ينتظر أن يبدأ عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية المكلف، بين الفينة والأخرى مشاورات تشكيل الحكومة الائتلافية. وقال ابن كيران أمس في تصريحات مقتضبة إنه سيبدأ مشاوراته مع أحزاب الغالبية السابقة، ثم يلتقي قادة أحزاب المعارضة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أنه كان منتظرًا أن يبدأ مشاوراته أمس مع حليفه الوفي نبيل بن عبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقًا)، الذي لم يحصل سوى على 12 مقعدًا في مجلس النواب الجديد، بيد أن مصدرًا موثوقًا في الحزب قال لـ«الشرق الأوسط» إن قيادته لم تتلق حتى الساعة الخامسة من مساء أمس أي اتصال بهذا الشأن. وعزا مصدر موثوق رغبة ابن كيران في بدء مشاوراته بحزب التقدم والاشتراكية إلى كونها إشارة إلى متانة العلاقات بين الحزبين. وكان ابن كيران وبن عبد الله قد أعلنا خلال الحملة الانتخابية أنهما سيكونان معًا في الحكومة إذا نجحا في الاقتراع، وسيلحقان معًا بالمعارضة إذا لم يحالفهما الحظ.
وكلف العاهل المغربي الملك محمد السادس الاثنين ابن كيران بتشكيل حكومة جديدة. وقال ابن كيران في تصريحات عقب خروجه من القصر الملكي إنه سيبدأ مشاورات تشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة. وجاء هذا التعيين ليضع حدا للتكهنات والشكوك التي أطلقها البعض بشأن تعيين رئيس الحكومة الجديد، وإمكانية تعيين شخصية أخرى من حزب العدالة والتنمية بدل ابن كيران. ناهيك من أنه جاء ليؤكد التزام العاهل المغربي باحترام المنهجية الديمقراطية ومقتضيات الدستور التي تشير إلى أن تعيين رئيس الحكومة يكون من الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات. وحصل حزب العدالة والتنمية في اقتراع الجمعة على 125 مقعدا من أصل 395، فيما حصل غريمه حزب الأصالة والمعاصرة على 102 من المقاعد ليستأثر هذان الحزبان وحدهما بـ57,5 في المائة من المقاعد، فيما توزعت المقاعد المتبقية على عشرة أحزاب أخرى. وإزاء رفض الجانبين التحالف، سيكون على عبد الإله ابن كيران أن يقود مفاوضات مع باقي الأحزاب للحصول على أغلبية مريحة (198 مقعدًا) داخل البرلمان لتسهيل عمل حكومته، أي أنه في حاجة إلى 73 مقعدًا على الأقل لبلوغ هذا الهدف.
على صعيد ذي صلة، عبر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي المعارض، الذي عرف تراجعا كبيرا في اقتراع 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عن خيبة أمله في نتائج الانتخابات التشريعية، وقرر خلال اجتماعه أول من أمس توجيه مذكرة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بهذا الشأن، متهما حزب العدالة والتنمية باستغلال الدين والجمعيات الخيرية والدعوية لتوزيع الأموال من أجل استمالة الناخبين. وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن مبادرة الحزب برفع مذكرة للملك لها معنى واحد، هو قطع ما تبقى من شعرة معاوية بين الاتحاد الاشتراكي وابن كيران، الأمر الذي يجعل مشاركة حزب القوات الشعبية في حكومة ابن كيران المنتظرة مستحيلة. وأضاف المصدر أن قيادات في الاتحاد الاشتراكي لمحت إلى وجود رغبة للمشاركة في الحكومة الجديدة، لكن اعتزام الحزب رفع مذكرة إلى الملك تتضمن انتقادات شديدة اللهجة لحزب العدالة والتنمية. وفي معرض تحليله للنتائج العامة لاقتراع 7 أكتوبر، اعتبر المكتب السياسي للحزب في بيان صدر عنه، أنها «لم تؤد إلى فرز حقيقي بين الأغلبية والمعارضة، حيث تقدم، في هذه الانتخابات، حزبان من كلا الصفين»، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض.
ابن كيران يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة باللقاء مع أحزاب الغالبية السابقة
«الاشتراكي» يقرر رفع مذكرة للملك حول نتائج الانتخابات.. ويوجه انتقادات للحزب الفائز
ابن كيران يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة باللقاء مع أحزاب الغالبية السابقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة