ممر الزهور.. نقطة جذب تاريخية براقة في قلب إسطنبول

ارتاده السلاطين والأمراء.. وتحول إلى مجمع سياحي

لا يزال يوجد به أكثر من 24 محلاً للزهور وفوق المحال توجد 14 شقة سكنية فخمة - شارع الاستقلال في قلب إسطنبول
لا يزال يوجد به أكثر من 24 محلاً للزهور وفوق المحال توجد 14 شقة سكنية فخمة - شارع الاستقلال في قلب إسطنبول
TT

ممر الزهور.. نقطة جذب تاريخية براقة في قلب إسطنبول

لا يزال يوجد به أكثر من 24 محلاً للزهور وفوق المحال توجد 14 شقة سكنية فخمة - شارع الاستقلال في قلب إسطنبول
لا يزال يوجد به أكثر من 24 محلاً للزهور وفوق المحال توجد 14 شقة سكنية فخمة - شارع الاستقلال في قلب إسطنبول

لا يمكن لمن يتجول في ميدان تقسيم وشارع الاستقلال في إسطنبول أن يتجاهل البقعة الأكثر إشراقا وجمالا في المنطقة، وهي «ممر الزهور» الذي يقع وسط حارات منطقة بي أوغلو الأثرية.
ممر الزهور هو من أقدم الأماكن المأهولة في بي أوغلو التي لا تزال تحتفظ حتى اليوم بملامحها القديمة، وله قصة طويلة، بدأت في مسرح ميخائيل نعوم الشهير للاستعراضات والأغاني والمسرحيات، الذي كان يستقبل السلاطين والأمراء، كالسلطان عبد الحميد الثاني والسلطان عبد العزيز، وكان شارعا للسهرات والليالي الملاح قبل أن يقضي عليه حريق بي أوغلو عام 1879.
استضاف مسرح ميخائيل نعوم فرقا مهمة ومعروفة من باريس حتى أصبح من أهم المراكز الثقافية في إسطنبول وأوروبا، إلا أنه تضرر بشدة نتيجة حريق كبير حدث عام 1870.
وبعد الحريق قام مهندس إيطالي ببناء الشارع وتعميره من جديد، وبناه بشكل مسقوف على غرار سوق الحميدية في الشام، وضم 24 محلا، وبُني المكان من خمس طوابق.
وبعد عمليات الإصلاح والترميم اشترى المصرفي اليوناني زوغرافوس أفندي المكان، وعرف باسم «سيتا دي بيرا».
وفي عام 1908، اشترى الصدر الأعظم (رئيس الوزراء في الدولة العثمانية) محمد سعيد باشا المبنى، وأصبح يعرف باسم «ممر سعيد باشا».
وأخذ الممر تسميته الحديثة في عهد الجمهورية التركية الحديثة، حيث أصبح شارعا لبيع الزهور بكل أنواعها وأصنافها. وكان يقصده الناس من كل مكان، حتى أنه وبعد الثورة الروسية كانت تأتي النساء من طبقات النبلاء خصيصا للحصول على الزهور من الممر.
وبحلول عام 1940 أصبح المكان مكتظا بمحال الزهور، وفي عام 1988 قامت الحكومة التركية بترميم ممر الزهور، ليعاد افتتاحه بصفته منطقة للمطاعم والمقاهي الراقية، إلى جانب الحفاظ على طابعه المميز؛ كونه ممرا للزهور، حيث لا يزال يوجد به أكثر من 24 محلا للزهور، وفوق المحال توجد 14 شقة سكنية فخمة.
ويعد ممر الزهور الآن من أكثر البقاع هدوءا وأناقة ورقيا وسط الزحام الذي لا يهدأ في شارع الاستقلال الممتد بين ميداني تقسيم وجلاطة سراي، وتقدم المقاهي والمطاعم بداخل الممر الطعام على الطريقة العثمانية، ويعمل بها نخبة من الطهاة المهرة؛ ما جعلها من أفضل المطاعم في إسطنبول.
وتقدم المقاهي والمطاعم الموجودة في ممر الزهور أصنافا كثيرة من المأكولات ولا سيما المشويات التركية المشهورة والأكلات التركية التقليدية، وتعمل بنظام البوفيه المفتوح بأسعار متفاوتة، ويضم الممر ما يزيد على عشرين مطعما بتصميمات مختلفة للجلسات ليصبح ممر الزهور هو أكثر العناوين البراقة والجذابة في شارع الاستقلال، حيث يعج ليل نهار بالرواد العرب والأجانب، فضلا عن الأتراك.
ويتوسط ممر الزهور شارع الاستقلال الذي يعد أهم مناطق الجذب السياحي في الشطر الأوروبي لمدينة إسطنبول.
وشارع الاستقلال من أشهر الشوارع التجارية في تركيا بشكل عام وإسطنبول بشكل خاص، حيث يزوره يوميا ما يقرب من 3 ملايين شخص بقصد التسوق والتنزه، ولا تهدأ فيه الحركة على مدار الساعة.
يحتضن شارع الاستقلال في إسطنبول الكثير من المباني الأثرية ومحال الملابس والمعارض الفنية والمكتبات ومتاجر الموسيقى والمعارض الفنية ودور السينما والمسارح والمقاهي، ويمر به مترو قديم يعود تاريخه إلى العهد العثماني، ويمتد لنحو كيلو ونصف الكيلومتر، ويعطي لمرتاديه متعة التجول وسط المحال التجارية والمطاعم والمقاهي، وغيرها من أماكن الترفيه.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.