«مهرجان بيروت الدولي للسينما».. أفلام تخاطب المجتمع العربي

76 عملاً يحتل فيها لبنان مساحة لا يستهان بها

شعار المهرجان
شعار المهرجان
TT

«مهرجان بيروت الدولي للسينما».. أفلام تخاطب المجتمع العربي

شعار المهرجان
شعار المهرجان

ينطلق «مهرجان بيروت الدولي للسينما» في دورته السادسة عشرة، متضمنا برنامجه 76 فيلما، بينها 31 فيلما قصيرا وأخرى لمخرجين عالميين.
يفتتح المهرجان أول أيامه اليوم بعرض فيلم «الفتاة في القطار» للأميركي تيت تايلور، المقتبس من رواية للكاتبة باولا هوكينز تحمل العنوان نفسه، وهو من بطولة البريطانية إيميلي بلانت، ويختتم برنامجه 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بوثائقي «الاثنين الأول من شهر أيار» لأندرو روسي، الذي يأخذنا إلى عالم الأزياء والمشاهير من خلال عرض للأزياء الغربية المستوحاة من الحضارة الصينية.
ويتميّز المهرجان هذا العام بتخصيصه مساحة لا يستهان بها للأفلام التي تتحدث عن لبنان أيام العزّ، وأخرى تكشف عن عاصمته بيروت وشوارعها النابضة بالحياة، ولا سيما خلال السهرات التي كانت تقام فيها. كما يخاطب المهرجان المجتمع العربي مباشرة من خلال أفلام تتناول معاناة اللاجئين السوريين ومأساة العراقيين، خصوصا تلك التي تتعلّق بالمجازر التي تعرّض لها أطفالهم الإزيديين على يد الإرهاب المتطرّف. كما يتضمن المهرجان أفلاما عالمية حصد بعضها جوائز عدّة في مهرجانات دولية.
وبعض الأفلام التي تندرج في برنامج المهرجان في دورته السادسة عشرة لهذا العام ستتوزّع على مسابقتين: الأفلام «الشرق أوسطية القصيرة» والأفلام «الشرق أوسطية الوثائقية». أما الفئتان اللتان سيتضمنهما المهرجان وتكونان من خارج المسابقة، فهما «البانوراما الدولية» و«جبهة الرفض»، والأخيرة مؤلّفة من قسم «الساحة العامة»، التي تحتوي على أعمال سينمائية تلامس قضايا ومشكلات المرأة العربية وغيرها من المواضيع.
وتعلّق كوليت نوفل مديرة المهرجان: «لدينا إيمان راسخ باستخدام الفنّ السينمائي لإثارة هذه القضايا التي، رغم التغطيات الإخبارية لها، فإن الفن السابع يتميز بإحداث خرق عاطفي فيها ووضع المسائل المطروحة في الواجهة».
وعن كيفية اختيار الأفلام لهذه الدورة، أجابت إن «تشكيلة الأفلام المختارة هذا العام جمعت من مصادر مختلفة وتتميّز بالتنوّع وبعضها يعدّ من أفضل ما عرض في (مهرجان كان السينمائي)، وبعضها الآخر تمّ عرضه في مهرجانات عالمية أخرى بحيث سيتيح (مهرجان بيروت للسينما) فرصة حضورها في صالاتنا اللبنانية المقلّة في عرض هذا النوع من الأفلام».
وكان المهرجان قد تلقّى أكثر من 400 فيلم تقدّم بها أصحابها للمشاركة في فئة «الأفلام الشرق أوسطية» وتمّ اختيار أفضلها. أما الأفلام التي تتناول مشكلات المنطقة العربية من ناحية، والعالم الغربي من ناحية ثانية، فتصل نسبتها إلى 95 في المائة من مجمل الأفلام المعروضة، في حين تغطي النسبة الباقية الأفلام الأخرى الروائية والقصيرة والوثائقية التي تدور مواضيعها حول قضايا اجتماعية عادية.
ومن بين الأفلام الـ25 التي سيتم عرضها في فئة «البانوراما الدولية» «إيل» للمخرج الهولندي، بول فيرهوفن، الذي تلعب دور البطولة فيه إيزابيل أوبير ويتناول قصة مقتبسة من رواية لفيليب ديجيان، وكان قد تمّ عرضه في (مهرجان كان السينمائي) لهذا العام. وفي هذه الفئة أيضا فيلم «لا دانسوز» للمخرجة الفرنسية، ستيفاني دي غوستو، عن قصة لوي فولر الراقصة الآتية من الغرب الأميركي.
وسيشاهد اللبنانيون ضمن البرنامج المذكور فيلم «ليتل مان» للأميركي، آيرا ساكس، الذي نال «جائزة دوفيل» الأميركية منذ فترة قصيرة. أما المخرج والسيناريست الإيطالي ماركو بيلوتشيو والفائز بجائزة (الأسد الذهب) في مهرجان البندقية عن مسيرته الفنيّة على مدى خمسين عاما، فسيعرض له المهرجان فيلم «أحلام سعيدة»، الذي يحكي قصة طفل خسر والدته فبقي يترنّح تحت وطأة هذا الغياب المفاجئ لها حتى بعد أن أصبح صحافيا معروفا. ودائما وضمن فئة «البانوراما» سيتم عرض أفلام معروفة كـ«هانت فور ذا وايلدر بيبول» للنيوزيلاندية تايكا وايتيتي، و«ستيودانت» للروسي كيريل سربركرينيكوف، و«نار في البحر» (وثائقي) للإيطالي جيانفرانكو روسي، و«بلدي هي بلدي» أيضا للإيطالي المغربي الأصل عادل الزّاب. ويعرض أيضا فيلم «أمور شخصية» للفلسطينية مها حاج، الذي شارك في فئة (نظرة ما) في مهرجان «كان السينمائي».
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية تحضر الحرب السورية من خلال فيلم «محبة» للسوري وضاح الفهد و«هي هي الغربة» للجزائري يسير بن شلاّح، ويروي معاناة الأطفال اللاجئين الهاربين من حرب سوريا إلى لبنان.
ومن لبنان يشارك في هذه الفئة الفيلمان «Finding my Lebanon» لمارك أبو زيد و«روبرت» لغني عبود.
وفي فئة مسابقة «الأفلام القصيرة» يشارك عدد من الأفلام اللبنانية، بينها «حياة بيروت» للبناني محمد الملا (قصة رجل توقّف به الزمن في عام 1960 وعندما يدعوه صديقه إلى ملاقاته في ساحة العنتبلي يتفاجأ ببيروت الجديدة). وكذلك فيلم «ذا ريفل ذا جاكل ذا وولف أند ذا بوي» لوليد مونس، و«أصلا ما بحبّا» لكريستيل قيصر و«فينو» لإسطفان خطّار، و«هولي بول» لإيلي شاهين، و«الأمير الصغير» لجاد مكة، و«من خلال الزجاج الزهري» لليال عقيقي. وفي برنامج الأفلام القصيرة أيضا «الماطور» للسعودي محمد الهليّل، الذي حصل على (النخلة الذهبية) في مهرجان «أفلام السعودية».
أما أفلام «جبهة الرفض» التي تضم فئة «الساحة العامة» وعددها ستة عشر فيلما، التي تعبّر عن قضايا اجتماعية مهمّة، فنشاهد فيلما لبنانيا قصيرا «6660» لميشال معربس و«skin» لفرح دياب. ومن الأفلام الوثائقية في هذه الفئة التي تتناول قضايا المرأة «إيمان» للمصرية، لمينا مجدي رزق، و«معصومة» للإيرانية صونا مقدّم، و«نوران» للسورية نوران الشاراتي، و«آمنة» للمصرية أمنية النوّاس.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.