كيري يهاجم روسيا لدعمها نظام الأسد.. ويؤكد أنّ واشنطن لم تتخل عن مساعي السلام

الأمين العام للجامعة العربية يطالب بوقف إطلاق نار عاجل في حلب

كيري يهاجم روسيا لدعمها نظام الأسد.. ويؤكد أنّ واشنطن لم تتخل عن مساعي السلام
TT

كيري يهاجم روسيا لدعمها نظام الأسد.. ويؤكد أنّ واشنطن لم تتخل عن مساعي السلام

كيري يهاجم روسيا لدعمها نظام الأسد.. ويؤكد أنّ واشنطن لم تتخل عن مساعي السلام

انتقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري، اليوم (الثلاثاء)، روسيا "لقرارها الطائش غير المسؤول" بدعم رئيس النظام السوري بشار الاسد، قائلًا، إنّ جهود انهاء الحرب في سوريا يجب أن تستمر على الرغم من القرار الاميركي بتعليق المحادثات مع موسكو. مضيفا في كلمة له ببروكسل "أود أن أوضح أننا لن نتخلى عن الشعب السوري ولن نتخلى عن السعي وراء السلام ... سنستمر في البحث عن وقف دائم وله معنى وواجب النفاذ للاقتتال في أنحاء البلاد - وهذا يتضمن وقف طلعات الطائرات القتالية السورية والروسية في مناطق معينة".
وشن كيري هجوما عنيفا على النظام السوري وروسيا "اللذين رفضا الدبلوماسية من أجل مواصلة انتصار عسكري يمر بجثث مقطعة ومستشفيات تتعرض للقصف واطفال مروعين في أرض معاناة"، فيما تشهد حلب، المدينة الاستراتيجية بشمال سوريا معارك شوارع عنيفة مترافقة مع قصف مكثف أثار استنكار الدول الغربية.
وتابع كيري قائلًا، إنّ الولايات المتحدة ستعمل لخلق الظروف المناسبة لاستئناف محادثات السلام، وأضاف أن روسيا وسوريا "تعلمان جيدا ما ينبغي عليهما عمله"، موضحا أن موسكو "غضت الطرف" عن استخدام الاسد لغاز الكلور والبراميل المتفجرة بصورة بشعة وأنّها تطبق سياسة الارض المحروقة بدلا من الدبلوماسية. ونوّه بأنّه لو كانت روسيا جادة بشأن السلام لتصرفت على نحو مختلف عما تفعله الآن في سوريا.
وكانت واشنطن قد علّقت المحادثات مع موسكو أمس، فيما يتعلق بتنفيذ وقف اطلاق النار في سوريا متهمة روسيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لوقف القتال وضمان وصول المساعدات للمناطق المحاصرة.
من جانبه، صرح أمين عام الأمم المتحدة بان كي-مون بأنه "سيطالب بشدة" كلا من الولايات المتحدة وروسيا باستئناف المفاوضات بشأن سوريا، خلال المحادثات التي سيجريها هذا الأسبوع مع كيري ومسؤولين كبار من موسكو. وقال للصحافيين في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، التي سيغادر منها إلى بروكسل للمشاركة في مؤتمر دولي بشأن أفغانستان، إن "الوضع في حلب وسوريا ككل ... مفجع حقا ومثير للقلق". وأضاف "سيكون لدي فرصة للقاء الوزير كيري وعدد من كبار المسؤولين من روسيا والاتحاد الأوروبي. سأطالبهم بشدة باستئناف مفاوضاتهم حتى يتسنى وقف العدائيات". مشيرًا إلى أنّ هذا قد يساعد في إيصال المساعدات الإنسانية الملحة
و"سيوفر بعض الزخم لبناء الثقة التي يمكن على أساسها أن نطلق الحوار السياسي".
في السياق ذاته، طالب الامين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط اليوم، بوقف اطلاق نار عاجل في حلب لايصال المساعدات الانسانية للسكان في الوقت الذي تشهد هذه المدينة الاستراتيجية في شمال سوريا معارك عنيفة.
وقال ابو الغيط في كلمة افتتح بها اجتماعًا غير عادي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لمناقشة الوضع في حلب، إنّ "ما يجري في هذه المدينة العريقة منذ انهيار ترتيبات الهدنة في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، هو مذبحة بالمعنى الحرفي". مضيفًا "يتعين العمل بصورة عاجلة لاقرار وقف اطلاق النار في حلب وفي عموم سوريا من أجل ادخال المساعدات الانسانية والاغاثية للسكان المحاصرين".
وأعلنت الولايات المتحدة مساء أمس، وقف المحادثات مع موسكو بشأن وقف اطلاق نار جديد فيما يواصل نظام بشار الاسد وحليفه الروسي هجوما عنيفا يشمل قصفا مكثفا، أثار تنديدًا واسعًا من الدول الغربية، على الاحياء الشرقية في حلب.
وتابع الامين العام للجامعة العربية "اليوم في ظل توقف مسار المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة المطلوب بشكل عاجل من القوى الفاعلة الاخرى في مجموعة دعم سوريا العمل على اقرار وقف اطلاق النار في مدينة حلب كحد أدنى ضروري من أجل مواجهة الوضع الانساني في الجزء الشرقي من المدينة واتاحة الفرصة أمام جهود الاغاثة واجلاء الجرحى والمرضى".



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.