طالبت الحكومة السورية المؤقتة الأمم المتحدة بإقالة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، معلنة وقف جميع أشكال التواصل والتعاون معه وفريقه، وذلك غداة دعوته مقاتلي «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقًا) للانسحاب من شرق مدينة حلب، والإعراب عن استعداده لمواكبتهم بنفسه إلى خارج المدينة؛ وهو ما دفع موسكو إلى الترحيب بالاقتراح.
وعبّرت الحكومة السورية المؤقتة، في بيان نشرته على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن صدمتها الشديدة من تصريحات المبعوث الأممي عن الأوضاع في مدينة حلب: «واقتراحه المخالفة للمبادئ الإنسانية والمعايير المهنية للمنظمة التي يمثلها». وأشارت إلى أن المبعوث الدولي، وبدلاً من أن «يدين العدوان بكافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا على المدنيين والمطالبة بإيقافه فورًا باعتباره إرهابًا منظما، فقد انحاز لرواية النظام وروسيا، وقدم لهم المبررات للاستمرار في عدوانهم مقايضا تقديم المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى والمرضى بالاستسلام وإفراغ المدينة بأبنائها».
وأكدت الحكومة في بيانها، أن دي ميستورا «جعل من الأمم المتحدة التي يمثلها ومن شخصه شريكًا في المشروع الهادف إلى إحداث تغيير ديموغرافي على أساس طائفي في سوريا». وطالبت الحكومة المؤقتة، الأمم المتحدة بإقالة مبعوثها «لوقوعه في خطيئة مهنية كبيرة»، كما أعلنت إيقاف جميع أشكال التواصل والتعاون معه ومع فريقه فورا. وكان دي ميستورا حذر الخميس من أن مناطق الثوار في شرقي حلب قد تتعرض لدمار شامل خلال أسابيع، منتقدًا روسيا لعدم تمييزها المدنيين من المسلحين، حسب تعبيره. وقال: إن الجزء الشرقي من مدينة حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة «يواجه دمارا شاملا خلال شهرين، أو شهرين ونصف على أقصى تقدير مع احتمال مقتل الآلاف»، وأنه «مستعد لأن يرافق مسلحي (جبهة فتح الشام) بنفسه إلى خارج المدينة إذا كان هذا سيوقف القتال».
واعتبرت الحكومة المؤقتة هذه التصريحات عبارة عن مباركة له بخروج المقاتلين من المدينة على أساس ديمغرافي، رابطًا هذا بوجود «جبهة فتح الشام» على الرغم من أنها قلة بالمقابل مع الفصائل الأخرى المتواجدة في المدينة. وبينما يقول دي ميستورا إن 900 مقاتل يتبعون «جبهة النصرة» يتواجدون في حلب، قالت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن التقديرات تتحدث عن 250 مقاتلاً يتبعون «فتح الشام»، بينما ينتمي أغلب المقاتلين الباقين إلى فصائل المعارضة المعتدلة.
وفي رد على دي ميستورا، رفض المتحدث باسم «جبهة فتح الشام» حسام الشافعي، دعوة المبعوث الدولي إلى خروجها من حلب، معتبرًا أنها تأتي تماشيا مع تصريحات رئيس النظام السوري بإفراغ حلب من المسلحين. وأضاف المتحدث باسم الجبهة في تصريحات نشرها على حسابه في موقع «تويتر»، أن دي ميستورا لم يرافق أطفال مضايا إلى أقرب مستشفى، ولم يتكفل بإيصال سلة إغاثية إلى أي منطقة محاصرة في سوريا، ولم يوقف القصف المتواصل عن حلب ساعة، فضلا عن قوافل المساعدات الدولية التابعة للأمم المتحدة التي يعمل بها.
المعارضة، تربط بين تصريحات دي ميستورا ومطالب النظام السوري، حيث أعلن رئيسه أول من أمس الخميس، أنه لا يمكن أن يوجد أي حل إلا إذا ألقى المسلحون في حلب أسلحتهم ووقعوا اتفاقا مع حكومته، وإلا فإنه لن يكون هناك خيار سوى القضاء عليهم. وتقدم الحكومة المؤقتة الخدمات المدنية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في سوريا. وكانت أعلنت مطلع الأسبوع الحالي دعمها مبادرة الاتحاد الأوروبي الهادفة إلى إدخال المساعدات الطبية والمياه والاحتياجات الغذائية إلى المنطقة المحاصرة من مدينة حلب، وإجلاء الجرحى والمرضى ممن هم في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية.
الحكومة السورية المؤقتة تعلن وقف التعاون مع دي ميستورا وتطالب الأمم المتحدة بإقالته
«فتح الشام» ترفض دعوة المبعوث الدولي لخروجهم من أحياء المدينة
الحكومة السورية المؤقتة تعلن وقف التعاون مع دي ميستورا وتطالب الأمم المتحدة بإقالته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة