شدد مختصون في ندوة نظمها المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم التابع لليونيسكو، أمس في الرياض، على ضرورة إعداد المعلم بصورة جيدة مهنيا وتربويا وتعليميا وفكريا، لمواجهة التحديات التي تواجه شباب اليوم، وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف والغلو والتبني الفكر الضال، مطالبين وزارة التعليم في السعودية بضرورة إطلاق استراتيجية تعنى بإعداد المعلم ليؤدي رسالته على النحو التي تقي المجتمع والطلاب من الوقوع في براثن الشرور والتغرير.
وفي هذا السياق، الدكتور حمد آل الشيخ نائب وزير التعليم السعودي السابق، لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) أصبح التطرف يلصق بالإسلام والمسلمين، حيث رسخ الغرب والإعلام الغربي لذلك، وأسيء استخدامها في الخصومات السياسية»، مبينا أن العبء في تقية الشباب من الانزلاق في الظواهر الدخيلة على المجتمع، يقع على المعلم كركيزة أساسية ومفصلية في المسيرة العملية التعليمية بعناصرها المختلفة.
وشدد على ضرورة التزام المعلم بترسيخ الوسطية والوطنية ومعالجة الغلو والتطرف بين طلابه، من خلال العمل على تعزيز ثقة الطالب في دولته ومجتمعه، والتصدي للأفكار المنحرفة والمغالاة المنتشرة في المجتمع، وتعزيز الالتفاف حول القيادة، بالإضافة إلى تعزيز التقارب والتواصل مع العلماء الراسخين في العلم.
وقال آل الشيخ على هامش ندوة «دور المعلم الوطني في مكافحة الإرهاب»، التي نظمها المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم التابع لليونيسكو، أمس في الرياض: «لا بد من تعزيز ثقافة السلم والتعايش، وتوصيل مفهوم الوسطية والاعتدال اعتقادا وفكرا وسلوكا والابتعاد عن الإشاعات المضللة مع ضرورة تبيان خطورة وسائل التواصل الاجتماعي إذا أسيء استخدامها».
وأضاف أن من سمات المعلم المطلوبة قدرته على تحقيق قدر كبير من العدل والإنصاف الذي يطبقه في قاعات الدراسة وخارجها مع عدالة تقويمه لطلابه، مع القدرة على مسك زمام المبادرة لترسيخ الحوار بينه وبين طلابه مع التوازن الانفعالي وتنمية روح التسامح وترسيخ الوازع الديني.
من ناحيته، قال عبد السلام وزير التعليم اليمني السابق لـ«الشرق الأوسط»: «إن التحديات التي تواجه الشباب والمجتمعات في المدارس، تحتم تجويد إعداد المعلم، بأن يكون على مهنية عالية، حول المخاطر التي تواجه المجتمع، مع تأكيدنا على أن وسائط التواصل الاجتماعي الجديدة قللت من دور المدرسة، وعليه ما لم يطور المعلم سيكون أداة غير كفؤة».
وأضاف: «إن المعلم المهني المجيد المتدرب والمطلع والمجدد لخبراته، لا يفصل بين المنهج والمدخلات الاجتماعية والسياسية ومتغيرات العصر المحيطة بالبيئة، ما جعل المعلم والطالب في مواجهة تحديات كالأمن الفكري والسياسي والاقتصادي وغيرها من القضايا التربوية والتعليمية الكبيرة».
وشدد على ضرورة استفادة المعلم من التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن المملكة رائدة في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بالجانب الفكري والمناصحة والحوار منوها بأنها الطريقة المثلى لمحاربة التطرف، حتى يكتسبوا القدرات في حججهم بشكل مقنع وبتسامح وقبول الآخر.
من جهته، قال الدكتور حسام زمان مدير المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم التابع لليونيسكو، لـ«الشرق الأوسط» إن «العالم يمر بمرحلة من أخطر مراحله التاريخية، سواء من حيث الهجوم على العالم العربي من الخارج، والتسلط الإيراني الفارسي، وغيرهما، ما خلق خلخلة في مفهوم الوطنية في العالم العربي، التي نشأت عنها ظاهرة الإرهاب بأشكالها المختلفة». وأوضح زمان أن الحكومات تبذل جهدا كبيرا في هذا الاتجاه لتصحيح الوضع الحالي، غير أنه ما الذي يضمن ألا تحدث هذه الظواهر في المستقبل مرة أخرى، إنه التعليم ولا نعني بالمناهج ومقرات الدراسة، بل نعني به المعلم الذي يتحدث إلى الأطفال بالساعات الطويلة دون رقيب أو رقابة.
السعودية: دعوات إلى ضرورة إعداد المعلم لتحصين جيل الغد من الفكر الضال
مختصون: الفجوة بين التعليم والتربية شاسعة
السعودية: دعوات إلى ضرورة إعداد المعلم لتحصين جيل الغد من الفكر الضال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة