تركيا تطالب الدول «المصدرة» للمقاتلين الأجانب بوقف تدفقهم

مقتل 9 من الجيش السوري الحر في «درع الفرات» وضرب 49 هدفًا لـ«داعش»

الفرقاطة الروسية {ميراز} في طريقها الى سوريا عبر مضيق البوسفور التركي أمس (أ.ف.ب)
الفرقاطة الروسية {ميراز} في طريقها الى سوريا عبر مضيق البوسفور التركي أمس (أ.ف.ب)
TT

تركيا تطالب الدول «المصدرة» للمقاتلين الأجانب بوقف تدفقهم

الفرقاطة الروسية {ميراز} في طريقها الى سوريا عبر مضيق البوسفور التركي أمس (أ.ف.ب)
الفرقاطة الروسية {ميراز} في طريقها الى سوريا عبر مضيق البوسفور التركي أمس (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الجميع يفهم أن هزيمة «داعش» في وقت قصير ممكنة من خلال العمليات البرية على غرار عملية «درع الفرات» التي تدعم فيها تركيا مقاتلين من «الجيش السوري الحر» في شمال سوريا، داعيا لاتخاذ تدابير فعالة لمنع تدفق المقاتلين الأجانب على التنظيم الإرهابي.
وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي أمس مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «علينا الاستمرار بتلك الخطوات بشكل حاسم لتطهير العراق وسوريا من التنظيم الإرهابي الذي يضم مسلحين أجانب من 125 بلدًا، لقد اتخذنا تدابير عديدة حتى الآن من أجل وقف تدفق المسلحين مما أدى إلى انخفاض كبير في عددهم لكن ينبغي على البلدان المصدرة للمقاتلين الأجانب اتخاذ تدابير جادة وفعالة أيضا».
وشدد الوزير التركي على ضرورة أن يشمل التخطيط للعمليات العسكرية مرحلتي ما قبل «داعش» وبعده، ثم تسليم مسؤولية حفظ أمن المنطقة للعناصر المحلية. قائلا: «إن هذا هو سر النجاح، فموضوع رعاية العناصر المحلية لتلك المنطقة والشعور بأنهم هم من يذود عنها، مسألة في غاية الأهمية. نحن نريد أن يطبَّق هذا النموذج في الموصل شمال العراق أيضا. هذا النهج هو الأكثر واقعية».
وتواصل تركيا عملية «درع الفرات» التي انطلقت في 24 أغسطس (آب) الماضي لتطهير حدودها من التنظيمات الإرهابية وإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع بطول أكثر من 90 كيلومترا على محور جرابلس الراعي وعمق 45 كيلومترا.
وتدور المعارك الآن حول مدينة الباب، بريف محافظة حلب، وسط تأكيدات تركية بأن العملية ستستمر حتى تطهير الباب وما حولها من «داعش» وتطهير مدينة منبج المجاورة من «ميليشيا وحدات الشعب» الكردية في الوقت الذي أبدت فيه أنقرة استعدادها للمشاركة في تحرير الرقة عاصمة التنظيم، في شمال سوريا، بشرط عدم مشاركة القوات الكردية والمشاركة في عملية مماثلة لتحرير الموصل شرط عدم مشاركة الميليشيات الشيعية.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني إن على مجلس الأمن الدولي، إيجاد حل للحرب الأهلية في سوريا بشكل عاجل، «فالحاجة لذلك باتت ملحة». وأشار إلى أن تركيا لعبت دورًا كبيرًا جدًا في المجال الإنساني وتحملت أعباءً كبيرة في هذا الإطار، وقامت بالوفاء بالتزاماتها على أتم وجه وأكثر.
وحول الاتفاقية الموقعة في مارس (آذار) الماضي بين تركيا والاتحاد الأوروبي فيما يخص المهاجرين السوريين، لفت الوزير الإسباني إلى أن التعاون بين تركيا والاتحاد من شأنه أن يرتفع إلى مراحل أفضل في ظل تلك الاتفاقية.
ميدانيا، أعلن الجيش التركي قصف 49 هدفا تابعا لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا أمس الجمعة في إطار عملية درع الفرات. وذكر بيان لرئاسة الأركان التركية أن القوات المسلحة استخدمت قرابة 153 قذيفة مدفعية و116 قذيفة راجمة، و9 قذائف دبابات، في قصف الأهداف المذكورة والتي شملت مواقع وتحصينات عسكرية وأماكن إيواء مؤقتة كان يقطنها الإرهابيون. وتمكنت قوات المعارضة السورية المعتدلة، بفضل القصف التركي برا وجوا، من السيطرة إلى حد كبير على الحي السكني بمنطقة أخترين على خط «أعزاز - الراعي» بريف محافظة حلب، بعد اشتباكات مع «داعش»، بحسب بيان رئاسة الأركان. وخلال الاشتباكات، قتل 9 من عناصر الجيش السوري الحر وأصيب 32 آخرون، بجروح متفاوتة، فيما أشار البيان إلى عدم وقوع أي خسائر في الأرواح أو المعدات في صفوف القوات التركية المشاركة في العمليات بالمناطق المذكورة.
وفي سياق متصل، أكّد البيان أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي شنّت غارات جوية ضد مواقع «داعش» في عدة قرى شمال حلب، وألقت 19 قنبلة على 18 موقعا يستخدمها مسلحو التنظيم كمراكز لقيادة العمليات ومخازن للأسلحة والذخيرة. وأوضح البيان أن قوات التحالف الدولي أيضا شنّت 3 غارات جوية على مواقع «داعش» في مناطق جنوب بلدة أخترين، شمال حلب، وتمكنت من قتل 3 من مسلحي التنظيم الإرهابي. وتمكنت فرق الكشف عن الألغام والمواد المتفجرة في المناطق المحررة من إبطال مفعول 6 قنابل يدوية الصنع كانت عناصر «داعش» زرعتها قبل الانسحاب من تلك المناطق، ليرتفع عددها منذ انطلاق عملية درع الفرات إلى ألف و16 قنبلة، فضلا عن 28 لغما.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.