صالح يقود خلايا تصفي منفذي عملياتها الإرهابية في عدن

مراقبون: قوات المخلوع صفّت منفذ اغتيال ضابط الأمن السياسي بـ«كريتر»

شظايا نجمت عن تفجير عبوة ناسفة استهدفت ضابطا أمنيا في عدن الخميس الماضي («الشرق الأوسط»)
شظايا نجمت عن تفجير عبوة ناسفة استهدفت ضابطا أمنيا في عدن الخميس الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

صالح يقود خلايا تصفي منفذي عملياتها الإرهابية في عدن

شظايا نجمت عن تفجير عبوة ناسفة استهدفت ضابطا أمنيا في عدن الخميس الماضي («الشرق الأوسط»)
شظايا نجمت عن تفجير عبوة ناسفة استهدفت ضابطا أمنيا في عدن الخميس الماضي («الشرق الأوسط»)

أدت عملية تفجير انتحاري يحمل حزامًا ناسفًا في مدينة عدن القديمة «كريتر» أمس السبت إلى مقتل شخصين، وإصابة 3 آخرين، وجميعهم من المارة المدنيين.
وبحسب إفادات شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» فإن مسلحين مجهولين يعتلون سيارة بيضاء قاموا بإطلاق النار على شخص كان يحمل حزامًا ناسفًا أثناء مروره أمام مطعم بسم الله بمدينة كريتر جنوب العاصمة المؤقتة، الأمر الذي أدى إلى انفجار الشخص المستهدف، وأسفر التفجير الإرهابي عن مقتل شخصين وإصابة 3 آخرين.
وحتى وقت متأخر من أمس السبت، لم يتم التعرف على هوية منفذي الجريمة، حيث باشرت شرطة كريتر عمليات التحقيق والتحري في مكان واقعة العملية الإرهابية التي تأتي بعد أشهر من استباب الأمن، وتوقف التفجيرات الإرهابية التي تؤكد عن علاقة وطيدة تربط التنظيم الإرهابي بصالح والحوثيين، وهي من صنيعتهم.
ورصد ناشطون يمنيون أن العملية الإرهابية التي شهدتها كريتر كانت عملية مخططة لأجهزة أمنية واستخباراتية موالية للمخلوع صالح، تم فيها التخلص من منفذ عملية اغتيال ضابط الأمن السياسي الذي تبنى تنظيم داعش العملية أول من أمس.
وأرفق الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورًا بثها تنظيم داعش الإرهابي أول من أمس لمنفذ عملية الاغتيال ويبدو شابًا يافعًا، وهو الشخص نفسه الذي تم التخلص منه أمس السبت في كريتر، حيث يحمل نفس الملابس والأحذية، كما بينت ذلك صور الانتحاري الذي كان يحمل حزاما ناسفا.
وقال مراقبون إن أجهزة أمنية واستخباراتية موالية لصالح بدأت تتخلص من مرتزقة يقومون بالعمل لها بتنفيذ اغتيالات للقيادات الأمنية والمحلية بعدن، ونسبها لتنظيم داعش المزعوم في اليمن، مؤكدين أن واقعة التخلص من إرهابي كرتير أمس السبت تؤكد حالة التخبط التي تعيشها خلايا صالح الإرهابية، بعد أن تم تقليم أظافرها وحصارها في المناطق المحررة. وكان مسلحون مجهولون اغتالوا ظهر أول من أمس (الجمعة) ضابطا في جهاز الأمن السياسي وسط عدن، اسمه العقيد علي مقبل سعيد.
وأفاد شهود عيان في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» بأن مجهولين اغتالوا مقبل أثناء خروجه من منزله بحي عبد العزيز عبد الولي بمدينة المنصورة وسط عدن، وتوفي مقبل بعد إسعافه ووصوله أحد المشافي بلحظات مباشرة.
وعاد شبح الإرهاب مطلا بوجهه في عمليتي اغتيال جرت في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، بعد هدوء طفيف رافق حملات أمنية واسعة.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن مقتل العقيد علي مقبل سعيد، وذلك بعدما هاجمه مسلحون في عدن قبل أن يصل إلى المسجد ليصلي الجمعة، وقال شهود عيان إن الهجوم تم في الطريق بين بيته والمسجد.
وقالت مصادر محلية وأخرى طبية بمدينة عدن لـ«الشرق الأوسط» إن الضابط في مطار عدن الدولي، عبد الكريم قاسم، توفي هو الآخر أول من أمس متأثرا بإصابته، بعد يوم من انفجار عبوة ناسفة بسيارته بمدينة المنصورة (وسط عدن) الخميس الماضي، وكان تنظيم داعش تبنى عملية الاغتيال تلك أيضا.
وتأتي عمليات الاغتيال بعد أشهر من توقفها وتمكن قوات الأمن من تقليم أظافر الجماعات الإرهابية في عدن والمحافظات المجاورة بما فيها «داعش» المزعوم باليمن، الذي تشير تصريحات محافظ عدن ومدير الأمن في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المخلوع صالح يقف وراء تلك التنظيمات لهدف خلط الأوراق، وإفشال جهود التحالف في المناطق المحررة، بحسب اعترافات عناصر وقيادات إرهابية وقعت في شباك الأمن بعدن ولحج خلال أيام من عودة الحكومة النهائية إلى عدن.
وتخوض قوات الشرعية والمقاومة في المحافظات المحررة حربين في وقت واحد منذ مارس (آذار) 2015، الأولى مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، ونجحت في دحرها من محافظات جنوب البلاد في منتصف يوليو (تموز) ومطلع أغسطس (آب) من العام الماضي، فيما الحرب الثانية كانت ضد الجماعات الإرهابية، ودشنت بإشراف ودعم قوات التحالف في أواخر عام 2015، ونجحت في تطهير عدن ولحج، وفي العام الحالي تم تطهير حضرموت وأبين.
وكانت تصريحات لقادة عسكريين ومحافظي المحافظات المحررة كشفت قبل أشهر عن ضلوع أجهزة أمنية واستخباراتية موالية للمخلوع صالح خلف تنظيم داعش المزعوم في اليمن، حيث تشير التحقيقات مع قادة التنظيم المقبوض عليهم بنسب العمليات الإرهابية والاغتيالات بعدن ولحج لتنظيم داعش، وهو ما كشفته مجموعة من الفيديوهات والمضبوطات التي كانت بحوزتهم عن علاقة وطيدة بين المخلوع والجماعات الإرهابية بالمحافظات المحررة.
وكشفت مصادر متطابقة عن تلقي عناصر قيادية في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، دعمًا ماليًا كبيرًا من الأجهزة الأمنية الموالية للمخلوع صالح في صنعاء، من أجل إعلان تنظيم داعش، بشكل رسمي، في المحافظات المحررة، في الوقت الذي كشفت المصادر فيه أن الكثير من العناصر والقيادات التي تم إلقاء القبض عليها، كانت بدأت في تنفيذ عمليات إرهابية تحت اسم تنظيم داعش، وقامت بتصوير تلك العمليات، وكانت العناصر في الوقت نفسه، مطلوبة لارتباطها بـ«القاعدة»، وبالمخلوع علي عبد الله صالح، طوال أكثر من عقدين.
وتحتفظ الأجهزة الأمنية - وفقا للمصادر - بوثائق تثبت تورط أطراف محلية وإقليمية في محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وأن معظم العمليات الإرهابية التي تجري في المناطق المحررة يجري التخطيط لها في صنعاء، بغية إظهار أن المناطق المحررة من قبل الشرعية منطقة غير آمنة ومرتعًا للإرهابيين، وكذا محاولة الزعم بفشل دول التحالف في الحفاظ على الأمن في تلك المناطق.
وتمكنت الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن خلال الفترات السابقة من تنفيذ عمليات نوعية أجهضت من خلالها وشلت نشاط العصابات الإرهابية بمختلف انتماءاتها في كل من محافظتي عدن ولحج وأبين وحضرموت.
في الأثناء، تواصل شرطة عدن حملات الدهم والضبط للعناصر الإرهابية، ونجحت في ضبط خلايا إرهابية بينهم قيادات وعناصر مسؤولة عن اغتيال عدد من رجال الدين والأمن بعدن خلال الأشهر الماضية، ونسب تلك العمليات لتنظيم داعش الإرهابي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.