استهدفت غارات روسية، أمس، المقر الرئيسي لفصيل سوري معارض يتلقى دعما أميركيا في منطقة جبلية بمحافظة حماه في وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل ستة على الأقل من عناصره، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه قتل ستة مقاتلين على الأقل من «جيش العزة» جراء تنفيذ طائرات روسية أكثر من 13 غارة بصواريخ ارتجاجية استهدفت المقر الرئيسي لـ«جيش العزة» في المرتفعات الجبلية القريبة من بلدة اللطامنة في ريف حماه الشمالي بوسط سوريا.
و«جيش العزة» فصيل سوري معارض يتواجد بشكل رئيسي في ريف حماه الشمالي، ويتلقى وفق المرصد دعما أميركيا وعربيا.
وأوضح عبد الرحمن أن «خمسين قياديا وعنصرا من جيش العزة كانوا داخل المركز لحظة استهدافه، ولا يعرف حتى اللحظة مصيرهم» لافتا إلى أن المركز «عبارة عن مغارة كبيرة تضم مقرات ومستودعات أسلحة».
وفي أولى ضرباتها في سوريا في 30 سبتمبر (أيلول) 2015، استهدفت الطائرات الروسية مستودع أسلحة، تابعًا لـ«جيش العزة» في اللطامنة.
وتنفذ روسيا منذ عام حملة جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول إنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات «إرهابية» أخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل سورية معارضة باستهداف المجموعات المقاتلة المعتدلة، أكثر من التركيز على المتشددين.
ويخوض «جيش العزة» إلى جانب فصائل إسلامية ومقاتلة أبرزها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة)، معارك عنيفة منذ أسابيع ضد قوات النظام وحلفائه في ريفي حماه الشمالي والشرقي.
ويترافق الهجوم مع غارات روسية وسورية على مناطق الاشتباك. وتمكنت الفصائل المقاتلة منذ بدء هجومها نهاية شهر أغسطس (آب) من السيطرة على أكثر من أربعين قرية وبلدة وتلة.
في السياق، استهدفت طائرات حربية مستشفى المغارة في منطقة كفرزيتا بريف حماه، والذي يعد من أضخم المشافي في مناطق سيطرة الفصائل بريف حماه، وجرى تجهيزه بعد عمليات حفر جرت في وديان بمنطقة كفرزيتا في الريف الشمالي لحماه، بإشراف أطباء من ريف حماه، واستهدفت الطائرات الحربية بأربع غارات منطقة المشفى، ما أدى لأضرار مادية، بحسب ما قال ناشطون.
وجاء الاستهداف في وقت تعرضت فيه مناطق في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماه الشمالي لقصف مكثف من قبل الطائرات الحربية، فيما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حلفايا بريف حماه الشمالي الغربي. وفي المقابل، واصلت الفصائل الإسلامية استهدافها بعشرات الصواريخ أماكن في مطار حماه العسكري، كما سقط مزيد من القذائف الصاروخية التي تطلقها الفصائل بشكل مكثف على مناطق في بلدة محردة بريف حماه الشمالي الغربي، ما أدى لإصابة عدة أشخاص بجروح.
وعلى غرار معظم المدن السورية، شهدت مدينة حماه مظاهرات معارضة للنظام في عام 2011، قبل أن يقمعها النظام بالقوة. وكان الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار قد قمع عام 1982 تحركا لـ«الإخوان المسلمين» في المدينة، ما أدى إلى مقتل نحو عشرين ألف شخص على الأقل، وتدمير جزء كبير من المدينة.
غارات روسية تستهدف مقرًا لفصيل معارض مدعوم أميركيًا وسط سوريا
50 قياديًا وعنصرًا من جيش العزة كانوا داخل المركز لحظة استهدافه
غارات روسية تستهدف مقرًا لفصيل معارض مدعوم أميركيًا وسط سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة