ليبيا: غارات من قوات السراج.. وطائرات أميركية تقصف «داعش» في سرت

برلمان طرابلس لـ «الشرق الأوسط»: عقوبات الاتحاد الأوروبي لا قيمة حقيقية لها

عنصران من الجيش الليبي خلال مواجهات مع أتباع «داعش» في سرت (رويترز)
عنصران من الجيش الليبي خلال مواجهات مع أتباع «داعش» في سرت (رويترز)
TT

ليبيا: غارات من قوات السراج.. وطائرات أميركية تقصف «داعش» في سرت

عنصران من الجيش الليبي خلال مواجهات مع أتباع «داعش» في سرت (رويترز)
عنصران من الجيش الليبي خلال مواجهات مع أتباع «داعش» في سرت (رويترز)

قالت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا إنها شنت أمس غارات جوية على مواقع تابعة لتنظيم داعش المتطرف في مدينة سرت الساحلية.
وأعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» التي تشنها القوات التابعة للحكومة، التي يترأسها فائز السراج المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، أن «سلاح الجو التابع لهذه القوات نفذ أمس 6 طلعات جوية قتالية أصابت أهدافا لـ(داعش) في سرت بدقة عالية». لكن البيان المقتضب، الذي نشره المركز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لم يتضمن أي تفاصيل أخرى حول طبيعة هذه الأهداف، وما إذا كانت هذه الطلعات الجوية قد أدت إلى خسائر مادية أو بشرية في صفوف ميلشيات التنظيم المتطرف.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت قبل يومين أنها نفذت 176 ضربة جوية على معاقل تنظيم داعش في سرت منذ بدء عملياتها مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي.
إلى ذلك، نفى الناطق باسم القوات البحرية الليبية، العقيد أيوب قاسم، تواجد أي قوة بحرية إيطالية، أو أي عناصر أجنبية في الموانئ والقواعد البحرية الليبية.
وأعلنت السلطات الإيطالية مؤخرا عن تشكيل غرفة عمليات أمنية مشتركة، ليبية – إيطالية، في العاصمة الليبية طرابلس، لمراقبة السواحل الليبية شمالا والحدود الجنوبية للبلاد، باستخدام طائرات دون طيار، وتدريب فرق حرس الحدود الليبيين. كما بدأت إيطاليا في إقامة مستشفى عسكري في مدينة مصراتة، يُتوقع أن يبدأ عمله الفعلي بشكل رسمي منتصف الشهر الحالي. وقد خصصت السلطات الليبية طابقا بداخل الكلية الجوية في مصراتة للعناصر الإيطالية التي ستتولى العمل بالمستشفى بحراسة عناصر أمنية إيطالية أخرى.
وكانت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، قد أعلنت مؤخرا أن إنشاء المستشفى يتم بطلب من حكومة طرابلس التي تعترف بها الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن تتولى وحدة قوامها مائة فرد حماية المستشفى في مدينة مصراتة غرب ليبيا، وسيعمل به 65 طبيبا وممرضا و135 من موظفي الدعم.
وتواجه قوات السراج مقاومة عنيفة منذ أشهر من جانب فلول المعقل السابق لتنظيم داعش في سرت، في حين قتل نحو 400 جندي ليبي، وأصيب نحو 2500 في عملية استعادة المدينة التي خضعت للتنظيم منتصف العام الماضي.
من جهة أخرى، انتقد عمر حميدان الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق المنتهية ولايته في العاصمة الليبية طرابلس، إعلان المجلس الوزاري الأوروبي، في بروكسل، أنه مدّد الإجراءات العقابية المتخذة في الأول من أبريل (نيسان) الماضي بحق رئيس البرلمان السابق نوري أبو سهمين، ورئيس حكومة الإنقاذ الموالية له، خلفية الغويل، بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب، عقيلة، لمدة ستة أشهر إضافية.
وقال حميدان، لـ«الشرق الأوسط»، في تصريحات خاصة من طرابلس: «هذا التمديد لا قيمة حقيقية له.. وهو والعدم سواء من الناحية العملية.. وإذا أراد المجلس الوزاري الأوروبي أن يدعم الاتفاق السياسي فعليه أن يتجه إلى إجراءات دعم حقيقية، وأن يوفي بما التزم به أمام الليبيين، لا بمثل هذه الإجراءات العبثية التي أصلا ليس من شأنها إلا أن تعقد المشهد وترتد سلبا على مشروع الوفاق». وأضاف موضحا أن «المجتمع الدولي فرض مشروع وصاية على الليبيين أسقط به حكومتهم ودستورهم ووعدهم أنه سيحقق لهم الاستقرار السياسي والأمن والسلم والرفاه الاقتصادي، ولم يتحقق أي من ذلك بل ازدادت الأمور سوءا».
ورأى حميدان أنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي ألا يتذرع بالمؤتمر أو بأشخاص مثل أبو سهمين أو الغويل، فهؤلاء كما قال: «لم يعيقوا الاتفاق السياسي في شيء، وفضلوا أن يتركوه في مواجهة الليبيين، وفضلوا ألا يعيقوه حتى لا يكونوا شماعة يعلق عليها فشل هذا الاتفاق». وتابع قائلا: «لقد تركوا أمرهم للقضاء، ولليبيين وللتاريخ حتى يحكم، فلا يحق الآن أن يُستعملوا شماعة يعلق عليها فشل هذا الاتفاق»، معتبرا أن برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا «ما زال قائما من الناحية الدستورية، لكنه فضل أن يتنحى عن المشهد، فلم يدخل طرابلس في الدماء والحرب، وحتى عندما تم الزحف على مقره اتخذ مقرا آخر».
وزعم حميدان أن «بقاء المؤتمر ليس تشبثا بالسلطة، ولكن حفاظا على بقاء الشرعية»، مضيفا أنه «إذا نجح الاتفاق السياسي ونجح في تكوين دولة في ليبيا يرتضيها الليبيون، فسيكون المؤتمر قد نزل عند رغبتهم ودخل فيما دخلوا فيه، وإذا فشل هذا الاتفاق وانهار لأسباب لا دخل للمؤتمر بها، لم يحدث فراغ في السلطة في ليبيا وكان هناك قيادة سياسية تجمع الليبيين عوضا عن التقاتل فيما بينهم».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.