الأخضر يسعى لاقتناص عصفورين بنقاط الإمارات

فوزه سيضمن له الصدارة «آسيويا».. والتقدم «عالميا»

لاعبو الأخضر يحتفلون بهدف التعادل الثمين في شباك أستراليا (تصوير: محمد المانع) - من المواجهة التي جمعت المنتخب السعودي وأستراليا في تصفيات آسيا (تصوير: محمد المانع)
لاعبو الأخضر يحتفلون بهدف التعادل الثمين في شباك أستراليا (تصوير: محمد المانع) - من المواجهة التي جمعت المنتخب السعودي وأستراليا في تصفيات آسيا (تصوير: محمد المانع)
TT

الأخضر يسعى لاقتناص عصفورين بنقاط الإمارات

لاعبو الأخضر يحتفلون بهدف التعادل الثمين في شباك أستراليا (تصوير: محمد المانع) - من المواجهة التي جمعت المنتخب السعودي وأستراليا في تصفيات آسيا (تصوير: محمد المانع)
لاعبو الأخضر يحتفلون بهدف التعادل الثمين في شباك أستراليا (تصوير: محمد المانع) - من المواجهة التي جمعت المنتخب السعودي وأستراليا في تصفيات آسيا (تصوير: محمد المانع)

سيضرب المنتخب السعودي، أكثر من عصفور، بحجر الفوز على المنتخب الإماراتي، في المواجهة المقبلة التي ستجمعهما ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018.
وفي حال نجح الأخضر في مهمته، سيتصدر المجموعة أو على الأقل يبقى في الوصافة بفارق الأهداف في حال فوز المنتخب الأسترالي على الياباني في الجولة نفسها.
وسيكون المكسب الثاني للمنتخب السعودي التقدم في التصنيف الدولي للمنتخبات حيث سيتقدم مركزين على الأقل في التصنيف الذي صدر مؤخرا وشهد تقدما تاريخيا للمنتخب السعودي ليحل في المركز 52 عالميا ليكون هذا المركز الأفضل من 8 سنوات تقريبا وتحديدا شهر نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2008 حيث حل في التصنيف 52 أيضا.
وأسهمت النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب السعودي تحت قيادة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك منذ تولى هذا المدرب المهمة في سبتمبر (أيلول) من العام 2015 ولم يتعرض المنتخب السعودي من حينها لأي خسارة سواء في التصفيات الأولية أو النهائية الحالية بعد مضي 3 جولات ليتقدم من المركز 93 إلى المركز 52 حيث كان التقدم 41 مركزا بشكل تدريجي.
وفي حال تقدم المنتخب السعودي في التصنيف الجديد المرتقب بعد الجولة الآسيوية أكثر من مركزين فسيخترق حاجز الخمسين ليدخل ضمن قائمة الأربعين ليكون المركز الجديد هو أفضل ختام لاتحاد كرة القدم الحالي الذي يقوده أحمد عيد الذي تنتهي فترة ولايته أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وقال عضو لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم والمختص بالتوثيق نعيم البكر لـ«الشرق الأوسط» بأن المنتخب السعودي سيصل إلى النقطة (593) في حال الفوز على المنتخب الإماراتي مقابل (588) نقطة يملكها حاليا أوصلته للمركز 52.
وبين أن التقدم مركزين أو أكثر في التصنيف القادم لن يكون بشكل مؤكد قبل ختام جولة الثلاثاء في التصفيات المؤهلة إلى المونديال التي تقع كما هو معروف تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وليس الاتحادات القارية.
وجاء المنتخب السعودي في المركز الخامس بين المنتخبات الآسيوية التي يتصدرها منتخب إيران ويليه أستراليا ثم كوريا الجنوبية ثم أوزباكستان واليابان في المركز السادس مع التصنيف الحالي للمنتخبات الذي تم إعلانه في الخامس من شهر سبتمبر الماضي وبكل تأكيد سيتقدم في حال الفوز في المباراة القادمة.
وكان مارفيك قد وعد خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب توقيعه لتدريب الأخضر حتى أبريل (نيسان) 2017 بالعمل على تطوير الأخضر أكثر والتقدم في التصنيف العالمي، مبينا حينها أنه خلال التصفيات ظهر الأخضر مميزًا أداء ونتائج وانعكس ذلك على تصنيفه هذا إنجازا ينبغي أن يشار له وأن نشكر اللاعبين عليه.
كان «الأخضر» السعودي قريبا من الخروج بالعلامة الكاملة وانتزاع صدارة المجموعة لولا بعض الأخطاء الفردية التي حدثت أثناء المباراة وساهمت في تسجيل الهدف الأسترالي الثاني، إلى جانب سوء الطالع الذي لازم المهاجم فهد المولد الذي فوت فرصة الحسم في الدقائق الأخيرة.
ومنحت هذه النتيجة الإيجابية أمام المنتخب الأسترالي القوي لاعب السعودية جرعة معنوية كبيرة قبل موقعة «الديربي» المرتقبة مع المنتخب الإماراتي، كما أنها رفعت سقف الطموح لدى السعوديين الذين يسعون إلى تكرار الإنجازات السابقة وبلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة بعد خيبة الأمل في آخر مونديالين.
ومثل منتخب السعودية عرب آسيا في أربع نسخ متتالية لكأس العالم في الولايات المتحدة 1994 (بلغ الدور الثاني) وفرنسا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006.
ويعتبر المنتخب السعودي أحد ثلاثة منتخبات آسيوية لم تخسر منذ بداية التصفيات وحتى الآن، حيث خاض 11 مباراة منها 8 في الدور الثاني و3 في الدور الحاسم وتمكن من الفوز في 8 مباريات وتعادل في 3 أخرى، وسجل هجومه 33 هدفا فيما استقبلت شباكه 7 أهداف فقط.
ونال أداء «الأخضر» الثناء من الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة الذي توجه إلى اللاعبين قائلا: «رغم التعادل، شكرا لكم على المستوى الذي أثق أنه سيقودنا للفوز في المباراة المقبلة».
وتابع: «إن مشوار التأهل ما زال طويلا حيث تبقى سبع مباريات ويجب أن يكون التعامل مع كل مباراة على حدة»، مشددا «على أن لاعبي المنتخب يقدرون المسؤولية ويدركون أن الكل يقف خلفهم ويدعمهم».
وشهدت المباراة حضورا جماهيريا لافتا وصل إلى 51 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة.
وقال رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد: «كنا الأفضل وسجلنا هدفا مبكرا ولكن المنتخب الأسترالي عاد في نهاية الشوط الأول وأدرك التعادل من ركلة ركنية وساهم في تسجيله قلة التركيز قبل أن يضيف هدفه الثاني في الشوط الثاني».
وتابع: «لكن بالروح العالية والأداء الكبير الذي بذله اللاعبون وبواقعية المدرب مارفيك (الهولندي بيرت فان مارفيك) نجحنا في التعديل وهذا أمر جيد»، مضيفا: «الحصول على سبع نقاط من أصل تسع يعتبر أمرا جيدا مع أن مبتغانا كان أكبر من ذلك وهو الحصول على العلامة الكاملة».
وحول المباراة المقبلة مع المنتخب الإماراتي قال: «الفوز سيمنحنا فرصة أكبر للمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل مباشرة، وأعتقد بأن حظوظنا وافرة سيما أن لدينا إمكانيات كبيرة».
وأعرب فان مارفيك بدوره عن ارتياحه للمستوى والنتيجة بقوله «كانت المباراة مثيرة كما توقعنا ولعبنا في أول عشرين دقيقة بطريقتنا المعتادة وبأسلوب الضغط العالي وسجلنا هدفين من هجمتين منسقتين، ولكن بعد ذلك لم نظهر بالشكل المأمول كونه من الصعب اللعب بمستوى ثابت طوال المباراة».
وتحدث عن الأخطاء قائلا: «هدفا المنتخب الأسترالي نجما عن خطأين فرديين، ولكن رغم ذلك أهنئ اللاعبين على العودة في النتيجة التي أعتبرها إيجابية».
وطالب تيسير الجاسم صاحب الهدف السعودي الأول بنسيان مباراة أستراليا والتفكير في المباراة المقبلة أمام الإمارات بقوله «كان هدفنا الظفر بالنقاط الثلاث وتقديمها هدية لجماهيرنا الوفية، ولكن نعدها بالتعويض في المباراة المقبلة التي نعتبرها مهمة ونبحث من خلالها عن الفوز».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».