نجاحات للشرعية في تطهيرها للمحافظات اليمنية من الجيوب الإرهابية

مقتل قيادي في «القاعدة».. واعتقال ثانٍ بأيدي قوات «الحزام الأمني» في محافظة أبين

قوات تابعة للجيش الوطني في إحدى المناطق الجبلية بين محافظتي لحج وتعز (أ.ف.ب)
قوات تابعة للجيش الوطني في إحدى المناطق الجبلية بين محافظتي لحج وتعز (أ.ف.ب)
TT

نجاحات للشرعية في تطهيرها للمحافظات اليمنية من الجيوب الإرهابية

قوات تابعة للجيش الوطني في إحدى المناطق الجبلية بين محافظتي لحج وتعز (أ.ف.ب)
قوات تابعة للجيش الوطني في إحدى المناطق الجبلية بين محافظتي لحج وتعز (أ.ف.ب)

لقي قيادي في تنظيم القاعدة مصرعه واعتقل ثان إثر حملات دهم نفذتها قوات الجيش اليمني في محافظة أبين أمس. وأكدت مصادر أمنية محلية أن قوات «الحزام الأمني» تمكنت من القضاء على قيادي القاعدة عبد الله سعيد حبيبات خلال عمليات تعقب ودهم نفذتها قوات «الحزام الأمني» لمنزله في منطقة قاع بمديرية لودر. وأسفرت العملية عن مقتل قيادي وإصابة آخر في «القاعدة» عقب مواجهتهم للحملة الأمنية. وشملت حملات الدهم أيضًا مديرية الوضيع مسقط الرئيس اليمني منصور هادي وأسفرت عن اعتقال الإرهابي أبو أسامة الياسري.
وتواصل قوات «الحزام الأمني» بمحافظات أبين ولحج والضالع حملاتها العسكرية ضد الجيوب الإرهابية بعد أن نجحت في دحرها من المحافظات المحررة بدعم قوات التحالف العربي، خلال فترة وجيزة. وتقول مصادر أمنية إنها توصلت بوجود علاقة بين «القاعدة» وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وإن أجهزة صالح كانت تستخدم التنظيم الإرهابي كفزاعة للغرب وورقة للابتزاز وحشد الدعم. وتقول مصادر أمنية إنها توصلت إلى هذه العلاقة إثر تحقيقات أجريت مع عدد من قادة التنظيم الإرهابي الذين وقعوا في شباك القوات الأمنية بعدن وحضرموت ولحج وأبين.
ونجحت قوات الحزام الأمني عقب أقل من شهر من سيطرتها على محافظة الرئيس منصور هادي وتطهيرها من الإرهابيين من ضبط خلايا إرهابية وتنفيذ حملات دهم مستمرة وضبط معامل لصناعة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وتحجيم قوى الشر والإجرام التي كانت تسيطر على المحافظة منذ عام مستغلة الظروف الأمنية التي مرت بها أبين جراء الحرب الدائرة في البلاد بين قوات الشرعية من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة ثانية منذ مارس (آذار) من العام الماضي.
وكشف القيادي بالحزام الأمني بمحافظة أبين الخضر نوب في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» عن اتخاذ العناصر الإرهابية محافظة البيضاء التي تخضع لسيطرة الميليشيات الانقلابية معقلا رئيسيا لها بعد أن تم دحرها من المحافظات الجنوبية حضرموت عدن لحج أبين، مؤكدًا وجود علاقة وطيدة تربط الإرهابيين بالميليشيات الانقلابية وهو ما كشفته معركة تطهير أبين من الإرهاب، حيث قامت الميليشيات بتأمين خط هروب الإرهابيين ناحية محافظة البيضاء عبر مديرية مكيراس الخاضعة لسيطرتهم منذ أكثر من عام على حد قوله.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة بدعم من قوات التحالف شنت منتصف أغسطس (آب) من العام الجاري حملة عسكرية لتطهير أبين من الإرهابيين ونجحت خلال أقل من أسبوعين في تطهير كامل مدن المحافظة الساحلية من الجماعات الإرهابية الأمر الذي أربك الميليشيات الانقلابية حيث كشفت تصريحات قادة الحملات العسكرية عن علاقة وطيدة تربط الحوثيين وقوات المخلوع صالح بالجماعات الإرهابية التي تديرها أجهزة أمنية واستخباراتية موالية للميليشيات الانقلابية.
وتخوض قوات الشرعية والمقاومة في المحافظات الجنوبية المحررة حربين في وقت واحد منذ مارس 2015 الأولى مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح ونجحت في دحرها من محافظات جنوب البلاد في منتصف يوليو (تموز) ومطلع أغسطس من العام الماضي، فيما الحرب الثانية كانت ضد الجماعات الإرهابية ودشنت بإشراف ودعم قوات التحالف في أواخر العام 2015 ونجحت في تطهير عدن ولحج وفي العام الجاري تم تطهير حضرموت وأبين.
على صعيد آخر، رحبت قيادة «الحزام الأمني» بالإجراءات الحكومية الأخيرة التي اتخذها الرئيس هادي وبينها قرار نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن، مجددة ترحيبها بهذه الخطوة، مؤكدة بذات الصدد أنها ستتعاطى إيجابا مع هذا القرار وستتخذ إجراءات أمنية بما من شأنها إنجاح عملية النقل هذه وتتويجها لما يخدم الصالح العام.
وأعلنت قيادة «الحزام الأمني» في بيان لها، تلقت الشرق الأوسط» نسخة منه، أنها اتخذت عددًا من الإجراءات فيما يخص الداخلين من جميع مواطني المحافظات الأخرى، موضحة أنه بات يتعين على أي مواطن يريد الدخول إلى عدن إبراز هويته الشخصية فقط مشددة على أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات ضد كل من يحاول عرقلة دخول أي مواطن إلى عدن من جميع المحافظات سواء كانت شمالية أم جنوبية.
وأكدت قيادة «الحزام الأمني» دعمها ومساندتها لكل الإجراءات الأمنية التي من شأنها إنجاح تجربة نقل البنك المركزي إلى عدن، داعية في الوقت نفسه كافة رجال الأعمال ورؤوس الأموال والتجار إلى العودة إلى عدن وممارسة كافة مهامهم التجارية والاستثمار في عدن وتؤكد أنها ستقوم بتوفير الحماية الأمنية الكاملة لرجال الأعمال ورؤوس الاستثمار كل في مجاله، على حد تعبير البيان نفسه.
ولفتت قيادة «الحزام الأمني» إلى أنها ستسعى جاهدة من أجل توفير الحماية لكافة الطواقم الحكومية وتسهيل عمليات تسلم مرتبات موظفي الحكومة في المحافظات اليمنية الأخرى من البنك المركزي بعدن متى ما تم البدء بعمليات الصرف عبره، كما أكدت دعمها المطلق لكافة التحركات التي تقوم بها قيادة دول التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.