قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الجميع يفهم أن هزيمة «داعش» في وقت قصير ممكنة من خلال العمليات البرية على غرار عملية «درع الفرات» التي تدعم فيها تركيا مقاتلين من «الجيش السوري الحر» في شمال سوريا، داعيا لاتخاذ تدابير فعالة لمنع تدفق المقاتلين الأجانب على التنظيم الإرهابي.
وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي أمس مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «علينا الاستمرار بتلك الخطوات بشكل حاسم لتطهير العراق وسوريا من التنظيم الإرهابي الذي يضم مسلحين أجانب من 125 بلدًا، لقد اتخذنا تدابير عديدة حتى الآن من أجل وقف تدفق المسلحين مما أدى إلى انخفاض كبير في عددهم لكن ينبغي على البلدان المصدرة للمقاتلين الأجانب اتخاذ تدابير جادة وفعالة أيضا».
وشدد الوزير التركي على ضرورة أن يشمل التخطيط للعمليات العسكرية مرحلتي ما قبل «داعش» وبعده، ثم تسليم مسؤولية حفظ أمن المنطقة للعناصر المحلية. قائلا: «إن هذا هو سر النجاح، فموضوع رعاية العناصر المحلية لتلك المنطقة والشعور بأنهم هم من يذود عنها، مسألة في غاية الأهمية. نحن نريد أن يطبَّق هذا النموذج في الموصل شمال العراق أيضا. هذا النهج هو الأكثر واقعية».
وتواصل تركيا عملية «درع الفرات» التي انطلقت في 24 أغسطس (آب) الماضي لتطهير حدودها من التنظيمات الإرهابية وإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع بطول أكثر من 90 كيلومترا على محور جرابلس الراعي وعمق 45 كيلومترا.
وتدور المعارك الآن حول مدينة الباب، بريف محافظة حلب، وسط تأكيدات تركية بأن العملية ستستمر حتى تطهير الباب وما حولها من «داعش» وتطهير مدينة منبج المجاورة من «ميليشيا وحدات الشعب» الكردية في الوقت الذي أبدت فيه أنقرة استعدادها للمشاركة في تحرير الرقة عاصمة التنظيم، في شمال سوريا، بشرط عدم مشاركة القوات الكردية والمشاركة في عملية مماثلة لتحرير الموصل شرط عدم مشاركة الميليشيات الشيعية.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني إن على مجلس الأمن الدولي، إيجاد حل للحرب الأهلية في سوريا بشكل عاجل، «فالحاجة لذلك باتت ملحة». وأشار إلى أن تركيا لعبت دورًا كبيرًا جدًا في المجال الإنساني وتحملت أعباءً كبيرة في هذا الإطار، وقامت بالوفاء بالتزاماتها على أتم وجه وأكثر.
وحول الاتفاقية الموقعة في مارس (آذار) الماضي بين تركيا والاتحاد الأوروبي فيما يخص المهاجرين السوريين، لفت الوزير الإسباني إلى أن التعاون بين تركيا والاتحاد من شأنه أن يرتفع إلى مراحل أفضل في ظل تلك الاتفاقية.
ميدانيا، أعلن الجيش التركي قصف 49 هدفا تابعا لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا أمس الجمعة في إطار عملية درع الفرات. وذكر بيان لرئاسة الأركان التركية أن القوات المسلحة استخدمت قرابة 153 قذيفة مدفعية و116 قذيفة راجمة، و9 قذائف دبابات، في قصف الأهداف المذكورة والتي شملت مواقع وتحصينات عسكرية وأماكن إيواء مؤقتة كان يقطنها الإرهابيون. وتمكنت قوات المعارضة السورية المعتدلة، بفضل القصف التركي برا وجوا، من السيطرة إلى حد كبير على الحي السكني بمنطقة أخترين على خط «أعزاز - الراعي» بريف محافظة حلب، بعد اشتباكات مع «داعش»، بحسب بيان رئاسة الأركان. وخلال الاشتباكات، قتل 9 من عناصر الجيش السوري الحر وأصيب 32 آخرون، بجروح متفاوتة، فيما أشار البيان إلى عدم وقوع أي خسائر في الأرواح أو المعدات في صفوف القوات التركية المشاركة في العمليات بالمناطق المذكورة.
وفي سياق متصل، أكّد البيان أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي شنّت غارات جوية ضد مواقع «داعش» في عدة قرى شمال حلب، وألقت 19 قنبلة على 18 موقعا يستخدمها مسلحو التنظيم كمراكز لقيادة العمليات ومخازن للأسلحة والذخيرة. وأوضح البيان أن قوات التحالف الدولي أيضا شنّت 3 غارات جوية على مواقع «داعش» في مناطق جنوب بلدة أخترين، شمال حلب، وتمكنت من قتل 3 من مسلحي التنظيم الإرهابي. وتمكنت فرق الكشف عن الألغام والمواد المتفجرة في المناطق المحررة من إبطال مفعول 6 قنابل يدوية الصنع كانت عناصر «داعش» زرعتها قبل الانسحاب من تلك المناطق، ليرتفع عددها منذ انطلاق عملية درع الفرات إلى ألف و16 قنبلة، فضلا عن 28 لغما.
تركيا تطالب الدول «المصدرة» للمقاتلين الأجانب بوقف تدفقهم
مقتل 9 من الجيش السوري الحر في «درع الفرات» وضرب 49 هدفًا لـ«داعش»
تركيا تطالب الدول «المصدرة» للمقاتلين الأجانب بوقف تدفقهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة