تفجير انتحاري على الحدود التركية يستهدف مقاتلين في فصائل سورية.. و«داعش» يتبنى

انحسار نفوذ التنظيم والنظام ميدانيًا خلال الشهر الماضي أمام تقدم المعارضة

سوريون من بلدة «وقف» بريف حلب الشمالي يهربون من سيطرة «داعش» باتجاه بلدة الراعي المجاورة التي تم تحريرها أخيرا عبر معركة «درع الفرات» (رويترز)
سوريون من بلدة «وقف» بريف حلب الشمالي يهربون من سيطرة «داعش» باتجاه بلدة الراعي المجاورة التي تم تحريرها أخيرا عبر معركة «درع الفرات» (رويترز)
TT

تفجير انتحاري على الحدود التركية يستهدف مقاتلين في فصائل سورية.. و«داعش» يتبنى

سوريون من بلدة «وقف» بريف حلب الشمالي يهربون من سيطرة «داعش» باتجاه بلدة الراعي المجاورة التي تم تحريرها أخيرا عبر معركة «درع الفرات» (رويترز)
سوريون من بلدة «وقف» بريف حلب الشمالي يهربون من سيطرة «داعش» باتجاه بلدة الراعي المجاورة التي تم تحريرها أخيرا عبر معركة «درع الفرات» (رويترز)

رسم التفجير الانتحاري الذي استهدف معبر أطمة الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، وأودى بحياة 29 شخصًا، شكوكًا حول ما إذا كان اغتيالا لقادة معارضين يقاتلون ضمن عملية «درع الفرات» ضد تنظيم داعش في حلب، بالنظر إلى أن التفجير استهدف قياديين بارزين في المعارضة، في لحظة تواصل فيها هذه القوات المدعومة من تركيا، عملياتها ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي وأفقدته جزءًا واسعًا من نفوذه، وتقدمت على حسابه.
وقتل 29 مقاتلا على الأقل، أمس، من الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش، عند معبر أطمة على الحدود بين سوريا وتركيا، وفق حصيلة جديدة أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأفاد المرصد بارتفاع حصيلة التفجير الذي هز منطقة معبر أطمة الحدودي في ريف إدلب (شمال غرب) إلى «29 مقاتلا من الفصائل على الأقل بينهم قادة عسكريون».
وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن إن العملية «تمثل ردًا من قبل (داعش) على العمليات العسكرية التي تتوسع ضد التنظيم بريف حلب الشمالي»، مشيرًا إلى أن تلك العمليات «أفقدت التنظيم الكثير من مناطق نفوذه».
وبقيت فرضية «الاغتيال»، في إطار الشكوك، وقال القيادي في «أحرار الشام» محمد الشامي إن التحقيقات ستثبت ذلك، مشيرًا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن التحقيقات «تبحث في فرضية الاختراق الأمني لإحدى الفصائل، كون التفجير يقع للمرة الثانية في المنطقة نفسها خلال فترة بسيطة». وقال الشامي إن التفجير «استهدف رتل المؤازرة الذي كان يتوجه للقتال ضد (داعش) ضمن عملية درع الفرات بريف حلب الشمالي».
وبحسب مصادر المعارضة، قتل في التفجير القيادي في «أحرار الشام» الشيخ هشام خليفة الذي قاد معركة رتيان ضد «داعش» في وقت سابق. كما قتل قياديان بارزان من المعارضة، هما رئيس مجلس القضاء الأعلى خالد السيد والنائب العام محمد الفرج.
وتبنى تنظيم داعش التفجير في بيان تداولته مواقع وحسابات جهادية. وأورد في بيان نقلاه وكالة «أعماق»: «وفق الله جندي الخلافة.. من الانغماس وسط تجمع كبير» لفصائل قال إنها مدعومة «أميركيا» كانت تستعد لـ«الدخول لقتال» التنظيم. وأضاف: «فجر الاستشهادي سيارته المفخخة فيهم»، لافتا إلى أن قياديين من حركة أحرار الشام الإسلامية في عداد القتلى.
وأفادت وكالة «الأناضول» التركية التي أوردت في حصيلة أولية أن عدد القتلى عشرون، بأن التفجير وقع أثناء «تبديل المناوبات» أيضا.
وينضوي المقاتلون الذين استهدفهم التفجير في إطار فصائل معارضة تدعمها أنقرة، وتواصل قتالها ضد التنظيم بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، حيث باتت على مسافة قريبة من بلدة «دابق» الرمزية بالنسبة للتنظيم.
ومنذ بدء هجماتها ضمن عملية «درع الفرات»، وسعت قوات المعارضة السورية نطاق سيطرتها العسكرية على حساب «داعش» في ريف حلب الشمالي، حيث بلغت مساحة المنطقة المسيطر عليها بعد طرد تنظيم داعش نحو 960 كيلومترا مربعا.
هذه المساحة، إلى جانب التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة على حساب قوات النظام في ريف حماه، يبلغ 0.65 في المائة من المساحة الفعلية في سوريا، علما بأن قوات المعارضة هي الوحيدة بين القوى المتصارعة في سوريا التي حققت تقدمًا ملحوظًا خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما كان «داعش» والنظام، أبرز الذين خسروا مناطق يسيطرون عليها، حيث بلغت خسائر «داعش» 0.43 في المائة من المساحة الجغرافية الفعلية في سوريا، بينما خسر النظام 22 في المائة من المساحة.
ورد ذلك في خريطة النفوذ العسكري لشهر سبتمبر 2016، التي أصدرها مركز «جسور»، والتي أظهرت بعض التغيرات في نسب السيطرة الكلية والفعّالة لمختلف الأطراف المتحاربة عن خريطة النفوذ العسكري للشهر الماضي.
وقال المركز في تقريره: «حققت قوات المعارضة السورية في شهر أيلول تقدمًا كبيرًا في الريف الشمالي لمدينة حماه». وفيما تحدث عن تقدم المعارضة في مناطق الريف الشمالي لحلب المحاذية للحدود مع تركيا، قال إنه «في مدينة حلب كثف الطيران الروسي وطيران النظام قصفهما الوحشي على أحياء حلب الشرقية تمهيدًا لاجتياح بري متوقع، لكن دون أن تفلح قوات النظام والميليشيات المساندة حتى اللحظة في إحراز تقدم نوعي».
ورغم توالي التقارير الصحافية والتصريحات الرسمية التركية والأميركية حول قرب إطلاق معركة تحرير مدينتي «الرقة» و«الباب» من قبضة تنظيم داعش، فإن شهر سبتمبر لم يشهد أي استعدادات عسكرية ومؤشرات جدية بهذا الصدد، وذلك على ضوء الخلاف بين الطرفين التركي والأميركي حول مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التي بقيت نسبة سيطرتها شبه ثابتة خلال الشهر الماضي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.