من الطاولة إلى «لعبة أور الملكية».. كيف غزت ألعاب من الشرق الأوسط العالم

معرض «ألعاب الطاولة» في لندن يتتبع تطورها وصمودها أمام الألعاب الإلكترونية

جانب من معرض { ألعاب الطاولة} في متحف الطفولة بلندن ({الشرق الأوسط}) - من الألعاب المعروضة - لعبة {كودو} (الصورة من متحف فيكتوريا أند فيكتوريا) - لعبة الطاولة التي تطورت عن لعبة {أور الملكية} - لعبة شطرنج بشخصيات {أليس من بلاد العجائب}  (متحف فيكتوريا أند ألبرت) - نسخة من القرن التاسع عشر للعبة السلم والثعبان (متحف فيكتوريا أند ألبرت)  ({الشرق الأوسط})
جانب من معرض { ألعاب الطاولة} في متحف الطفولة بلندن ({الشرق الأوسط}) - من الألعاب المعروضة - لعبة {كودو} (الصورة من متحف فيكتوريا أند فيكتوريا) - لعبة الطاولة التي تطورت عن لعبة {أور الملكية} - لعبة شطرنج بشخصيات {أليس من بلاد العجائب} (متحف فيكتوريا أند ألبرت) - نسخة من القرن التاسع عشر للعبة السلم والثعبان (متحف فيكتوريا أند ألبرت) ({الشرق الأوسط})
TT

من الطاولة إلى «لعبة أور الملكية».. كيف غزت ألعاب من الشرق الأوسط العالم

جانب من معرض { ألعاب الطاولة} في متحف الطفولة بلندن ({الشرق الأوسط}) - من الألعاب المعروضة - لعبة {كودو} (الصورة من متحف فيكتوريا أند فيكتوريا) - لعبة الطاولة التي تطورت عن لعبة {أور الملكية} - لعبة شطرنج بشخصيات {أليس من بلاد العجائب}  (متحف فيكتوريا أند ألبرت) - نسخة من القرن التاسع عشر للعبة السلم والثعبان (متحف فيكتوريا أند ألبرت)  ({الشرق الأوسط})
جانب من معرض { ألعاب الطاولة} في متحف الطفولة بلندن ({الشرق الأوسط}) - من الألعاب المعروضة - لعبة {كودو} (الصورة من متحف فيكتوريا أند فيكتوريا) - لعبة الطاولة التي تطورت عن لعبة {أور الملكية} - لعبة شطرنج بشخصيات {أليس من بلاد العجائب} (متحف فيكتوريا أند ألبرت) - نسخة من القرن التاسع عشر للعبة السلم والثعبان (متحف فيكتوريا أند ألبرت) ({الشرق الأوسط})

«نحن لا نتوقف عن اللعب بسبب تقدمنا في العمر، وإنما نتقدم في العمر بسبب تركنا للعب»، جملة للكاتب الشهير جورج برنارد شو، تتصدر الحائط في معرض «خطة اللعب: إعادة اكتشاف ألعاب الطاولة» الذي يفتح أبوابه اليوم بمتحف الطفولة الواقع في منطقة بيثنال غرين بلندن. بعد خطوات نجد جملة أخرى تقول: «إذا كنت غير مستعد لفقدان كل صديق لك أمام رقعة لعب، فلا تلعب بعزم كاف».
تترامى أصوات ضحكات وكلام الأطفال في جنبات المبنى الذي يبدو مبهجا بمعروضاته من الألعاب القديمة والحديثة، وبعرض مُغرٍ جدا في محل الهدايا في مدخل المتحف، يضم مختلف الألعاب المصغرة وكتب التلوين والقصص. ويبدو أن حماسة الأطفال وسرورهم يسري في الجو، فأنطلق سريعة الخطوة بين خزانات العرض، حتى أصل لمكان المعرض.
بداية المعرض تجعله يبدو محدودا، ولكنه يخدع الزائر الذي سيجد نفسه منغمسا في المعروضات، متنقلا من قاعة لأخرى، ليجد في النهاية أن المعرض لم يبح بكل كنوزه دفعة واحدة، بل خبأ كثيرا منها على الطريق وعبر ممر ملتوٍ متفرع في كل مرحلة، ليضم نماذج نادرة لألعاب سمعنا عنها وأخرى لا نعرفها، معظمها مستمد من مجموعة متحف فيكتوريا آند ألبرت. المعرض يضم 100 قطعة، منها نماذج لألعاب من أنحاء العالم، ويستكشف جانب قواعد اللعب وتاريخ ظهور اللعب. أيضا كان للتصميم دور في منحها الشكل المميز لها. من استكشاف تاريخ لعبة الشطرنج للأشكال المختلفة للعبة السلم والثعبان، نمر بألعاب جمعت أفراد العائلة وولّدت الضحكات والمشاجرات، مثل مونوبولي. هناك أيضا ألعاب لها مكان في التاريخ، ولكنها محدودة إن لم تكن مهجورة اليوم، مثل لعبة «البطة» الفرنسية الأصل.
البداية كانت من مصر القديمة، ولعبة باسم «سينيت»، التي تعتبر أقدم لعبة معروفة تعود لـ3000 عام قبل الميلاد، وكانت تعتبر اللعبة الرسمية في مصر، تلعبها جميع طوائف المجتمع. وعلى الرغم من أن قواعد اللعبة غير معروفة، إلا أنها تبدو لعبة لشخصين يتسابقان فيما بينهما على رقعة اللعبة المقسمة لـ30 مربعا. نعرف أن نماذج من اللعبة عثر عليها في مقابر الفراعنة، وأشهرها ما عثر عليه في مقبرة توت عنخ آمون.
من الألعاب الشهيرة والمعروفة في كثير من بلدان العالم، والتي نشأت في الهند، لعبة «السلم والثعبان» أو «قسمت» حسب اسمها الهندي، ويعني «القضاء». اللعبة حسب تراثها الهندي تعتمد على الصفات الحميدة السبع التي يجب على اللاعب التحلي بها، وعبر مروره على المربعات التي تحمل أسماء الفضيلة قد يتعثر في ثعبان «يغويه»، وينحدر به لمكان غير حميد. هناك أكثر من نموذج لهذه اللعبة المحبوبة، بعضها يستخدم الأساطير الهندية وفكرة رحلة الروح للسماء وتعثرها في الأعمال السيئة، وتساعد السلالم الموضوعة الروح في محاولتها للصعود للسماء، بينما تحاول الثعابين عرقلتها. هناك نموذج آخر صنع في ألمانيا عام 1895 يستخدم الصفات البشرية الحميدة والسيئة كمحطات على رقعة اللعبة. وتوجد في الهند 3 نسخ من اللعبة لتناسب كل الأديان.
اللعبة الثانية هي «لودو». الطريف أن اللعبتين كانتا مقتصرتين على البالغين، وعند انتقالهما لأوروبا، وتحديدا إنجلترا، في نهاية القرن التاسع عشر، تم تعديلهما ليستطيع الأطفال اللعب أيضا.
لعبة الشطرنج تستحوذ على مساحة كبيرة في المعرض، نتابعها في رسومات أثرية توضح بداياتها في القرن الخامس أو السادس في الهند، وتعتمد على استراتيجيات الحروب، ونتابع أيضا النماذج المختلفة التي صنعت من وحيها في مختلف بلدان العالم. ويسمى أقدم نموذج للعبة «شطرنجا»، ويعتمد على 4 فرق من الجيش الهندي: الأفيال، والفرسان، والعربات، والمشاة. وانتشرت اللعبة في أوروبا كغيرها بعد مرورها بالعالم الإسلامي، حيث كانت لعبة الأغنياء والموسرين، وبطبيعة الحال تغيرت القطع بعد وصولها لأوروبا لتحمل أسماء من الثقافة الأوروبية، كما تحولت القطعتان الرئيسيتان من الراج والوزير، إلى الملك والملكة. واللعبة تمارس الآن كما طورت في القرن الخامس عشر. تشدني جملة كتبت على الحائط هنا: «من المستحيل أن تفوز في لعبة الشطرنج بوقار، لم يوجد حتى الآن لاعب نطق بكلمات (كش ملك) أمام غريمه بصوت ليس فيه نبرة التفاخر والمتعة».
من النماذج الطريفة من اللعبة، نموذج صنعته شركة الألعاب «ليغو»، وأسمته «شطرنج القراصنة»، ويتميز بالشخصيات الطريفة الملونة، ويبرز منها اثنان من الجنود، أحدهما يحمل خبز «ياغيت» بدلا من البندقية، وآخر يحمل موزة، وتزين اللعبة بوحدات زرقاء ترمز للبحر، وقطع على هيئة أشجار النخيل.
ولا يمكن أن يمر معرض مثل هذا من دون لعبة «مونوبولي» أو «بنك الحظ» كما عرفت في عالمنا العربي. في ركن من المعرض حيث وضعت رُقع ألعاب مختلفة مع مقاعد ليستطيع الزوار الصغار ممارسة الألعاب المختلفة، نلمح في جانب حائطا باللون الأحمر، في وسطه نافذة بقضبان سوداء، وإلى جانبها رسم لرجل المونوبولي الشهير، وجملته الأشهر «اذهب للسجن»، وهي جملة عذبت كثيرين ممن لعبوا المونوبولي في صباهم.
من المونوبولي ينتقل المعرض للعالم الحديث وبداية تغير قواعد اللعبة، حسب التعبير الدارج، فرُقع الألعاب تحولت لشاشات، وبدأت الألعاب الإلكترونية، ونمر بنماذج شهيرة، أشهرها «باك مان»، وغيرها من الألعاب التي تطورت بعد ذلك. ولكن الطريف أن المعرض أيضا يقدم لنا نماذج مصنوعة من رقع الكارتون للألعاب الإلكترونية، وهو ما يؤكد أن ألعاب الطاولة لم تنته على الرغم من المنافسة الإلكترونية الحامية، فالالتفاف حول رقعة اللعب يجمع العائلات والأصدقاء، وهو ما لا تفعله الألعاب على شاشات الهاتف. وفي هذا الشأن نذكر تحقيقا أحجرته صحيفة «الغارديان» عن مقهى تخصص في تقديم لوحات اللعب بمختلف أشكالها وأنواعها لزبائنه، ويشهد إقبالا ضخما شجع آخرين على إنشاء أماكن مشابهة في عدد من المدن البريطانية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.