جاء تنظيم «داعش» إلى مدينة سرت الليبية، لأول مرة، عبر دروب صحراوية من مدينة درنة الواقعة في شرق البلاد. جاء يلهث مهزوما من ضربات الجيش الليبي، ومن غضب سكان البلدة التي كانت في يوم من الأيام مدينة للفنون والشعر. وخلَّف التنظيم وراءه فظائع، فأعدم ونحر واستولى على أموال وممتلكات. وفي السنة التي أمضاها في درنة، ذات التضاريس الوعرة الواقعة بين جبلين على البحر المتوسط، تكونت بينه وبين قادة من جماعات متطرفة أخرى علاقات تعاون امتدت إلى بنغازي وطرابلس ومصراتة.
لقد طرق وهو ما زال في درنة أبواب تنظيم أنصار الشريعة، بفرعيه الليبي والتونسي، وتنظيم بوكو حرام في نيجيريا، وتنظيم الإخوان المصري، وتنظيم مختار بلمختار الجزائري، وجماعة أنصار الدين المتمركزة في دولة مالي، بينما كان المتطرفون التونسيون والسوريون وغيرهم قد وجدوا ملاذا آمنا للتدريب والقتال وجني الأموال أيضا.
لكن الأمر لم يستمر كثيرا، خصوصا أن درنة تقع على بعد 300 كيلومتر من حدود الدولة المصرية التي كانت تداوي جراح سنة بائسة من حكم جماعة الإخوان. ولمصر اتفاقات تعاون مع السلطات الشرعية الليبية الممثلة في البرلمان ومخرجاته التي من بينها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.
كان حفتر يضرب الدواعش في درنة بلا رحمة، وفرض عليهم حصارا خانقا، إلى أن اضطروا للتسلل تحت جنح الظلام عبر الممرات الجنوبية. ومن هناك، تفرقوا بين ضواحي بنغازي التي كان يسيطر على جانب منها تنظيم أنصار الشريعة، الموالي لـ«داعش»، ومدينة سرت التي كانت تعاني من إهمال الحكومات التي جاءت بعد القذافي. مدينة جاهزة لمن يريد الاستيلاء عليها؛ فيها مطار جوي، وقاعدة عسكرية، وميناء بحري، وطرق تربط الشرق بالغرب بالجنوب، ومؤسسات تعاني من «السَّكتة» منذ مقتل القذافي.
وأعلن التنظيم في 2015 تحويل سرت إلى إمارة داعشية أصبحت سريعا قبلة لمجاميع من المتطرفين المناوئين للجيش وللسلطات الشرعية. وبدأت جماعات أخرى في الغرب الليبي، مدعومة إقليميا ودوليا، ترى في «داعش» شوكة يمكن من خلالها إرباك حفتر. وأخذت قوة التنظيم تكبر يوما بعد يوم، والمساعدات التي تصل إلى الدواعش في سرت وبنغازي تتزايد، وتقلق الجيش بالفعل. واستمرأ خصوم حفتر هذه اللعبة الخطرة، وظهر أكبر تحالف للمتطرفين، لدرجة أن بعض القيادات التي تشارك في مجالس الحرب ضد «داعش» في سرت اليوم، ما زالت تقدم الدعم لـ«داعش» في بنغازي، وفي مدن أخرى، حيث توجد مخاوف من زحف الجيش مستقبلا على طرابلس، بعد تطهير بنغازي من «الإرهاب».
وتسببت معلومات حصلت عليها عناصر استخباراتية ليبية وأجنبية من عناصر داعشية جرى القبض عليها في المعركة التي تخوضها قوات «البنيان المرصوص» في سرت، في زعزعة المشهد، وإثارة شكوك بين كبار القيادات السياسية والعسكرية. وتفسر علاقات متشابكة بين المتطرفين - بمن فيهم مسؤولون من مدن مصراتة وطرابلس وسرت وصبراتة - الأسباب التي جعلت التنظيم يتضخم في سرت في وقت وجيز، ويتمدد أيضًا في عدة مدن، رغم توجيه ضربات له من البر على يد الشبان الليبيين المتحمسين، ومن الجو على يد الطائرات الحربية الأميركية.
وكانت تقديرات غربية تشير إلى أن عدد عناصر «داعش» في سرت يتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف، إلا أن الحرب التي شنتها القوات الحكومية أدت على ما يبدو إلى هروب عدد كبير من المدينة سالمين، وانتقالهم إلى مواقع أخرى يبدو أنه جرى تهيئتها لاستمرار التنظيم في إثارة الفوضى في هذا البلد الذي يعد من أغنى الدول الأفريقية بسبب مخزونه الكبير من النفط. ويقول النائب إبراهيم عميش، رئيس لجنة العدل والمصالحة في البرلمان الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن دولا غربية يبدو أنها تغض الطرف عن الفوضى هنا، لكي تتمكن مستقبلا من تقسيم البلاد، ووضع يدها على النفط «لكن الليبيين لن يسمحوا بذلك».
ومع انتشار خلايا للمتطرفين، بمن فيهم الدواعش، قرب طرابلس، تشهد العاصمة حالة من الترقب وسط حوادث إطلاق نار وتصفية حسابات في الشوارع. وعموما، يبدو المستقبل غامضا. ويقول عوض عبد الصادق، النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، إن طرابلس تغيب فيها الآن المؤسسات الأمنية، وتوجد فيها بعض المجموعات أو الميليشيات التي تسيطر على عدة مقار وبعض الأماكن.. و«إذا كان الوضع سيئا (بالأمس)، فإنه اليوم أصبح أكثر سوءا».
ويعتقد البعض أن تنظيم داعش في ليبيا لا يشبه التنظيم الأم في العراق والشام. هنا، توجد نوافذ للتعاون بين قيادات من الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة (التابعة لتنظيم القاعدة وداعش)، وغيرها من باقي التنظيمات المماثلة «لامتصاص الدم الليبي»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط» الدكتور صلاح عبد الكريم، القيادي في جبهة النضال الوطني. ومن جانبه، يضيف عيسى عبد المجيد، القيادي في قبيلة التبو، المستشار السابق لرئيس البرلمان، أنه «من السهل أن تقول، وبكل بساطة، إنه لا فرق بين (داعش) وباقي الجماعات، مثل الإخوان والمقاتلة وغيرها.. أصبحوا ينتشرون في كل ليبيا. هذا، للأسف، يسهل للغرب السيطرة على مقدرات البلاد».
طوال العامين الأخيرين، وكلما زادت ضربات التحالف الدولي لتنظيم داعش في العراق وسوريا، جاءت أفواج من العناصر الهاربة إلى ليبيا، بحثا عن مستقبل. ليس كل من جاء داعشي، ولكن عدة آلاف من جنسيات مختلفة جرى جلبهم عن طريق قادة تنظيمات متطرفة، ثم جرى توزيعهم ليستفيد كل بطريقته، كما يقول أحد رجال المخابرات العاملة في ليبيا، مشيرا إلى أنه بعد أربعة أعوام من سقوط نظام القذافي، كان يمكن أن ترى وضعا غريبا في هذا البلد.
من أهم النقاط الغريبة التي يتحدث عنها الرجل ظهور أنواع من الاندماج والتعاون المبكر بين تنظيمات متطرفة يفترض أنها تتقاتل، كما يحدث في سوريا والعراق. مثلا لوحظ وجود تنسيق بين جماعة جند الحق (أقرب لـ«داعش») و«الجماعة المقاتلة». ثم بين قيادات «داعش» وقيادات من «القاعدة» نفسها. وكذلك تعاون على الأرض الليبية بين جماعة بوكو حرام، وجماعة المرابطون الجزائرية، وهلم جرا.. «لدرجة أنه يمكن في بعض الأحيان أن تصادف اجتماعا على وجبة الإفطار يضم قيادات من كل هذا الخليط من الجماعات، بما فيها جماعة الإخوان وأنصار الشريعة والناجون من النار.. وهكذا».
وفقا للتعبير المستخدم اليوم، على وقع الحرب ضد «داعش» في سرت «فقد حرثت قيادات من القاعدة والإخوان الأرض الليبية لكي تنمو فيها كل أشواك التنظيمات المتطرفة، وكل أشواك المهربين وتجار السلاح والبشر والحروب». في ردهة واسعة، حيث بدأ ضباط غربيون جاءوا إلى هنا خصيصا لجمع أدلة من مخلفات «داعش» في سرت، يقول أحد مسؤولي الأمن الليبيين: هل تتخيل أن وزارات حكومية حساسة انتقلت مباشرة من يد القذافي، بعد مقتله، إلى يد قيادات عاشت حياتها في جبال أفغانستان.. الآن، يأتون بأصدقائهم القدامى من جنسيات مختلفة لمساعدتهم؛ يقولون: هم إخوتنا.. ثم ماذا يعني أن يكون مثل هؤلاء مسؤولين عن تأمين الحدود البرية والبحرية، ومسؤولين عن المطارات المدنية والعسكرية، وعن مصلحة الجوازات وعن خزينة الدولة؟ حدث هذا أمام العالم في 2012 و2013.
وكان محققون ليبيون وعدد من المحققين الأجانب قد فرغوا من استجواب ثلاثة ممن جرى أسرهم من صفوف دواعش سرت: الأول من نيجيريا، والثاني من تونس، والثالث من مالي. ويقول مصدر عسكري: اعترف المالي في التحقيقات التي جرت باللغة الفرنسية بأنه دخل إلى البلاد ضمن فرقة من تنظيم بوكو حرام، تتكون من نحو مائة من المقاتلين. دخلت هذه المجموعة إلى ليبيا من طريق الكفرة، ومنه انتقلت إلى مدينة سبها. وقال في التحقيقات إنه لم يعترض المجموعة أي قوات ليبية في الجنوب، وأن الفرقة انقسمت بعد ذلك إلى مجموعتين: الأولى توجهت لمنطقة تسمى العلالقة في صبراتة، والأخرى قوامها أربعون مقاتلا توجهت إلى سرت.
ويدير عملية توزيع الدواعش - ما بين تأسيس مقار جديدة في صبراتة وتقديم الدعم للتنظيم في سرت - أحد قيادات التنظيم، يدعى «أبو عبد القادر»، الذي تعود أصوله إلى صبراتة نفسها، وكان قد فرَّ من القتال أمام قوات «البنيان المرصوص»، وعاد لترتيب أوضاع التنظيم انطلاقا من غرفة عمليات مختصة بهذا الأمر.
وبحسب المعلومات التي قدمها الموقوف الداعشي، فإن منبع المقاتلين الذين يصلون إلى ليبيا من الجنوب الغربي يقع أساسا في مناطق يسيطر عليها تنظيم بوكو حرام، وتجري عمليات النقل عبر الأراضي المالية بواسطة مهربين محترفين يستخدمون سيارات الدفع الرباعي، ويجلبون مئات العناصر ويدخلون بها من الطرق الليبية المفتوحة كل بضعة أيام، بطريقة شبه منتظمة، كأنهم يعملون في شركة لها ضوابط ومقار محددة للاستراحة، سواء في نيجيريا أو مالي أو ليبيا.
أسير آخر من مجموعة يطلق عليها «القدس» تتعاون مع «داعش» كانت متخصصة في سرقة الأسلحة من قاعدة الجفرة العسكرية. وهذه المجموعة في حالة عداء قديمة مع ميليشيات مصراتة التي تعد أقوى المنافسين لباقي المجموعات المتصارعة في ليبيا.
من أبرز خصوم مصراتة القوات ذات الأصول الطرابلسية، وقوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر. وقدم الموقوف التونسي اعترافات للمحققين، ومنها أن قائد مجموعته يلقب بـ«أبو غالب»، وكان يُعتقد أنه قُتل في الغارات الأميركية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، لدرجة أن بعض المتطرفين في ليبيا أقاموا له أواخر العام الماضي خيمة عزاء، لكنه ظهر بشكل مفاجئ في الشهور الأخيرة في سرت. كما قال إن «أبو غالب» له علاقات قوية مع كل من زعيم تنظيم جند الحق، القريب من داعش، ويدعى «رشيد»، وعلاقات مع قيادات أخرى، من بينهم أعضاء متطرفون في المؤتمر الوطني (البرلمان السابق). ومن جانبه، ينفي عبد الصادق أن يكون أي من أعضاء المؤتمر، المستمرين في عقد جلساته حتى الآن، متورطا في تقديم أي دعم لـ«الإرهابيين».
ويضيف مصدر أمني أنه تبين أن الدواعش تمكنوا أيضًا من الوصول إلى بلدة هون في الجنوب، وهي بلدة كان فيها نشاط متطرف قبل سنوات، ويبدو أن الدواعش استغلوا هذه النقطة. مع العلم أن البلدة نفسها تتخذ منها قوات سرايا دعم ثوار بنغازي (المعادية لحفتر) مقرا لها، وكانت هذه القوات الأخيرة ممن شاركت بعناصر منها في الحرب التي تشنها قوات «البنيان المرصوص» ضد «داعش» في سرت. لكن لوحظ أن عناصر في «سرايا دعم بنغازي» انسحبت من جبهة سرت في أحلك ظروف المعركة.
كما أثارت مواقف وصفت بالمتخاذلة حفيظة البعض ضد جماعة الإخوان في أثناء الحرب على «داعش» في سرت. ومن جانبه، يقول الدكتور جمال حريشة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن تجربته مع الإخوان، إذ إنه يعد من مؤسسي حزب العدالة والبناء الذي هيمنت عليه الجماعة فيما بعد، إن الإخوان «دعاة سلطة ومال.. السياسة لديهم هي كيف يصلون إلى السلطة. لقد عاشرتهم عن قرب. هم جماعة ليس لديها باع لا في القتال ولا في غيره. هم يغتنمون الفوز الذي يحققه الآخرون. بمعنى أنه يتصدر المشهد السياسي، ويدعو إلى بناء الدولة، ويدعو إلى التصالح، وغير ذلك، لكن حين تأتي عملية مثل (البنيان المرصوص) أو غيرها، تجدهم في آخر الصفوف، ولا يشاركون».
وكشفت التحقيقات أن أبرز من يدير عملية جلب المقاتلين من الجنوب والمرور بهم للاستراحة في بلدات سبها، وهون، والجفرة، عضو قيادي في المؤتمر الوطني، وينتمي للقاعدة، ويطلق عليه بين المتطرفين لقب «أبو نادر». ويبدو من أقوال الأسرى أنه لم يكن يفرق في توزيع المقاتلين الذي يجلبهم من دول مختلفة بين أي من الجماعات التي تحارب الجيش، سواء كانت من «داعش» أو من «سرايا دعم بنغازي». وقال ضابط ليبي يشارك في التحقيقات إن صفقات جلب المقاتلين يبدو أنها كانت تقترن أيضًا بصفقات جلب أسلحة معهم، بحجة أن هذه الأسلحة ذات أسعار رخيصة من العصابات التي تبيعها انطلاقا من دول أفريقية.
ويقول المصدر إن أوراقا ووثائق جرى العثور عليها تحوي معلومات غزيرة عن حجم «النشاط الإرهابي»، مشيرا إلى أنه جرت صفقة مع بدء قوات «البنيان المرصوص» عملياتها ضد تنظيم داعش في سرت، تم من خلالها جلب 500 مقاتل لحساب المتطرفين، وسداد مبلغ 1.5 مليون دولار «كاش» بعد تسليمهم داخل الحدود الليبية من الجنوب الغربي، مع دفع رواتب شهرية قدرها ألف دولار لكل مقاتل، مضيفا: «أكثرهم من شمال مالي».
ويبدو من التحقيقات أن الهدف من الاستعانة بهؤلاء المقاتلين ليس سرت فقط، ولكن «تعزيز قوة الجماعة الليبية المقاتلة والميليشيات الطرابلسية في العاصمة، بما فيها من إخوان، ضد قوات مصراتة التي كانت قد بدأت تنشغل بحربها في سرت». ويضيف المصدر موضحا: في هذه القضية تبين أيضًا أن قائدا داعشيا من سرت كان في مالي في أثناء عقد الصفقة.. لقد ترك الأمور تسير دون ضجيج إلى أن جرى شحن المقاتلين تحت حماية وتأمين الجماعة المقاتلة. وبعد دخولهم إلى ليبيا، جرى تسريب أعداد كبيرة منهم إلى سرت، ونقل الباقي إلى صبراتة. ويقول الدكتور حريشة: «من الممكن أن يختلف الإسلاميون مع بعضهم بعضا، لكنهم لا يشكلون عداوات فيما بينهم.. كل منهم لديه مصالحه، أي أنه يمكن أن يتفقوا جميعا ضد حفتر، لكن ليس ضد بعضهم بعضا، بينما يحتفظ كل منهم بتوجهاته أو مصالحه الشخصية».
وعودة إلى مصادر التحقيقات، فقد جاءت مجموعة أخرى من مالي بالتعاون بين «رشيد» وقيادي في الجماعة المقاتلة في طرابلس.. وجرى إطلاق اسم «السَّريَّة» على المجموعة التي تتكون من عشرات كانوا في السابق يقاتلون في شمال مالي. وبعد وصولهم إلى مركز تجميع قرب بلدة غريان، غرب طرابلس، جرى التشاور بين هذين الرجلين عما إذا كانت الأولوية هي استخدام المقاتلين الماليين لضرب قوات مصراتة المرابطة في العاصمة، أم الهجوم بهم على القوات الموالية للجيش الوطني في الزنتان. إلا أن شدة الحرب على «داعش» في سرت غيرت الأولويات.. فتحركت مجموعة من «السرية» لتعضيد مقاومة الدواعش لقوات «البنيان المرصوص». وبعد ذلك، نفذت عملية انسحاب إلى صبراتة والخُمس، في غرب العاصمة.
وكان من بين القيادات التي تقوم بالتنسيق بين المتطرفين في ليبيا والوافدين الجدد من شمال مالي ومن نيجيريا وغيرها، زعيم جزائري منشق عن تنظيم جماعة المرابطين ومنضم لـ«داعش»، يدعى «الشيخ أبو مقداد». ويقول المصدر الأمني: تعاون «أبو مقداد» أيضًا مع المسؤول عن «داعش» في الخُمس، ويدعى «سليل الخير»، مضيفا أنه تبين من وثائق يجري فحصها أنه وقعت خلافات بخصوص جلب قيادات متطرفة لمقاتلين إندونيسيين وماليزيين: «جرت خلافات بخصوص جلبهم إلى ليبيا، بين كل من جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة. وهيمن الإخوان على جلب الإندونيسيين، بينما اتجهت المقاتلة للتخصص في الماليزيين».
وقدم داعشي آخر ألقت قوات مصراتة القبض عليه في سرت معلومات عن الطريقة التي دخل بها مع جماعته إلى الحدود الليبية منذ اجتيازه للنقاط التي يسيطر عليها مقاتلون تابعون لـ«القاعدة»، وحتى دخول منطقة القطرون، قرب سبها. وبدأت أطراف استخباراتية تعمل في ليبيا في البحث في ملف «أبو نادر» منذ ظهوره على السطح في ليبيا، بعد مقتل القذافي حتى الآن، وعلاقاته المتشعبة بالمتطرفين، ليس في ليبيا فحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وتوجد في الوقت الحالي وجهات نظر مختلفة بين قيادات قوات «البنيان المرصوص» التي يشرف عليها المجلس الرئاسي.. هل تواصل حصار من تبقى من «داعش» في سرت، أم تفتح لها الطريق للخروج من المدينة، ثم اصطياد هذه العناصر بعد ذلك في الصحراء؟ وتخشى بعض القيادات من ظهور مراكز للدواعش في مدن أخرى. وبالتالي، استمرار الفوضى في ليبيا. ويقول طارق القزيري، أحد مستشاري الحوار والاتفاق السياسي الليبي الذي أنتج المجلس الرئاسي، لـ«الشرق الأوسط»: «أنا واحد من الناس كنت أتمنى، بشكل شخصي، أن يتركوا أي ممر لخروج الدواعش. وبعد ذلك، يتتبعونهم بالطيران، ويحاصرونهم في مكان بعيد.. هذا أفضل من أن يكون القتال في وسط سرت، لكن يبدو أن هذا الخيار لم يتخذونه لخشيتهم من انتقال الدواعش إلى أماكن أخرى داخل ليبيا».
يوميات الحرب في سرت 4-5 : من أين جاء «دواعش سرت».. وإلى أين يذهبون؟
تحقيقات عن استعانة قادة ليبيين بآلاف المقاتلين الأجانب
يوميات الحرب في سرت 4-5 : من أين جاء «دواعش سرت».. وإلى أين يذهبون؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة