مسرح المدينة» ومديرته
الفنانة اللبنانية نضال الأشقر صاحبة مبادرة «مسرح المدينة» ومديرته

احتفالية فنية كبيرة تشهدها بيروت اعتبارًا من مساء اليوم، بمناسبة بلوغ «مسرح المدينة» عيده العشرين. وفي أكبر حدث يجمع فنانين لبنانيين، وخصوصا المسرحيين منهم، من خلال أعمال تقدم للمرة الأولى وعلى مدى 12 يومًا بمقدور المتفرجين التوافد، كل ليلة، لحضور حفلتين (مسرحية جديدة وأمسية غنائية إضافية قد تكون غنائية أو موسيقية أو راقصة) بالتذكرة ذاتها.
الفنانة نضال الأشقر صاحبة «مسرح المدينة» ومديرته، تقول بأن هذه الاحتفالية هي «بكل فخر للفنانين الذين أضاءوا بيروت طوال العشرين سنة الماضية. وهم كلهم ممن وقفوا على خشبة «مسرح المدينة» خلال هذه الفترة. وهذا «الحدث الفني الكبير الذي لم يشهد مثيلا له لبنان ولا العالم العربي» - بحسب نضال الأشقر - قد تم تنظيمه، بفضل الفنانين أنفسهم الذي قبلوا بالمشاركة، لا بل وكانوا متحمسين، وبعضهم جاءوا من البلدان التي يعملون بها في الخارج.
فؤاد نعيم يعود إلى المسرح، وكذلك يأتي ربيع مروة من ألمانيا، وعصام بو خالد من قطر، ليقدم كل منهم عملاً يسهم في المناسبة.
واليوم تنطلق الأنشطة، سيقتصر المرور في شارع الحمرا الذي يقع فيه المسرح على المشاة، وتحتله لذائذ أطعمة «سوق الطيب» احتفاء بالاحتفالية، ومساء يقدم فؤاد نعيم، مسرحية يوجين يونيسكو الشهيرة «الملك يموت» التي تروي حكاية ملك يحكم منذ عدة عقود بلدًا ينهار تدريجيًا وكل مرافقه شبه مشلولة، ويبقى مغمض العينين عن واقع يتآكل، كما يرفض فكرة أنه سينتهي إلى الفناء. المسرحية من ترجمة وإعداد وإخراج فؤاد نعيم، من تمثيل الموهوبين جورج خباز، وبرناديت حديب، وكذلك باتريسيا سميرا، ومي أوغدين سميث، وموريس معلوف، ووليد جابر. أما الموسيقى فهي من عزف الموسيقيين محمد عقيل، ونبيل الأحمر، وعماد حشيشو.
ويختتم اليوم الأول من الاحتفالية بحفل للفنانة ريما خشيش التي قررت أن تغني «أكابيلا» أي من دون فرقة موسيقية، معتمدة على رنين حنجرتها التي ستصدح بمختارات أرادتها خاصة بهذه المناسبة.
وقد اهتمت نضال الأشقر، بحسب ما تروي المسؤولة الإعلامية عن الاحتفالية زينة صفير «بكل شاردة وواردة. فهي بحيويتها واندفاعها استطاعت أن تجمع أكثر من 22 اسمًا كبيرًا في عالم الفن ليشكلوا معًا حالة احتفالية غير مسبوقة، هذا عدا عشرات الممثلين والتقنيين والموسيقيين الذين يشاركون في الأعمال». وتكمل صفير: «ومن غير نضال الأشقر يستطيع أن يجمع كل هذه المواهب من رواد وموهوبين شباب رسخوا مكانتهم وبات لهم جمهورهم».
بعد تسعة أشهر من التحضيرات الحثيثة، سترفع الستارة ويشاهد الجمهور مسرحيات لكل من هشام جابر «عين الشيطان»، وعصام بو خالد «مأساتي»، ناجي صوراتي «جيوغرافيا»، روجيه عساف «بيروت غيابيًا»، ميشال جبر «كيفك يا ليلى»، لينا أبيض «صوته»، ولينا خوري «بانتظار العرض»، وجاك مارون «أخت الرجال»، ومجموعة كهربا «أصل الحكاية»، وكريم دكروب «يا قمر ضوي على الناس»، وسحر عساف «حوار الكلاب»، وفرقة زقاق في عمل يحمل اسم «رأسان باليد»، كما هناك عمل لنضال الأشقر يحكي قصة طفولتها كتبته بنفسها بعنوان «مش من زمان»، يرافقها فيه خالد العبد الله، بالاشتراك مع زياد الأحمدية. وإلى جانب المسرحيات هناك حفلات غنائية، وأمسيات رقص وموسيقى، كما يعرض فيلم «ما تبقى لنا» الذي يروي حكاية 4 قصص للكاتب الكبير غسان كنفان، وفيلم آخر هو «جوهر في مهب الريح» لزينة دكّاش.
وأهمية هذه الأيام الـ12 بكل ما ستحمله من أعمال تقدم جميعها للمرة الأولى، ولمرة وحيدة، إنها محلية الإبداع والإنتاج، وهي صناعة وطنية 100 في المائة.
وكان «مسرح المدينة» الذي يحتفي بعيد ميلاده العشرين، قد افتتح عام 1994، بعد أن حطت الحرب الأهلية أوزارها، واعتبر افتتاحه في منطقة كليمنصو يومها، مكان «سينما كليمنصو» دلالة رمزية عل عودة الحياة والاستقرار إلى لبنان، رغم أن وسط بيروت كان لا يزال عمارات منخورة، وشوارع تنبح فيها الكلاب المسعورة. وبقي المسرح صامدًا في مكانه 10 سنوات، إلى أن رفض صاحب الملك تجديد العقد، واضطرت نضال الأشقر إلى الانتقال إلى شارع الحمرا، لتعيد تأهيل سينما أخرى توقفت عن العمل، وهي «سينما سارولا» هذه المرة. يومها كانت صالات سينما شارع الحمرا، تغلق واحدتها بعد الأخرى، والمنطقة هناك كلها تزوي، بعد أن كانت قلب بيروت النابض.
مسرح المدينة، بما اجتذبه من أسماء وعروض ومعارض ومهرجانات رقص وأسابيع سينمائية، وأعمال تشكيلية تجريبية، كان له دور في إنعاش الشارع. «ميترو المدينة» الذي هو جزء من مسرح المدينة، وله برنامجه اليومي الخاص، أضاف نكهة أخرى.
نضال الأشقر تتذكر اليوم، وتقول: «غير صحيح أننا لم نكن نملك المال لتشغيل المسرح والاستمرار يوم انتقلنا من كليمنصو، لكننا كنا نحتاج تمويلاً لنقوم بالإصلاحات، وتهيئة المكان الجديد ليصبح مسرحًا لائقًا. منذ عشرين سنة وهم يقولون إن المسرح سيغلق، لكن هذا لم يحصل، لذلك علينا أن نحتفي بكل هؤلاء الفنانين الذين عملوا معنا وكدّوا».
غاضبة نضال الأشقر رغم انتصارها هي وهؤلاء الفنانين الذين تقول إنهم يستحقون الاحتفاء بهم، «لأننا في بلد يائس. سبعون سنة مرت لم يفعل خلالها السياسيون أي شيء على الإطلاق، وبقي الفنانون يعملون طوال هذه السنوات من دون أي دعم. هذا إنجاز يؤكد أن عالم الخلق والإبداع وحرية التعبير والكلمة الحرة هو الذي يبقى. هدفنا أن نستمر ونخدم المدينة ونمشي معها، لتصبح أفضل مدينة ثقافية في العالم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.