اليمن: الانقلابيون يواصلون «تجويع الشعب» وسط تحذيرات أممية

الرئيس اليمني يكلف المفتش العام للقوات المسلحة القيام بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة

اليمن: الانقلابيون يواصلون «تجويع الشعب» وسط تحذيرات أممية
TT

اليمن: الانقلابيون يواصلون «تجويع الشعب» وسط تحذيرات أممية

اليمن: الانقلابيون يواصلون «تجويع الشعب» وسط تحذيرات أممية

أطلق منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين تحذيرًا من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال في اليمن، في الوقت الذي تصدى فيه الجيش الوطني والمقاومة اليمنية أمس (الجمعة)، لمحاولات «تجويع الشعب اليمني» التي تفرضها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في مواجهات هي الأعنف مع الانقلابيين.
وتفصيلاً في جبهة مريس، بقرية الرمة بمحافظة الضالع، لقي ما لا يقل عن 27 من الميليشيات الانقلابية مصرعهم على يد قوات الجيش الوطني.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة قوله: «إن هذه المواجهات جاءت بعد فرض الميليشيا الانقلابية حصارًا خانقًا منعت من خلاله دخول المواد الأساسية والتموينية للمواطنين».
وفي محافظة مأرب تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية من تحرير موقعين في جبهة صرواح باتجاه منطقة الزغن التابعة لمديرية بني ضبيان محافظة صنعاء.
وقال مصدر عسكري بالمحافظة إن قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية تمكنت أمس من التقدم والسيطرة على مواقع ومناطق استراتيجية أبرزها قرية آل عوير ومحيطها وجبل الطريف وجبل الدرم والتبة البيضاء في جبهة المخدرة بمديرية صرواح، إثر معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وأضاف المصدر أن قوات الجيش الوطني واصلت تقدمها باتجاه منطقة وادي الضيق شمال غربي جبل «هيلان» الاستراتيجي، بهدف قطع خطوط الإمداد عن الميليشيات وتطويق ما تبقى من مواقعهم، مؤكدًا أن ميليشيات الحوثي وصالح تكبدت خلال الاشتباكات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري.
وفي تعز قتل 7 من ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في معارك مع الجيش الوطني والمقاومة بعدد من الجبهات بالمحافظة.
وقال مصدر في المقاومة لوكالة الأنباء اليمنية إن المعارك التي دارت على تخوم مديرية التربة والمقاطرة جنوب المحافظة، إضافة إلى غارات التحالف العربي أسفرت عن مقتل 7 من الميليشيا الانقلابية وإصابة 12 آخرين.
وذكر المصدر أن رجال الجيش الوطني تصدوا لمحاولات تسلل للميليشيا الانقلابية إلى سوق الربوع في المقاطرة رغم الغطاء الناري المكثف، الذي كانوا يهدفون من ورائه إلى قطع المنفذ الجنوبي الذي يربط مدينة تعز بمحافظة لحج، وأسفرت المعارك عن «استشهاد» 2 من الجيش الوطني والمقاومة وإصابة 5 آخرين.
إلى ذلك قتل مدني وأصيب 3 آخرون بقصف للميليشيا الانقلابية على الأحياء السكنية في مدينة تعز.
من جهة أخرى، حذر ستيفن أوبراين منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال في اليمن.
وذكر أوبراين في حوار أجرته معه إذاعة الأمم المتحدة أن الناحية اللوجيستية لإيصال أية إمدادات أصبحت أكثر صعوبة بسبب الوضع الحالي في محافظة الحديدة، ولفت إلى أن ارتفاع المعدل الكبير لسوء التغذية بين الأطفال الصغار في اليمن خصوصًا في محافظة الحديدة.
وتأتي تصريحات منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة بعد زيارته التي قام بها أخيرًا إلى الحديدة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية وما يعانيه المواطنون من أوضاع مأساوية نتيجة عمليات انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على السلطة وما تسببت به من أوضاع اقتصادية وصحية.
على صعيد آخر، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم (السبت) تكليفًا، للواء الركن عادل القميري، المفتش العام للقوات المسلحة اليمنية للقيام بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة، خلفا للواء عبد الرب الشدادي، الذي قُتل يوم أمس، في المعارك التي جرت بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، في مديرية صرواح بمأرب.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، بأن نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح، ولدى وصوله مأرب، أصدر التكليف بناء على تعليمات من الرئيس هادي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.