نداء بريطاني من أجل حلب يكسر الصمت في أرجاء البرلمان

نداء بريطاني من أجل حلب يكسر الصمت في أرجاء البرلمان
TT

نداء بريطاني من أجل حلب يكسر الصمت في أرجاء البرلمان

نداء بريطاني من أجل حلب يكسر الصمت في أرجاء البرلمان

أطلق نواب بريطانيون نداء لمناقشة معاناة أهالي حلب في البرلمان، والضغط لوقف الأعمال القتالية، والغارات الجوية الروسية، بينما أرسل نواب من حزب العمال ومنتسبين له، خطابًا إلى زعيم الحزب جيريمي كوربين، يطالبونه فيه، بإدانة الحملة العسكرية التي تشنها روسيا والنظام السوري على المدنيين في سوريا.
وطالب النائب جون وودكوك، العضو في (المجموعة البرلمانية لأصدقاء سوريا)، رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بتفعيل النقاش في البرلمان، حاملاً رسالة من ائتلاف المعارضة السورية، الذي التقى بعض أعضائه الأسبوع الماضي في إسطنبول، مفادها أن السوريين «يشعرون بأن العالم تخلى عنهم، ويطالبون المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ببذل المزيد من الجهود». وأضاف وودكوك: «يرى (الائتلاف) أن التهديد يأتي من روسيا ونظام الأسد اللذين يقتلان المدنيين»، متابعًا أن «روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، ترتكب جرائم حرب بشكل يومي».
ولم يكتف وودكوك بنقل مطالب الائتلاف، بل اقترح تحديد «مناطق حظر الطيران»، لإرسال إشارة واضحة لكل من روسيا ونظام الأسد مفادها أن «في كل مرة تقصفون مدنيين، سنهاجم هدفًا للنظام». وطرح وودكوك فكرة شن بريطانيا غارات جوية على قواعد النظام التي ثبت أنها انتهكت «مناطق حظر الطيران» لقصف حلب، معتبرًا أن «روسيا ينبغي أن تعي أن لأفعالها عواقب».
من جهتها، انضمّت النائبة أليسون ماغوفرن، التي تسلمت مهام النائبة الراحلة جو كوكس في منصب الرئيس المشارك لمجموعة أصدقاء سوريا، إلى وودكوك، وقالت إن «التفرج على قتل الأطفال والبالغين دون تمييز يجلب العار على البشرية جمعاء». وأضافت: «حكومتنا قادرة على تتبع ما يجري ومن يقوم بماذا. ونحن بحاجة إلى نقاش طارئ».
بدورها، نقلت صحيفة «ديلي ميل» عن النائب أندرو ميتشل، وزير الدولة للتجارة الدولية السابق، مقارنته الدور الروسي في الحرب في سوريا بما قامت به ألمانيا وإيطاليا قبل الحرب العالمية الثانية. وأضاف ميتشل في مقال نشره في صحيفة «ميرور»، أن استخدام روسيا لقنابل ارتجاجية أثبت أن مستشفى «إم 10» في حلب كان هدفها، ما يجعلها مخالفة للقانون الدولي ومسؤولة عن جريمة حرب. وأضاف أن استخدامها لقنابل عنقودية يودي بحياة المدنيين، و«يفجر أطرافهم». وحث ميتشل المجتمع الدولي على اتخاذ إجراء على مستوى المجتمع الدولي، للوقوف في وجه روسيا ومحاسبة من أمر باستهداف المستشفى والطيارين الذين نفذوا العملية، معتبرًا أن السماح لروسيا بالاستمرار في عدوانها يعزز المخاوف حول مستقبل خطر وغامض.
في السياق ذاته، أرسل نواب من حزب العمال ومنتسبين له خطابًا إلى زعيم الحزب جيريمي كوربين، يطالبونه بإدانة الحملة العسكرية التي تشنها روسيا والنظام السوري على المدنيين في سوريا، بأشد الكلمات، وفي حلب على وجه الخصوص. كما طالبوه باقتراح حلول عملية لتخفيف معاناة المدنيين، تشمل إنزال القوات البريطانية المسلحة مساعدات ومعونات للسوريين عبر الجو، لإنقاذ حياة مئات الآلاف الذين يعانون من الجوع وانتشار الأوبئة.
وجاءت هذه التصريحات شديدة اللهجة بعد أن فاجأ صمت الشارع الغربي المراقبين والناشطين البريطانيين، إذ لم تُنظم أي تظاهرة تذكر للتنديد بمجازر حلب في العواصم الأوروبية، باستثناء بعض المظاهرات الصغيرة هنا وهناك. وكانت الكاتبة في صحيفة «ذا غارديان» البريطانية ورئيسة تحرير صحيفة «لوموند» الفرنسية سابقًا، ناتالي دوغارديير، قد تساءلت نهاية الأسبوع الماضي في مقال: «هل الطقس سيئ لدرجة تحول دون وقوف أحد في ساحة ما أو أمام السفارة الروسية؟»، وذلك في انتقاد واضح للصمت الشعبي في العالم، لا سيما في أوروبا، حيال ما يجري من مجازر بحلب، محذرة من أن روسيا والنظام يعتمدان سياسة القتل والتدمير والتهجير ذاتها التي اتبعتها موسكو سابقًا في غروزني بالشيشان في شتاء 1999 - 2000 التي شهدت دمارا كاملا جراء الغارات الجوية الروسية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.