عباس يفصل 4 أعضاء من «فتح» محسوبين على دحلان

الحركة تواصل اجتماعاتها للم صفوفها وتتطلع إلى مؤتمرها المقبل

عباس يفصل 4 أعضاء من «فتح» محسوبين على دحلان
TT

عباس يفصل 4 أعضاء من «فتح» محسوبين على دحلان

عباس يفصل 4 أعضاء من «فتح» محسوبين على دحلان

أكد مسؤولون في حركة فتح، أن الرئيس محمود عباس، وقع مرسوما بفصل 4 من أعضاء المجلس الثوري للحركة، محسوبين على القيادي المفصول محمد دحلان، في خطوة إضافية أخرى، تشير إلى أن عباس ذاهب في حربه ضد دحلان وأنصاره إلى النهاية، ولم يكتف برفض الضغوط العربية لإعادته إلى صفوف الحركة.
وفصل عباس من حركة فتح، كلا من: توفيق أبو خوصة، ونجاة أبو بكر، وعدلي صادق، ونعيمة الشيخ، بتهمة «التجنح»، التي تعني العمل مع أجنحة أو تيارات مناوئة لفتح في داخلها أو في خارجها.
وجاء قرار فصل الأعضاء، فيما ستستمر الاجتماعات الماراثونية لفتح التي بدأت الثلاثاء وتنتهي غدا. ويفترض أن يكون عباس قد قدم خطابا شاملا في الاجتماع الذي يضم أعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري، والاستشاري، وأمناء سر الأقاليم في الداخل والخارج، ومؤسسات الحركة، الذي انطلق في وقت متأخر أمس.
وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت الشهر الماضي، عن نية عباس فصل الأعضاء الأربعة، بعد تقارير عن عقد بعضهم لقاءات بدحلان وتنسيقهم معه، وعمل آخرين بتعليماته. وهذه ليست المرة الأولى التي تفصل فيها فتح عناصر فيها بتهمة «التجنح». وفي مرات سابقة، تم فصل أعضاء من الحركة في الضفة وغزة، كما جمدت أموال لشركات ومؤسسات بشبهة تلقي أموال من دحلان، أو حتى من دولة الإمارات التي يحظى دحلان بمكانة جيدة فيها. وقبل ذلك، جرى التحفظ على أموال لدحلان وأخرى لشخصيات بارزة على علاقة به.
ويريد عباس بث رسالة قوية من خلال هذه القرارات، وخصوصا مع اجتماعات فتح، أنه لن يستجيب لأي ضغوط بشأن دحلان.
ويسعى عباس إلى انتخاب قيادة جديدة لفتح قبل نهاية العام، إيذانا بمرحلة جديدة للحركة. وقال في دورة المجلس الثوري العادية الـ17، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، إن اللجنة المركزية عاقدة العزم على عقد المؤتمر السابع للحركة قريبا، والتحضير لعقد المجلس الوطني، وإن لجنة خاصة ستبدأ دورة اجتماعات تحضيرية مكثفة تنتهي في 29 أكتوبر (تشرين الأول)، قبل الإعلان عن موعد عقد المؤتمر السابع.
وينتخب المؤتمر العام لفتح، أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة، وهما أعلى هيئتين في فتح.
ويفترض أن يكون عباس قد تحدث أمس عن الخطاب الشامل حول وحدة فتح، والانتخابات، والمصالحة مع حماس، والوضع السياسي والإقليمي، ومستقبل السلطة، والحركة كذلك.
ويرى قادة فتح، أن المؤتمر السابع الذي فات على موعد انعقاده عامان، يشكل استحقاقا دستوريا، وأصبح ملحا لتقييم المرحلة السابقة، وتجديد البرنامج السياسي والاجتماعي، وإجراء تعديلات على النظام الداخلي، وإجراء انتخابات للمجلسين المركزي والثوري، وإطلاق مرحلة جديدة ببرنامج متجدد سياسي واجتماعي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.