توقفت أمس الثلاثاء في مدينة غوا الهندية أعمال الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي كان مقررًا أن تنتخب 3 أعضاء في مجلس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، بعد 27 دقيقة فقط من انطلاقها، وذلك بسبب احتجاج أعضاء الهيئة القارية على استبعاد مسؤول قطري من الترشح للانتخابات.
وأبلغ الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، «رويترز» بأن القارة وجهت رسالة «مسموعة وواضحة» إلى الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) بأنها متحدة في عزمها للدفاع عن مصالحها.
وبعد أن استبعد الفيفا مرشحًا قطريًا في اللحظات الأخيرة قبل تصويت على انتخاب ثلاثة أعضاء لمجلس الفيفا رفض ممثلو الاتحادات الوطنية في الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الآسيوي جدول الاجتماع أمس الثلاثاء.
وأعلن الشيخ سلمان انتهاء الجمعية العمومية بعد 27 دقيقة فقط من بدايتها بعدما رأى جياني إنفانتينو رئيس الفيفا «قوة الرأي في الغرفة». وقال الشيخ سلمان في مقابلة مع «رويترز» عقب الاجتماع: «تحدث الأعضاء بصوت واحد وأرسلوا رسالة مسموعة وواضحة».
وأضاف: «جميع الحاضرين هنا وفي جميع أنحاء العالم شهدوا على أن آسيا متحدة».
وخسر الشيخ سلمان أمام إنفانتينو في انتخابات رئاسة الفيفا في فبراير (شباط) الماضي لانتخاب خليفة للسويسري الموقوف سيب بلاتر. وأجرى إنفانتينو منذ ذلك الحين حملة إصلاحات تهدف لانتشال الفيفا من فضائح الفساد التي لطخت سمعته خلال آخر 16 شهرًا.
وحل مجلس الفيفا المكون من 36 عضوًا محل اللجنة التنفيذية التي طالتها شكوك واسعة في الفترة الأخيرة. ويمثل آسيا في مجلس الفيفا حاليًا الشيخ سلمان كونه نائبًا لرئيس الفيفا وثلاثة أعضاء آخرين من اليابان وماليزيا والكويت.
وأعلن سبعة مرشحين عزمهم خوض الانتخابات لشغل ثلاثة مقاعد إضافية لآسيا وأحدها مخصص لامرأة، ولكن الفيفا قرر استبعاد القطري سعود المهندي يوم الأحد، أي قبل يومين فقط من عملية التصويت.
واجتاز المهندي نائب رئيس الاتحاد القطري فحص النزاهة الضروري من الفيفا، لكنه استبعد من السباق «استنادًا إلى تقرير غرفة التحقيق في لجنة القيم بالاتحاد الدولي». وفي أغسطس (آب) آب الماضي أوصى محقق في لجنة القيم بالفيفا بإيقاف المهندي لعامين ونصف العام على الأقل بسبب مزاعم عن رفضه التعاون مع تحقيق. ونفى المهندي ارتكاب أي مخالفات.
وكان الاستياء الناجم عن تلك الخطوة محور الحديث الذي جرى في أروقة الفندق الذي استضاف الجمعية العمومية عشية التصويت واتضح موقف الوفود أمس الثلاثاء.
وقال الشيخ سلمان: «لا ينبغي أن ننسى أن الأعضاء المنتخبين لمجلس الفيفا سيكونون كذلك ممثلين لآسيا». وأضاف: «يجب أن نحرص على إقامة العدل».
وتبادل الشيخ سلمان وإنفانتينو التذكارات قبل عملية التصويت على جدول الاجتماع وبدا البحريني متحمسًا بشأن بعض النقاط الموجودة في جدول أعمال الرجل السويسري.
وكان زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 40 فريقًا جزءًا مهمًا من حملة إنفانتينو قبل انتخابات فبراير الماضي، وألمح مؤخرًا إلى أن هذا قد يتحقق في كأس العالم 2026. وقال الشيخ سلمان إنه إذا توصلت الأطراف المعنية لاتفاق فإن زيادة المنتخبات المشاركة في كأس العالم سيكون أمرًا جيدًا.
وأضاف: «إذا شعرت كل الاتحادات بأنها ممثلة بصورة إيجابية.. فسيوافق الجميع».
وتابع: «هناك قلق كبير سواء من جانب الأندية المحترفة أو من بعض المنتخبات بشأن اللاعبين المعنيين أو طول فترة البطولة».
وأردف: «إذا تمكنا من تبديد تلك المخاوف وشعر الجميع بالسعادة فلم لا؟ سيعود ذلك بالنفع على الجميع».
وقال: «أعتقد أنه إذا كان بمقدورنا الحصول على ستة مقاعد بدلاً من 4.5 مقعد في الوقت الحالي فهذا سيكون جيدًا. 0.5 (مقعد) ليس مضمونا. سيكون من المعقول أن نضمن ستة مقاعد».
ويتحدد نصف المقعد في نهائيات كأس العالم بعد مواجهة فاصلة بين صاحبي المركز الخامس بتصفيات آسيا والمركز الرابع بتصفيات اتحاد منطقة أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (الكونكاكاف).
واعترف رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم أمام رئيس الاتحاد الدولي، السويسري جاني إنفانتينو الذي خسر أمامه في الانتخابات الرئاسية للفيفا، «لم يسبق لي ترؤس اجتماع أقصر من هذا». وقال: «كان هذا المساء حافلاً بالأحداث، بعد بضعة أسابيع حافلة بالعمل أيضًا»، مضيفًا: «لكن الجمعية العمومية قالت كلمتها بصوت واحد، وكان هذا واضحًا لنا جميعًا. رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاني إنفانتينو، أنا لست واثقًا إن كنتم شهدتم أي اجتماع جمعية عمومية أقصر من هذا، ولكنني أعتقد أنكم يمكن أن تلاحظوا قوة الرأي في هذه الغرفة». وتابع: «مهمتي الأخيرة هي إعلان جمعية عمومية استثنائية مغلقة».
وصوتت الاتحادات الوطنية الأعضاء بنسبة 42 مقابل 1 لصالح عدم مواصلة جدول الأعمال، بما في ذلك انتخاب ثلاثة أعضاء إضافيين في مجلس الاتحاد الدولي.
وستقوم الإدارة القانونية بالاتحاد الآسيوي بإعادة النظر (قانونيًا) في ترشيح الأعضاء مرة أخرى، حيث إن هناك بحثًا لترشيح عضو عربي ليكون بديلاً عن المهندي في حال عدم نجاح مساعي رفع العقوبة عنه.
وتشير المصادر إلى أن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد يلقى قبولاً واسعًا من الأعضاء في الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي ليكون هو المرشح العربي لعضوية مجلس الفيفا.
من جانبه بيّن الشيخ علي آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم والذي تستعد بلاده لاستضافة بطولة آسيا للشباب المؤهلة لكأس العالم أيضًا الشهر المقبل، أن هناك أغلبية ساحقة من الأعضاء رفضوا جدول الأعمال المعد، حيث يجري التصويت قبل البدء في العمل به.
وبين آل خليفة في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» أن القرار الذي اتخذ بشأن عدم القبول بجدول الأعمال الذي عرض والذي يحتوي في إحدى فقراته على موضوع ترشيح الأعضاء لمجلس (الفيفا) هو ناتج عن اعتراض على القرار الذي اتخذ بشأن أحد المرشحين من قبل الاتحاد الآسيوي وهو القطري سعود المهندي، حيث إن هذا الموقف يؤكد أن هناك رفضًا واعتراضًا (حضاريًا) لقرار لجنة القيم والأخلاق التي اتخذت قرارا مفاجئا وفي وقت ضيق جدا قبل بدء الجمعية العمومية، وبالتالي أحدثت ربكة غير متوقعة، وما حصل في اجتماع الهند هو رسالة واضحة للجنة القيم والأخلاق بشأن عدم القبول بقرارها وتوقيته.
وعن المرشحين المتوقعين للعضوية وهل سيكون من بينهم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد قال آل خليفة: «كل اتحاد أهلي يمكن أن يقدم مرشحًا ويتم التوافق بين الأعضاء على ما يرونه قادرًا على خدمة القارة الآسيوية في مقعده الدولي، ولا شك أن أحمد عيد من الكفاءات المشهود لها إن رُشح من قبل اتحاد الكرة السعودي، وقدم اسمه فعليًا في الجمعية العمومية المقبلة التي سيجري الترتيب لها».
ويتنافس على المقاعد الآسيوية الثلاثة: تشيان جانغ (الصين)، وعلي كافشيان (إيران)، وزين الدين نور الدين (سنغافورة)، ومويا دود (أستراليا)، ومحفوظة أكثر (بنغلادش)، واون - غيونغ هان (كوريا الشمالية)، وسيخصص مقعد واحد على الأقل للسيدات من المقاعد الثلاثة.
السعودي أحمد عيد مرشح لعضوية مجلس {فيفا} الجديد
27 دقيقة تؤجل انتخاب 3 أعضاء في الاتحاد الدولي.. وآل خليفة: أبلغنا العالم أن آسيا متحدة
السعودي أحمد عيد مرشح لعضوية مجلس {فيفا} الجديد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة